هل تزيد "شكوى دارمانان" متاعب كريم بنزيمة؟

على الرغم من كونها جاءت في سياق تفاعل وتضامن عدد من نجوم الكرة مع الضحايا في غزة في منتصف أكتوبر الماضي، فإن تغريدة بنزيمة أثارت جدلا غير مسبوق في فرنسا، وهو أمر ربما يعود للمرارات المتبادلة بينه وبين إعلام بلاده.

وكتب -وقتها- بنزيمة: "كلّ صلواتنا من أجل سكان غزة الذي يقعون مرة أخرى ضحايا لهذا القصف الظالم الذي لم يستثنِ النساء ولا الأطفال".

وسرعان ما فتحت هذه التغريدة النيران على بنزيمة، لكن الأكثر تشددا ضده كان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، الذي صرح لقناة "سي نيوز" الفرنسية قائلا: "كريم لديه علاقة، كما نعلم جميعا، سيئة السمعة، مع جماعة الإخوان المسلمين".

لكن هوغ فيجييه، محامي كريم بنزيمة، رفض هذا التصريح، نافيا أي صلة له بهذه الجماعة، قبل أن يتقدم بشكوى رسمية ضد الوزير دارمانان، لكن تم إسقاط الشكوى، الخميس. وقال المدّعي العام في محكمة العدل الفرنسية ريمي هيتز، إن محكمته لم تجد أي أساس لأي هجوم على شرفه (بنزيمة) أو سمعته.

لم يكن جيرالد دارمانان هو الوحيد الذي هاجم بنزيمة، وإنما جذب دعم اللاعب، المحترف في اتحاد جدة السعودي، لغزة ضد إسرائيل طيفا واسعا من السياسيين والإعلاميين الفرنسيين، أبرزهم اليميني المثير للجدل إريك زامور.

لكن كريم بنزيمة اختار إدارة معركته من قمة الهرم بمقاضاته وزير الداخلية الفرنسي دارمانان، وبدا تصعيد اللاعب بمثابة معركة شاملة، ردا على استهدافات مباشرة وقديمة له في فرنسا، عانى منه كثيرا.

ويحمل بنزيمة مرارات عدة في بلده فرنسا، إذ ظلت صورته كلاعب دائما مثار نقد وجدل في الإعلام، رغم نجاحاته مع ريال مدريد وتتويجه بالكرة الذهبية.

وبلغ الأمر ذروته باستبعاده من يورو 2016، بسبب الإيقاف في قضية تورطه في قضية الابتزاز الجنسي لزميله ماتيو فالبونيا، وتبعه الاستبعاد من مونديال 2018.

وتكرر الأمر في مونديال قطر 2022، باستبعاده من بوابة إصابته.

لا يعنى بالضرورة رفض محكمة العدل الفرنسية لشكوى بنزيمة، ثبوت تهمة الانتماء لتنظيم الإخوان، لكن النجم الفرنسي ربما كان في غنى عن العودة لواجهة الجدل السلبي في الإعلام الفرنسي في هذا التوقيت بالذات.

وسيكون هذا الرفض فرصة للإعلام الفرنسي لخلق صورة سلبية جديدة حول بنزيمة وانتقاداته في ملفات سابقة.

وبالفعل، سرعان ما وجه اللاعب الفرنسي السابق ومقدم أحد البرامج في قناة "آر إم سي" الفرنسية جيرمي روتن، الجمعة، الانتقادات إلى بنزيمة، لرفضه الظهور معه في البرنامج الذي استضاف كبار أساطير كرة القدم، حسب قوله.

ولا يشكل هذا الأمر خبرا جيدا لبنزيمة، الذي عادة ما يتأثر سلبا بما يُثار حوله في فرنسا.

وفي مطلع عام 2023 خرج اللاعب من أجواء ريال مدريد، وتراجع مستواه كثيرا بعد ملابسات استبعاده من مونديال قطر 2022، كذلك تخطيه من قبل يويفا في جائزة الأفضل التي ذهبت وقتها لميسي.

وتكرر الأمر في نهاية العام الماضي بعد تصريحات دارمانان في أكتوبر، في أعقاب تغريدته المساندة لغزة.

ونتيجة لذلك، ختم بنزيمة العام بطريقة سيئة مع ناديه الاتحاد السعودي سواء داخل الملعب بالنتائج، إذ ودع الاتحاد مونديال الأندية بجدة مبكرا أمام الأهلي المصري، والخسارة بخماسية أمام النصر، أم خارجه بإغلاقه لحسابه على إنستغرام بعد تزايد الانتقادات ضده من قبل جماهير الاتحاد.

والآن أيضا لا يمر بنزيمة بوقت جيد مع الاتحاد، إذ لم يشارك مع النادي منذ بداية هذا العام، وكان المدرب مارسيلو غاياردو غاضبا من تأخر انضمامه إلى تدريبات الفريق مطلع العام والسفر معه إلى معسكر دبي.

ورغم نجاح إدارة الاتحاد السعودي، الإثنين الماضي، في إعادة العلاقة بينه وبين غاياردو، وتأكيد المدرب الأرجنتيني أنه سيدفع به في هذا الأسبوع، تخشى جماهير الاتحاد أن يتأثر بنزيمة بجدل رفض الشكوى، وهو أمر إن حدث ربما يكلف ناديها الكثير.

ويعوّل النمور بشدة على المهاجم الفرنسي للعودة إلى سكة الانتصارات والمنافسة على صدارة الدوري السعودي، الذي يحتل فيه الاتحاد المركز الخامس بفارق 22 نقطة عن الهلال المتصدر.