زيدان.. "مستر NO" الذي حيّر الجميع

منذ استقالته من تدريب ريال مدريد في صيف 2021، لم تتوقف الطلبات الراغبة في التعاقد معه، لكن زيدان رفضها جميعا وبصورة مبدئية، ما تسبب في حيرة للجميع.

وكانت البداية بمانشستر يونايتد الإنكليزي الذي كان يبحث عن مدرب لخلافة أولي غونار سولشيار في بداية 2022، قبل أن يرفض زيدان العرض، ثم جاء تشيلسي بملاكه الجدد المتحمسين بقيادة تود بويلي، لكن لم تنجح المحاولة مع زيزو.

وظن الجميع أن 2023 سنة عودة زيدان إلى التدريب، ليقدم باريس سان جيرمان أوراقه للمدرب من أجل تولي تدريبه خلفا لكريستوف غالتييه، لكنه رفض كذلك.

وجاء الدور بعد ذلك على المنتخبات، إذ تقدّمها الفريق البرازيلي، ولاحقا الأميركي، لكن زيدان رفضهما كذلك.

وأخيرا، تقدم المنتخب الجزائري بعرض عاطفي من أجل إعادة زيدان إلى جذوره بتدريب محاربي الصحراء، لكنه اعتذر عن ذلك بلباقة وأدب.

قبل مونديال قطر 2022، ارتبط زيدان بقوة بتدريب المنتخب الفرنسي، وهو الأمر الوحيد الذي أكده في تصريحاته، في حين قالت وسائل إعلام أخرى إن رئيس الاتحاد الفرنسي نويل لوغريت اتفق بالفعل معه.

وكان زيدان يمنّي النفس بالمهمة، ليعادل إنجاز زميله في الديوك سابقا والمدرب الحالي ديديه ديشامب، المتمثل في الفوز بكأس العالم لاعبا ومدربا.

لكن وصول الديوك إلى النهائي وخسارة اللقب بضربات الحظ الترجيحية أمام الأرجنتين، جعل لوغريت يتمسك بديشامب ويمدد عقده، وتهرب في تصريحات إذاعية من التزامه لزيدان، بل وهاجمه وقال إنه حتى لو اتصل به فلن يجيب عليه، قبل أن تنتفض فرنسا ضده ويستقيل لاحقا تحت الضغط.

وبدوره لم يعلق زيدان على تلك الجلبة، لكنه أثار الجدل باختفائه الغامض عن المشهد، إذ بدا وكأنه تأثر من تملص لوغريت عن كلمته.

منذ أن كان لاعبا وحتى الآن، ظل زيدان يضرب حياته الخاصة بسياج من السرية، باستثناء صوره رفقة زوجته من أصول إسبانية فيرونيك فيرنانديز، لا تعلم حتى الصحافة الكثير عن حياته العائلية.

لكن زيدان ظل يعيش رفقة زوجته وأبنائه الأربعة لوكا وإنزو وثيو وإلياس في فيلا فاخرة في حي مورا ميرا في العاصمة مدريد، الذي تبلغ سعر كل فيلا فيه 10 ملايين يورو.

ويتمتع الحي بطوق أمني عالٍ، إذ يعيش فيه بعض النجوم، مثل البرتغالي لويس فيغو.

ويُقل زيدان من الظهور في الإعلام، إذ يمنح كل وقته لعائلته، بحسب ما أكد في حوار العام الماضي مع مجلة "سي كيو" الإسبانية، فيما يحظى أبناؤه بالنصيب الأكبر، بسبب احترافهم جميعا كرة القدم.

ويلعب لوكا زيدان حارسا في إيبار، وثيو لاعب وسط في رديف ريال مدريد، وإنزو لاعب وسط في فوينلابرادا، وإلياس مدافعا في ريال بيتيس.

وانحصر ظهور زيدان على مناسبة عامة، مثل حفل تسليم الكرة الذهبية لبنزيمة 2022، والصيف الماضي عندما تمت تسميته راعيا لمشروع خاص بأطفال السرطان في بلدة إيستر بإقليم بوش دو رون المتاخم لمارسيليا.

وظهر زيدان متأثرا للغاية، إذ سبق أن فقد شقيقه الأكبر فريد بسبب هذا المرض في 2019 عن عمر 54 عاما.

تزامنا مع العرض الجزائري لزيدان، قالت صحيفة آس الإسبانية، إن المدرب الفرنسي تنحصر خطته حاليا فقط في تدريب المنتخب الفرنسي.

ويعول "زيزو" بصورة أكبر على الجلبة التي حدثت في الاتحاد الفرنسي في صيف 2023 وأطاحت بنويل لوغريت، من أجل تحقيق هدفه بقيادة الديوك.

ومن الممكن أن يبدو هذا الأمر ممكنا لزيدان، حال أخفق المنتخب الفرنسي في يورو 2024 بألمانيا هذا الصيف، التي من شأنها الإطاحة بديشامب.

أما الخطة "ب" لزيدان، بحسب آس، فهي تدريب يوفنتوس الإيطالي، الذي لعب له من قبل، إذ إنه يُعد مهووسا بتحقيق إنجازات تدريبية في المحيط الذي احتضنه لاعبا، خصوصا ريال مدريد ويوفنتوس والمنتخب الفرنسي.

لا تتوقف كرة القدم عن التطور المستمر، إذ ما أن تجف دموع البكاء على اعتزال أسطورة حتى تُولد موهبة جديدة تسرق الأضواء ومكانته.

وفي التدريب كذلك، يمكن أن يتسبب بقاء زيدان في عزلته التدريبية في تجاوزه كمدرب مرغوب، إذ تبدو ذاكرة جماهير كرة القدم قصيرة، تلاحق المدربين الأحدث إنجازا.

لكن زيدان لا يبدو مكترثا لذلك، والسبب هو تسلحه بإنجازات وأرقام قياسية في التدريب، إذ بات أول مدرب يفوز بلقب دوري أبطال أوروبا في 3 نسخ متتالية (2016 و2017 و2018) مع الريال، كما بات الملكي أول نادٍ يفعل هذا الإنجاز في النسخة الجديدة من أبطال أوروبا.

ووضع هذا الإنجاز زيدان ضمن قائمة العظماء تدريبيا، رغم أن مسيرته مع ريال مدريد لم تزد على 5 مواسم فقط، وبلغ فيها إجمالي ألقابه 11 لقبا.