"قرية سحرة" متهمة بتدمير منتخب كوت ديفوار

في خضم المظاهرات الغاضبة في أكراديو، وإشعال المتظاهرين للنيران، ظهر شاب غاضب في أحد الفيديوهات، وهو يُشيد بعملية حرق المنزل، إذ قال: "برافو قريتي أنا فخور بك، للأسف هؤلاء السحرة قاموا ببيع منتخبنا، انظروا، لقد حرقنا للتو منزل ساحرة عجوز.. ليست وحدها، هناك الكثير".

ولاحقا فتحت الشرطة تحقيقا في الحادثة، ودونت في المحضر، الذي نقلته لوموند الفرنسية، قول المحتجين إن المنزل يعود لسيدة تدعى أميلي تو لاث، وهي ساحرة مشهورة تبلغ من العمر 70 عاما، وأنها من فعلت ذلك بمنتخب كوت ديفوار بعد استلامها المقابل المالي.

ولاحقا أعلنت الشرطة العثور عليها في إحدى القرى المجاورة، لكن ضابط الشرطة المقيم في أكراديو فيكتور لاد، نفى مزاعم المتظاهرين، وقال إن السيدة معروفة وكانت في زيارة لأقاربها، قبل أن يؤكد أن ذلك جدل أريد به تشويه سمعة قريته.

بعد أن هدأت الأمور وبدأت صدمة الخسارة المذلة في التلاشي، ظهر فيديو جديد لأحد الأفراد من قرية أكراديو وهو يتلو بيانا وسط الحاضرين.

وقال: "نحن، سكان أكراديو، نطالب من تسببوا في خسارة كوت ديفوار باتخاذ جميع التدابير من سحر وغيره لإعادة الأمور إلى نصابها ووضع المنتخب في دور الـ16، ثم مساعدته للفوز باللقب"، قبل أن يختم البيان بتلاوة أسماء السحرة بمن فيهم العجوز أميلي.

وبعد يوم من البيان، فاز المغرب على زامبيا، لتستفيد كوت ديفوار من ذلك وتتأهل بأعجوبة إلى الدور ثمن النهائي، إذ كانت خسارة المغرب ستطيح بها من الدور الأول.

لم يأت تصدر قرية أكراديو للمشهد واتهام سحرتها من فراغ، إذ كانت في المشهد الكروي منذ 1992، عندما فازت كوت ديفوار بأمم أفريقيا بالركلات الترجيحية على حساب غانا.

وقبل ذهاب المنتخب إلى البطولة، توجه رفقة وزير الرياضة وقتها ريني ديبي إلى قرية أكراديو التي ينحدر منها، وطلب الوزير من سحرتها المساعدة في التتويج باللقب، وقال للإعلام إن الأمر بمنزلة "إعداد نفسي".

وما أن توجت كوت ديفوار بأول لقب لها حتى بدأت القرية تشتهر بالسحر في كرة القدم.

بعد فوز كوت ديفوار بأمم أفريقيا 1992، تناقلت تقارير أن وزير الرياضة لم يوف بوعوده المالية للسحرة، لينقلبوا عليه، ويعملوا منذ ذلك الوقت ضد المنتخب، بحسب ما يتم الترويج له في كوت ديفوار.

وفي 2014، وعندما تولى المدرب الفرنسي هيرفي رينار، قالت لوموند، إنه هادن سحرة القرية بتصريحات (مازحة)، وطلب منهم إيقاف اللعنة، قبل أن يتوج مع ساحل العاج باللقب، وبالركلات الترجيحية مرة أخرى، وعلى حساب غانا بالذات.

لا تنحصر أسباب الانقلاب (المزعوم) لسحرة أكراديو في الأسطورة القديمة لغضبهم من وزير الرياضة السابق ريني ديبي، إذ يدور في المجالس الإيفوارية حاليا همس عن مؤامرة سياسية.

وبحسب لوموند، فإن وزير الرياضة الحالي في كوت ديفوار أدجي سيلاس ميتش ينحدر من منطقة أكراديو بإقليم دابو، لكن لديه خلاف حزبي مع مدير محفظة الاستثمار وتنمية القطاع الخاص في كوت ديفوار إيمانويل إسماعيل إسيس.

وتقول الشائعات إن إسيس ذهب إلى قرية أكراديو ودفع أموالا لكبار سحرتها من أجل إقصاء كوت ديفوار من أمم أفريقيا، حتى يفشل خصمه وزير الرياضة.

وبالمقابل، تتناقل المجالس أيضا أن الوزير أدجي سيلاس ميتش ذهب في 23 نوفمبر الماضي، في زيارة سرية إلى قرية بون، وقابل سحرة هناك للقيام بعمل مضاد، وحذرهم، بحسب لوموند، من مقدرات سحرة أكراديو الخارقة.