سفر صلاح إلى ليفربول.. ما نعرفه عن القصة وردود الأفعال

في سياق حديثه عن كواليس القضية، اتفق الإعلام المصري على سردية شبه موحدة، وهي أن الطاقم الطبي للمنتخب المصري، وصل إلى قناعة بضرورة سفر صلاح خارج كوت ديفوار التي تستضيف البطولة الحالية.

وبحسب قناة أون تايم سبورت المصرية، كان الاتفاق أن يقوم الاتحاد المصري بإعلان سفر محمد صلاح إلى إنكلترا لاستكمال العلاج والتأهيل والعودة إلى قيادة مصر، بعد مباراة الرأس الأخضر، لكن المدرب الألماني يورغن كلوب تسرع، وأعلن الخبر.

واضطر ذلك الاتحاد المصري لكرة القدم إلى تأكيد الأمر، وإعلان عودة صلاح في الدور نصف النهائي، لكنه، بالمقابل بدا وكأنه انحنى للعاصفة التي أطلقها ليفربول، وليس هو صاحب هذا القرار، الذي اتخذ بالتشاور مع الطاقم الطبي في ليفربول.

بمجرد نهاية المؤتمر الصحفي لكلوب الذي أعلن فيه خبر عودة صلاح، انفجرت وسائل التواصل الاجتماعي بالجدل.

وطالب نجم الكرة المصري السابق والإعلامي الحالي أحمد حسام ميدو محمد صلاح بمراجعة نفسه، وعدم ترك الفريق في نصف الطريق، وقال إن هذا القرار لا يليق أبدا بكابتن المنتخب ولا بتاريخ صلاح.

وبدوره، علق قائد المنتخب المصري السابق أحمد حسن على الامر، قائلا: "ليفربول بيقول لو منتخب مصر وصل للنهائي صلاح هيبقي موجود، طيب الناس اللي قاتلت وصلت للنهائي هتبقي محتاجة إيه من صلاح".

ورأى الإعلامي وصانع المحتوي المصري عمرو نصوحي أن بقاء محمد صلاح مع المنتخب أفضل بكثير من سفره، مبديا استغرابه أن يتم إثارة الموضوع ليلة مباراة مصيرية مع الرأس الأخضر.

طرح الإعلامي المصري أحمد عطا، جملة أسئلة على محمد صلاح، لكن أهمها هو سبب عدم سفر صلاح إلى ليفربول عندما كان مع المنتخب المصري في كأس العالم 2018 في روسيا، إذ كان يعاني وقتها من أثر إصابة خلع الكتف في نهائي الأبطال أمام ريال مدريد.

وقال عطا في تغريدة: "إن كانت هناك حالة من عدم الثقة في الأطباء المصريين أو في برامجهم للتعافي أو انشغالهم بعلاج باقي اللاعبين خلال البطولة أو أي سبب يفرض فعلا رحيل محمد صلاح خلال بطولة يستطيع اللحاق بالمتبقي من مبارياتها، فلماذا لم يحدث هذا الأمر قبيل كأس العالم في روسيا 2018؟".

وأضاف: "إن كان هناك أي منطق فيما حدث، فالأكثر منطقية كان في تخلفه عن بعثة مصر في كأس العالم، خاصة أنه لم يكن سيبدأ البطولة بسبب إصابته الشهيرة في كتفه خلال نهائي دوري أبطال أوروبا، لكن ذلك لم يحدث، وسافر صلاح مع منتخب مصر إلى روسيا وهو مصاب لا يقدر على اللعب خلال مباراة أوروغواي، وقضى عدة أيام قبيل تلك المباراة يتعافى من الإصابة خلال معسكر المنتخب في الشيشان".

في المقابل، كان للجهاز الطبي في منتخب مصر، وجهة نظر تبدو منطقية، إذ تحدث أحد المصادر في المنتخب المصري لمواقع مصرية، وقال إن الأمر حدث نسبة لضعف الإمكانات في كوت ديفوار بشكل عام، ومدينة سان بيدرو على وجه الخصوص.

وقال إن الإصابة بحال حدثت في مصر، كانت سيتم التعامل معها لوجود أجهزة ذات كفاءة، لكن الآن، بدت ليفربول وجهة أفضل لمصلحة صلاح والمنتخب.

منذ انضمامه لليفربول في 2017، يقدم محمد صلاح مستويات مذهلة جعلته أسطورة بالفعل في ليفربول، لكن رغم ذلك تبدو هنالك حالة من عدم الرضا عليه في مصر.

واتخذت هذه الحالة عدة تمظهرات، تارة باتهامه بالتراخي مع منتخب مصر، وأخرى بانتقاده لسوكه خارج الملعب، مثل الاحتفال بالكريسماس.

وبلغت الانتقادات الذروة مع حرب غزة الحالية، إذ تمت مهاجمته على الصمت، وعندما نشر فيديو تضامني لم يتوقف النقد كذلك.

وتذكر هذه حالة الانتقادات الصرية لصلاح، بما مر به النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي مع التانغو، إذ كان يتهم في بلاده سابقا بتفضيله برشلونة على منتخب بلاده.

وكانت مباريات التانغو في ملعب المونيمونتال في بوينس آيرس تشكل كابوسا على ميسي، إذ كانت روابط الألتراس المتطرفة تتخصص في الإساءة إليه، واتهامه بعدم الولاء للتانغو.

وجعل هذا الأمر شقيق ميسي المشاغب ماتياس ميسي يدخل في صدام باستمرار معها روابط الألتراس بما فيها "البارا برافا" المتطرف والمساند لفريق نيو ألود بوير، وذلك للدفاع عن شقيقه.

وتسبب الانتقادات والضغوط على ميسي في اعتزاله دوليا مرتين، في 2016 بعد خيبة كوبا أميركا وفيما كان قريبا من ذلك في 2018 بعد خيبة المونديال، قبل أن يتحول لاحقا إلى بطل قومي لاحقا بعد فوزه بالمونديال 2022، وقبله كوبا أميركا 2021.