كل ما نعرفه عن أزمة "السوق السوداء" في أمم أفريقيا

بدأت الأزمة تظهر للعلن بعد مباراة نيجيريا وغينيا الإستوائية على ملعب الحسن واتارا الأحد 14 يناير، والتي انتهت بالتعادل 1 ـ 1.

ورغم بيع اللجنة المنظمة جميع التذاكر المتاحة، فإن المباراة جرت على ملاعب فارغة تقريبا، إذ بلغ الحضور أقل من 9 آلاف متفرج فقط، رغم أن سعة الملعب نحو 60 ألف متفرج.

وفي اليوم التالي، أظهر فيديو عددا كبيرا من الجماهير الغينية، وهي تبدو غاضبة بسبب عدم تمكنها من مشاهدة مباراة منتخبها أمام الكاميرون على ملعب ياموسوكرو، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 1 ـ 1.

وبحسب موقع كيك 442 فإن 60% من الجماهير الغينية لم تدخل إلى الملعب بسبب رفضها شراء التذاكر بأسعار السوق السوداء.

وكانت التذاكر خارج الملعب معروضة للجماهير مقابل 40 ألف فرنك (66 دولار) في وقت تباع فيه على الموقع الرسمي مقابل 5 آلاف فرنك إيفواري (8.5 دولار) فقط.

وعلى بعض وسائل التواصل الاجتماعي عرض البعض تذاكر من ذات الفئة مقابل 100 ألف فرنك (165 دولارا).

استنفرت ظاهرة هيمنة المشجعين على التذاكر وبيعها في السوق الموازية، عمدة مدينة بواكي.

وظهر عمدة المدينة أمادو كونيه خارج ملعب السلام في بواكي، وهو يوزع تذاكر مجانية للجماهير، لتشجيعهم على ملء ملعب مباراة الجزائر وأنغولا.

لكن رغم الطابور الطويل أمام الملعب والإقبال على التذاكر المجانية، فإن الحضور داخل الملعب لم يتجاوز 19 ألف مشجع، رغم اتساع الملعب لـ40 ألف شخص.

أثار فشل خطة عمدة بواكي الكثير من الاستغراب، إذ لم تدخل الجماهير إلى المباراة رغم حصولها على التذاكر مجانا.

وربما يبدو مفهوما عدم حماس جماهير البلد المضيف ودفعهم الأموال لحضور المباريات التي لا يكون منتخبهم طرفا فيها، لكن هذه المرة كانت التذاكر مجانية.

وعن سبب إحجام الجماهير، يرجع مصدر باللجنة المنظمة للبطولة هذا الأمر إلى "عقدة نفسية"، وربط ذلك بالأزمة السياسية التي اندلعت في كوت ديفوار في 2010.

واختبرت كوت ديفوار شبح الحرب الأهلية، نتيجة الانقسام الكبير الذي أعقب فوز لوران باغبو بالانتخابات الرئاسية على حساب الرئيس الحالي الحسن واتارا.

وقال المصدر لإذاعة فرنسا الدولية: "لا تزال الجماهير تتخوف من الدخول إلى الملاعب ومكان التجمعات الكبيرة، وذلك منذ الأزمة السياسية الأخيرة في البلاد. الأمر يحتاج لأعوام لكي تتخطى أثار تلك الصدمة".

دفع الجدل بوزير الرياضة الإيفواري بوغري مابي بالتدخل، وأكد أنه سيفعّل إجراءات ستأتي بنتائج خلال 48 ساعة.

ومن بين هذه الإجراءات، التأكد بشكل خاص من إمكانية إعادة بيع التذاكر المخصصة لمشجعي الدول الأجنبية، أو الشركات التي لم تجد مشترين للتذاكر.

وطالب الوزير بالتنسيق بين الكاف واللجنة المنظمة من أجل تشجيع الأشخاص بشكل نشط على الذهاب إلى نقاط البيع الفعلية للحصول على تذاكرهم، من المنافذ التي تم زيادة عددها، وبلغت 50 منفذا بجميع مدن كوت ديفوار.

وتتراوح أسعار التذاكر الشعبية بين 3 آلاف فرنك إلى 10 آلاف فرانك (من 5 إلى 16 دولارا).