كيف تبدو المنتخبات العربية بعد مجموعات آسيا وأفريقيا؟

قبل انطلاق بطولة كأس آسيا، كانت كل المؤشرات تتجه إلى السعودية، لاكتساح منافسيها وتقديم مستويات تواكب ما وصل إليه دوريها في الموسم الحالي، وارتفاع قيمة مدربها الإيطالي روبرتو مانشيني، المتوّج مع الآزوري بيورو 2021.

بدورها، كانت قطر أيضا تحت الأنظار باعتبارها حامل اللقب.

لكن ما أن انطلقت البطولة، حتى بدأ المنتخب العراقي يستحوذ على الأضواء، خصوصا بعد إسقاطه المنتخب الياباني في الجولة الثانية بهدفين لهدف، ليتأهل بالعلامة الكاملة عن المجموعة الرابعة، التي ضمت بجانب اليابان كل من فيتنام وإندونيسيا.

ويعد المنتخب العراقي الأكثر تسجيلا في البطولة بـ8 أهداف واستقبال 4 أهداف، وتساوت معه في عدد الأهداف المسجلة اليابان وكوريا الجنوبية، لكنهما استقبلتا أهداف أكثر (5 و6) في شباكهما على التوالي.

وكرر المنتخب القطري الإنجاز ذاته، بعد أن فاز في مبارياته الثلاث على طاجيكستان (1 ـ 0)، ولبنان (3 ـ 0) والصين (1 ـ 0).

وانعكس تألق العراق وقطر على بقية المنتخبات العربية، لتهيمن على صدارة المجموعات، إذ تصدر العرب 4 مجموعات من أصل 6.

وتأهلت البحرين على رأس المجموعة الخامسة برصيد 6 نقاط على حساب كوريا الوصيفة بـ5 نقاط، والأردن وماليزيا.

وتأهلت أيضا السعودية متصدر المجموعة السادسة برصيد 7 نقاط على حساب تايلند الوصيف بـ5 نقاط، وسلطنة عمان، التي ودعت البطولة مع كازاخستان.

حتى مع أقصى درجات التفاؤل، فإن هناك 6 منتخبات فقط ستتأهل إلى الدور المقبل، بسبب وجود قمتان عربيتان في ثمن النهائي.

تجمع الأولى بين العراق والأردن يوم الإثنين 29 يناير، والثانية بين قطر وفلسطين في اليوم نفسه.

وتواجه السعودية كوريا الجنوبية الثلاثاء 30 يناير، والإمارات مع طاجيكستان الأحد 28 يناير، وتصطدم البحرين مع اليابان الأربعاء 31 يناير، فيما تواجه سوريا إيران في نفس اليوم.

قبل انطلاق أمم أفريقيا، كان الحديث كله ينصب حول أي المنتخبات الثلاثة مصر، والمغرب، والجزائر سيتأهل بأكبر قدر من الأهداف والنقاط، لكن الحصيلة جاءت مخيبة.

ولم تحقق مصر أي فوز في المجموعات، وتأهلت وصيفة بفضل حسابات دقيقة ساهم فيها تعادل موزمبيق مع غانا.

وتأهلت مصر التي فقدت نجمها محمد صلاح في الجولة الثانية بسبب الإصابة، بعد تعادلها مع كل من موزمبيق وغانا والرأس الأخضر بنتيجة واحدة (2 ـ 2).

أما المفاجأة الأكبر فكانت في خروج الجزائر بعد تذيلها المجموعة الرابعة، إذ اكتفت بنقطتين من التعادل 1 ـ 1 مع أنغولا و2 ـ 2 مع بوركينا فاسو، قبل أن تخسر بهدف من موريتانيا.

وبدورها، سارت تونس على المنوال ذاته، وتذيلت المجموعة الخامسة بنقطتين حصدتهما من تعادلين مع مالي 1 ـ 1، وجنوب أفريقيا 0 ـ 0، فيما خسرت من ناميبيا المغمورة 1 ـ 0.

المغرب، كان الناجي الوحيد من فخ المفاجآت التي خيمت على دور المجموعات في البطولة برمتها، إذ تأهل متصدرا مجموعته برصيد 7 نقاط، جمعها من فوزين على تنزانيا 3 ـ 0، وزامبيا 1 ـ 0، والتعادل مع الكونغو الديمقراطية.

أما موريتانيا فكانت الحصان الأسود في مجموعتها، إذ حصدت 3 نقاط من فوز تاريخي على الجزائر بهدف، فيما منيت بخسارتين أمام أنغولا 3 ـ 2، وبوركينا فاسو 1 ـ 0.

في ثمن النهائي، تخوض المنتخبات العربية مواجهات متباينة، تجنبت فيها المنتخبات الكبيرة، إذ تلعب المغرب مع جنوب أفريقيا الثلاثاء 30 يناير، ومصر أمام الكونغو الديمقراطية الأحد 28 يناير، وموريتانيا أمام الرأس الأخضر الإثنين 29 يناير.

وتبدو المغرب ومصر الأوفر حظا، لكن سيكون على مصر تقديم مستوى مغاير وتحقيق فوز قوي يعيد الثقة في منتخب الفراعنة صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بأمم أفريقيا بـ7 ألقاب.

أما المغرب، فهو المرشح الأوفر حظا لحصد لقب البطولة مع السنغال حاملة اللقب، والتي ستواجه كوت ديفوار البلد المنظم.

عندما بدأ العرس القاري في كوت ديفوار، كان هناك 5 مدربين عرب، وهم جمال بلماضي مع الجزائر، ومواطنه عادل عمروش مع تنزانيا، والمغربي وليد الركراكي مع المغرب، والتونسي جلال القادري مع منتخب بلاده، والموريتاني أمير عبدو مع المرابطين.

وبالمقابل، لم يكن في كأس آسيا سوى مدربين عربيين فقط، هما الحسين عموتة مدرب الأردن، والتونسي مكرم دبوب مع فلسطين.

وبنهاية دور المجموعات في أمم أفريقيا، فقد 3 مدربين مناصبهم، وهم جمال بلماضي والقادري بسبب النتائج، وعادل عمروش بسبب تصريح أطلقه ضد المغرب والكاف.

بجانب ذلك، أوقف الاتحاد الأفريقي وليد الركراكي 4 مباريات، اثنتين منهما مع وقف التنفيذ، بسبب أحداث مباراة المغرب والكونغو الديمقراطية، فيما نجا الموريتاني أمير عبدو فقط من اللعنة الإيفوارية.