هل تحول ميسي إلى "لعنة" على الجوائز؟

تلقى الجدل الذي أثير حول فوز ميسي بجائزة الأفضل دفعة قوية من نتيجة التصويت للثلاثي (ميسي، هلاند ومبابي).

وبحسب النتيجة التي أعلنها فيفا، فقد تساوى كل من ميسي وهالاند في عدد النقاط النهائية، بواقع 48 نقطة لكل منهما، فيما حصل مبابي على 35 نقطة.

ويوزع فيفا نقاط التصويت على مدربي المنتخبات و(الكباتن)، إلى جانب الجماهير والإعلام.

أما فوز ميسي على هالاند، فجاء وفقا للبند 12 من لائحة الاتحاد الدولي لكرة القدم، لحصوله على عدد نقاط أكبر من أصوات (كباتن) المنتخبات بـ 13 نقطة مقابل 11 نقطة فقط لهالاند.

بالعودة إلى المدة الزمنية التي حددها الفيفا كمعيار تقييم للفائز (من 19 ديسمبر 2022 ـ 20 أغسطس 2023)، لا يبدو ميسي، على الأرجح، يستحق الجائزة.

وبعد هذا التاريخ، غاب ميسي عن البريق، فيما كان سبب فوزه بالكرة الذهبية، هو قيادته التانغو للتتويج بالنجمة الثالثة في المونديال.

ولم يتوج ميسي طوال فترة الرصد سوى بلقب الدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان، وهو الذي يتشاركه معه كيليان مبابي، إلى جانب كأس الدوري الأميركي مع فريقه الجديد إنتر ميامي.

وكان الإنجاز الأبرز لميسي هو وصوله إلى الهدف رقم 100 دوليا، ليكون ثالث لاعب في العالم بعد الإيراني علي دائي والبرتغالي كريستيانو رونالدو يصل لهذا الرقم.

لكن هذا الرقم يبدو تراكميا، أكثر من كونه إنجاز لحظي.

وعلى النقيض، تكفل هالاند في هذه المدة بقيادة فريقه مانشستر سيتي الإنكليزي إلى الفوز بثلاثية تاريخية نادرة (الأبطال والبريميبرليغ والكأس).

وكان هالاند هدافا لمسابقتي البريمييرليغ ودوري الأبطال في الموسم الماضي، وحقق العديد من الأرقام القياسية، وفاز مع الفريق بلقب السوبر الأوروبي، ويستمر في اعتلاء صدارة هدافي الدوري الإنجليزي هذا الموسم رغم غيابه في الأسابيع الأخيرة بسبب الإصابة.

من جهتها، صبت جماهير مانشستر سيتي جام غضبها على الفيفا، ورأت أن ميسي لم يكن يستحق الجائزة التي يجب أن تذهب لهداف السيتيزنس.

وقال أحد المشجعين، إن هالاند تعرض للسرقة، بمنح الجائزة لميسي.

وفيما رصدت صحفة "سيتي إكسترا" على موقع إكس ألقاب ميسي وقارنتها بألقاب وإنجازات هالاند مع السماوي، تسائل المشجع إسحاق: " ماذا فعل ميسي من إنجازات في 2023؟".

شنت صحيفة ماركا الإسبانية القريبة من ريال مدريد هجمة شرسة على الفيفا، ووصفته بأن كان الخاسر الأكبر في ليلة تتويج ميسي.

وشددت الصحيفة على أن ما حدث يعتبر ضربة قاضية لمصداقية فيفا، كمؤسسة، برمتها.

ولم تكتف بذلك بل نشرت صورة ساخرة من فوز ميسي، يظهر فيها الأرجنتيني وهو كبير في السن ويحمل جائزة ذا بيست، وذيلتها بتعليق: "لقد جئنا من المستقبل ولدينا أخبار لكم".

ومن جهتها، شنت الصحف الاسكندنافية حملة مماثلة على الفيفا، إذ وصفت صحيفة فيردينس غانغ (مسار العالم) النرويجية أن ما فعله فيفا بمنح ميسي الجائزة يعتبر فضيحة مكتملة الأركان.

ونسجت صحيفة مانشستر نيوز إيفينج على منوال غضب جماهير السيتي، وقالت إن هالاند تعرض لسرقة من قبل الفيفا.

وبدوره، دخل حارس ريال مدريد السابق إيكر كاسياس على خط الأزمة، ونشر تغريدة لاذعة للفيفا، قال فيها إنه يصنع جوائز جميلة، لكنه يدمرها بغياب العدالة عنها.

قد لا يختلف اثنان أبدا على أحقية ميسي بأي جائزة، إذ تكفيه فقط مسيرته الرائعة في العشب الأخضر، والتي تقربه من أن يكون أفضل لاعب في تاريخ الكرة.

لكل رغم ذلك، ظل فوزه بالجوائز مؤخرا يجر الانتقادات عليها، ليبدو معه وكأنه تحول إلى لعنة.

وبعد تتويجه بالكرة الذهبية الثامنة في أكتوبر من العام الماضي، فتحت السلطات الفرنسية تحقيقا مع رئيس مجلة فرانس فوتبول الفرنسية التي تمنح الجائزة السابق، بخصوص محاباته لميسي في الفوز بالجائزة في 2021.

والآن، بعد فوزه، بالجائزة، بدأت رياح الغضب تهب على الفيفا، ويخشى رئيسها إنفانتينو أن تتحول إلى إعصار مدمر.