رونالدو بين "روشن" و"ليغ 1".. الدوري السعودي ضمن الكبار

ما أن انتشرت تصريحات رونالدو، حتى انبرت فرنسا وإعلامها في الرد عليها وتفنيدها، في حين احتفت بها مواقع سعودية وعربية، كلحظة تفوق فارقة.

واكتفى حساب الدوري الفرنسي على منصة إكس بنشر صورة دون تعليق، تظهر النجم كيليان مبابي مع كريستيانو رونالدو، وبدا مبابي من زاوية اللقطة وكأنه يشفق على الأسطورة البرتغالي.

واستنجدت مواقع فرنسية أخرى، بموقع أوبتا البريطاني للإحصاء، الذي أصدر تصنيفه لأفضل 24 فريقا في الدوريين الفرنسي والسعودي، إذ حل فيها أول فريق سعودي الهلال في المرتبة الـ8، في حين ظهرت فيها إجمالا 5 فرق سعودية فقط.

ورأى الصحافي الفرنسي جوناثان جونسون بـ"سي بي إس"، أن المقارنة تبدو غير منطقية ومعدومة تماما بين البطولتين على المستويات كافة.

لكن بالعودة إلى تصريحات رونالدو، فإنه ركز حُكمه على التنافسية، أي هيمنة الفريق الواحد على المنافسة مقابل البقية.

وبالرجوع إلى آخر 5 نسخ في الدوري الفرنسي، فإن باريس سان جيرمان هيمن عليها جميعها، باستثناء نسخة واحدة فاز بها ليل في (2020- 2021).

وبالمقابل، في آخر 5 نسخ في السعودية، تبارت على ألقابها 3 فرق، وهي الهلال (3 ألقاب)، إلى جانب لقب لكل من النصر والاتحاد.

أما الأهم، فتجسد في عبارة رونالدو عن استمرارية الدوري السعودي في التقدم، إذ يمتلك الآن بالفعل نجوم نخبة أكثر بريقا ربما من تلك الأسماء في الدوري الفرنسي، مثل كريم بنزيمة وكانتي ورياض محرز وساديو ماني ونيمار وهنالك حديث عن المصري محمد صلاح.

ربما مثّل توقيت التصريحات مصدر فرحة للسعوديين أكثر من مضمونها، إذ جاءت في وقت بدأت فيه بعض الصحف الغربية تنسج صورة قاتمة للوضع في السعودية.

وانطلقت الصحف من رحيل النجم الإنكليزي جوردان هندرسون عن الاتفاق بالتراضي، إلى جانب أزمة تخلف النجم الفرنسي كريم بنزيمة عن معسكر فريقه الاتحاد في أبوظبي.

وعلى المنوال ذاته نشرت صحيفة "آس" الإسبانية تصريحات للمدافع الفرنسي المحترف في النصر السعودي إيميريك لابورت، عن عدم شعور عدد من اللاعبين بالراحة في السعودية.

لكن سرعان ما خرج النجم الفرنسي، لينفي التصريحات، ويؤكد سعادته في المملكة، وبما وجده فيها من شغف، وبدا أن للأمر علاقة مباشرة بتصريحات رونالدو القوية والداعمة للدوري السعودي.

بمجرد النظر إلى سياق تصريحات رونالدو الحالية، فإنها تحيلنا، على الأرجح، إلى حديثه عن الدوري السعودي في 24 مايو 2023.

وبعد أن كثر الهمس -وقتها- في الصحافة الدولية عن رغبة رونالدو في الرحيل عن الدوري السعودي بعد 5 أشهر فقط من الانضمام إليه، فاجأ رونالدو العالم بالاحتفال بتسجيله هدف الفوز للنصر على الشباب (حول النصر خسارته بهدفين إلى فوز 3ـ2) عبر السجود على طريقة المسلمين.

ولم يكتف رونالدو بذلك، وخرج بعد المباراة بتصريح مثير، قال فيه: "الدوري السعودي يتحسّن خطوة بعد خطوة، أعتقد أنه سيكون ضمن أفضل 5 بطولات محلية في العالم، لكنه بحاجة للوقت وللاعبين وللبنية التحتية".

ولم يمض على حديثه سوى نحو 10 أيام، حتى قررت السعودية خصخصة أندية كرة القدم، مع أيلولة الأندية الأربعة الكبرى (الهلال، والنصر، والأهلي، والاتحاد) إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي، لتبدأ بعدها حقبة جذب النجوم الكبار إلى المملكة، لتكتسح الميركاتو الصيفي بإجمالي إنفاق بلغ 930 مليون دولار.

والآن، ربما يبدو أن تصريح رونالدو الذي بات أيقونة للبطولة السعودية، بمنزلة تمهيد لخطة وتوسع قادمين في البطولة السعودية، ويرجح أن يكون موجة سعودية ثانية في الميركاتو الصيفي المقبل وجلب المزيد من الأسماء الكبيرة، وهو أمر إن حدث، سيجعل الدوري السعودي يتفوق على دوريات أخرى غير البطولة الفرنسية، على الأرجح.