"واقعة مانيان" تعيد كابوس العنصرية إلى ملاعب إيطاليا

أدان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جياني إنفانتينو ما حصل لمانيان، وطالب بضرورة إجراء تعديل شامل على قوانين العنصرية.

وحثّ إنفانتينو بمنع مرتكبي الإهانات العنصرية من دخول جميع الملاعب، فضلا عن فرض عقوبة "الانسحاب التلقائي" على الأندية التي يرتكب مشجعوها هذه الأفعال.

وعلق السويسري على حادثة أخرى وقعت في التشامبيونشيب الإنكليزي السبت الماضي، وكان ضحيتها لاعب وسط كوفنتري كايسي بالمر خلال المباراة ضد شيفيلد وينزداي.

وقال إنفانتينو، في بيان على إنستغرام: "الأحداث التي وقعت في أوديني وشيفيلد السبت بغيضة تماماً وغير مقبولة على الإطلاق"، قبل أن يضيف: "اللاعبان المتأثران بأحداث السبت يحظيان بدعمي الكامل".

طوال عقود سابقة، ظلت إيطاليا ترمز للكرة المثيرة والحافلة بالفنون، كما كان دوريها يضم ألمع النجوم، وهو أمر جعل البعض يصفها بأنها جنة كرة القدم، لكن يبدو أن الواقع تغيّر اليوم، إذ باتت الملاعب الإيطالية مرتعا للعنصرية.

• ظل النجوم من ذوي البشرة السمراء هدفا دائما لمدرجات الملاعب الإيطالية، وهو أمر بدأ منذ 2010 عندما ظهر ماريو بالوتيلي بقميص المنتخب الإيطالي، إذ كانت عبارة: "لا يوجد إيطالي أسود" نغمة في شفاه الجماهير.

• في ديسمبر 2018 كان السنغالي كاليدو كوليبالي مدافع نابولي -وقتها- ضحية عنصرية من جماهير إنتر ميلان، قبل أن تتدخل المحكمة التأديبية وتعاقب إنتر باللعب خلف أبواب مغلقة لمباراتين.

• وفي العام نفسه (2018) كان نجم يوفنتوس مويس كين ضحية جديدة لهتافات عنصرية من جماهير كالياري، لكن المحكمة رفضت معاقبة النادي، بحجة أن الأصوات لم تكن عالية ومزعجة.

• وفي 2021 تعرّض 3 لاعبين من نابولي للهتافات العنصرية في إحدى مباريات الكالتشيو، وهم النيجيري فيكتور أوسيمين، والسنغالي كاليدو كوليبالي، والكاميروني أندريه أنغويسا، إذ قلّد مشجعو فريق فيورنتينا أصوات القردة كلما تسلم أحدهم الكرة.

• وفي يناير 2023، وجهت جماهير لاتسيو إساءات عنصرية بالغة لمدافع إلتشي صامويل أومتيتي، ونقلت صحف أنه غادر الملعب باكيا.

• وفي يناير الحالي كان مهاجم روما البلجيكي روميلو لوكاكو ضحية جديدة للعنصرية من جماهير لاتسيو خلال ديربي مدينة العاصمة، قبل أن يعاقب لاتسيو بغلق أحد مدرجات الملعب الأولمبي لمباراة واحدة.

في ظل تصاعد الأحداث العنصرية، وبالتالي انتقادات السلطات الإيطالية، أعلن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم في مايو 2023، حزمة إجراءات جديدة للجم العنصرية، تمثلت في الاستعانة بكاميرات مزودة بميكروفونات، تحلق فوق رؤوس الجماهير في المدرجات، من أجل رصد أي هتاف عنصري أو خارج عن السياق.

وقال المدير التنفيذي لاتحاد الكرة الإيطالي لويجي دي سييرفو، في تصريحات: "الآن بفضل هذه التكنولوجيا يمكننا رصد وسماع الألفاظ العنصرية في المدرجات، إنها معركة سنوظف ضدها كل الأسلحة".

وأعلن دي سييرفو عن نجاعة الكاميرات، إذ فُرضت بفضلها عقوبات على 170 مشجعا من يوفنتوس وإنتر ميلان -وقتها- تسببوا في إهانات عنصرية لروميلو لوكاكو.

ولاحقا أعلنت الحكومة الإيطالية استثمار 10 ملايين يورو في التقنية، بشرط أن تكون الكاميرات مصنّعة في إيطاليا.

لكن الآن عادت الأمور للتفاقم من جديد.

بصفتها عضوا في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فإن القوانين الإيطالية تتماشي مع قوانين (يويفا)، مع اختلاف في الإجراءات.

وبدوره، يضع يويفا عددا من العقوبات ضد العنصرية في الملاعب، تحددها المادة 14 من لوائحه التأديبية لعام 2020، وتنص:

• أي شخص أو مجموعة يتسبّب بإهانة كرامة شخص أو عدة أشخاص لأي سبب كان، بما في ذلك لون البشرة أو العرق أو الدين أو الأصل الإثني أو الجنس أو الميول الجنسية، يتعرّض للإيقاف لـ10 مباريات على الأقل أو لفترة زمنية محددة، أو لأي عقوبة أخرى مناسبة.

• في حالة اشتراك شخص أو أكثر من الاتحاد العضو أو أنصار النادي في السلوك الموصوف في الفقرة الأولى، تتمّ معاقبة الاتحاد العضو أو النادي المسؤول بالإغلاق الجزئي للملعب كحد أدنى.

• في حالة تكرار السلوك، يعاقب المتسبب على مخالفة ثانية بمباراة واحدة خلف الأبواب المغلقة وغرامة قدرها 50 ألف يورو.

• كما تتمّ معاقبة أي مخالفة لاحقة بأكثر من مباراة واحدة خلف أبواب مغلقة، وإغلاق ملعب، وخسارة مباراة، وخصم نقاط و/أو إقصاء من المنافسة.