هل يتحول العقيدي إلى "حمد الله" الأخضر السعودي؟

بعيدا عن جدل طريف يحدث عادة بين جماهير النصر والهلال في مثل هذه الوقائع، انقسمت آراء النقاد في الكرة السعودية حيال الأسباب الحقيقية، لغياب الرواية الرسمية من اتحاد الكرة السعودي حتى الآن.

ولكن اتفق الغالبية على ضرورة معاقبة الحارس، حال ثبت أن الاستبعاد كان لأسباب انضباطية.

وكتب الإعلامي محمد الشيخ عبر حسابه الشخصي على منصة "إكس": "استبعاد نواف العقيدي إما أن يكون انضباطيا، فيجب ألا يفلت من العقوبة وفق اللوائح، وإما فنيا فينبغي أن يُحفَظ حقه بالتوضيح السريع.. الصمت غريب".

ووجه الإعلامي السعودي محمد الدرع اللوم إلى العقيدي، وقال: "أنت تجرم بحق نفسك، أولا فأنت ما زلت تحبو في طريق النجومية وفي بداية الطريق وتتعامل مع خدمة وطنك بهذه الطريقة! لم يفعلها عمالقة حراسة المنتخب السعودي محمد الدعيع وعبد الله الدعيع".

وأضاف: "مستواك من يفرضك على المدرب، وفي حال عدم إنصاف المدرب، الجمهور والإعلام هما من سينصفانك وينتقدان المدرب، وليست الطريقة الصحيحة أن تهدد المدرب بالعودة للفريق إذا لم تكن أساسيًا، حتى مع زملائك الحراس ليست مقبولة في حقهم".

كان نواف العقيدي (23 عاما) الخيار الأبرز للذود عن مرمى الأخضر في البطولة، وذلك في ظل غياب الحارس الأساسي للمنتخب والهلال محمد العويس بداعي الإصابة.

واكتفى مانشيني في القائمة النهائية للأخضر بثلاثة حراس، وهم نواف العقيدي، وراغد النجار (النصر)، وأحمد الكسار (الفيحاء).

وحتى قبل استبعاده كان العقيدي الاسم الأبرز من بين الثلاثي، بسبب مشاركته المستمرة مع النصر هذا الموسم.

وبحسب ترانسفير ماركت الألماني خاض العقيدي 25 مباراة مع النصر بجميع المسابقات، بإجمالي دقائق لعب 2.280 دقيقة.

واستقبلت شباكه فيها 31 هدفا، في حين خرج بشباك نظيفة في 6 مباريات، ولم يغب سوى 4 مباريات عن النصر هذا الموسم، 3 منها في الدوري السعودي.

وبالمقابل، انعكس تألقه سلبا على بديله في النصر والأخضر راغد النجار، الذي لم يخض سوى مباريات في الدوري، وبإجمالي مشاركة بلغت 270 دقيقة لعب فقط.

أما حارس الفيحاء أحمد الكسار، فلعب مع فريقه 5 مباريات، 4 منها بالدوري، ومباراة في أبطال آسيا، بإجمالي 495 دقيقة لعب.

وكان مانشيني قد فاجأ الجميع بتخطيه اختيار حارس اتحاد جدة عبدالله المعيوف، الذي خاض ألفا و110 دقائق لعب مع فريقه بجميع المسابقات، بما فيها كأس العالم للأندية الأخيرة في جدة.

في يونيو 2019 وقبل أسبوع من انطلاق كأس الأمم الأفريقية في مصر، أثار مهاجم النصر السعودي -وقتها- عبد الرزاق حمد الله ضجة كبيرة، بعد مغادرته معسكر أسود الأطلسي، بسبب خلافات مع بعض نجوم المنتخب المحترفين في أوروبا، أبرزهم فيصل فجر.

وكان المغرب يتصدر الترشيحات للفوز بلقب تلك النسخة، إذ يمتلك منتخبا قويا، ومدربا متمرسا في الكرة الأفريقية، وهو الفرنسي هيرفي رينار الذي تُوج باللقب مرتين مع كل من زامبيا وكوت ديفوار.

لكن أزمة حمد الله انعكست بصورة سلبية على أسود الأطلسي، قبل أن تصمت عن الزئير في ثمن النهائي، لتودع أمام بنين بالركلات الترجيحية.

والآن يبدو وضع الأخضر السعودي مماثلا، إذ يمتلك نجومه حصيلة بدنية جيدة جراء الطفرة الكبيرة في الدوري السعودي والاحتكاك مع النجوم الكبار، وكذا معنويات مونديال 2022 في قطر، بعدما فازوا على الأرجنتين بطل المونديال.

والأهم من ذلك هو قيادتهم من قبل المدرب المحنك الإيطالي روبرتو مانشيني، الذي انتشل منتخب بلاده (الآزوري) من الركام، ليتوج بيورو 2020 في ملعب ويمبلي على حساب الإنكليز.