هالاند يغازل ومبابي يقترب.. الريال بعصر الغلاكتيكوس الثالث؟

لم تغب تصريحات هالاند عن الصحيفة الرئيسية لغالبية الصحف البريطانية المعروفة، وأجمعت غالبيتها على أن حديث هالاند يمثل قنبلة موقوتة ينبغي على مانشستر سيتي التعامل معها بحذر.

ولعبت صحيفة ميرور على وقع الكلمات، ووظفت في ذلك اسم إيرلينغ لترسل رسالة تحذير، وكتبت في المانشيت: "Erli Warning".

ونسجت صحيفة "ذا صن" على منوال ميرور ووظفت الأحرف الأولى من اسم هالاند لتحيل على نشيد ريال مدريد الشهير، وعنونت "Haala Madrid"، واعتبرت تصريحات اللاعب بمثابة مغازلة لريال مدريد.

وبدورها، كتبت ديلي إكسبريس: "هالاند يفتح الأبواب أمام مدريد. إنه لا يدعي أنه سيبقى في السيتي لفترة طويلة، رغم كونه سعيدا".

أما صحيفة ديلي تيليغراف فكتبت: "هالاند يفتح خيار الانتقال إلى مدريد".

وعنونت ديلي ستار: "هالاند سعيد... في الوقت الحالي".

منذ انضمامه إلى السيتي في مايو 2022 قادما من بروسيا دورتموند مقابل 60 مليون يورو، لم يتوقف هالاند عن كتابة التاريخ والنجاحات مع الفريق السماوي.

وقاد هالاند السيتي في أول مواسمه معه إلى الفوز بثلاثية تاريخية نادرة، الأبطال والبريمييرليغ وكأس الاتحاد، وحطم معه عددا من الأرقام القياسية الصامدة في إنكلترا.

ويمتد عقد هالاند الآن مع مانشستر سيتي حتى 2027، ويسعى الأخير للتمديد له منذ مدة من دون أن يكلل ذلك بنجاح.

قد لا تبدو هذه أول إشارة من إيرلينغ هالاند تجاه ريال مدريد، لكن توقيتها ربما كان أهم، إذ جاءت تصريحاته في وقت يعيش مانشستر سيتي واحدة من أجمل فتراته، وهو أمر سيجعل كل لاعب يمدد له لأطول مدة ممكنة.

لكن يبدو أن ريال مدريد يسيطر على مخيلة هالاند. وهو أمر عبرت عنه وكيلته رافييلا بيمنتا، والتي ظلت تمدح في كل مرة ريال مدريد، وتشدد على أنه موكلها حر في اختيار من يرغب.

وبحسب صحيفة آس فإن حاشية اللاعب لديها قناعات بأنه يرغب في فريق أكبر يمنحه المزيد من الأضواء.

وتوقعت آس ألا يحدث انتقال هالاند هذا الصيف، ورجحت ذلك في 2025، خصوصا بحال رحل بيب غوارديولا عن تدريب السيتي.

ما أن تذكر كلمة "الغلاكتيكوس" حتى يقفز إلى الذاكرة اسم رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز، والذي يعد عراب الغلاكتيكوس بفترتين مع الريال.

وكانت الأولى في مطلع القرن، إذ جلب لويس فيغو وزيدان ورونالدو الظاهرة وبيكهام ومايكل أوين، ثم مرة أخرى في 2009 بجلب كريستيانو رونالدو وكاكا وكريم بنزيمة وتشابي ألونسو ولاحقا دي ماريا ومودريتش وكروس وغيرهم.

لكنه منذ بداية العقد الحالي انقلب عليها، واتجه لاستراتيجية جلب المواهب الصغار، إذ تعاقد مع أعمدة الريال الحالية وهم أطفال صغار مثل فالفيردي وفينيسيوس جونيور ورودريغو وكوبو وأخيرا إندريك.

لكن مع استقرار النادي ماليا، يبدو أن بيريز، 76 عاما، يفكر في ختام عهده مع الريال مثلما بدأه، إذ اقترب بالفعل من ضم أفضل مهاجم في العالم حاليا وهو الفرنسي كيليان مبابي من باريس سان جيرمان في صفقة انتقال حر.

ومن دلائل العودة، هو نهج بيريز السابق بضم صفقة كبيرة في كل صيف، مثلما حدث مع فيغو 2000 وزيدان 2001 ورونالدو 2002 وبيكهام 2003.

وبدأ هذا الآن أيضا، بضم جود بيلينغهام الصيف الماضي، وهذا الصيف متوقع وصول مبابي، فيما قدم هالاند أوراق رغبته ليكون غلاكتيكو الصيف المقبل.

بنظرة على واقع كرة القدم الآن، تبدو هناك 3 أو 4 أسماء مرشحة لخلافة الثنائي الخالد ليونيل ميسي، وكريستيانو رونالدو، وهم مبابي وهالاند وفينيسيوس جونيور وبلينغهام، حيث يتم ترشيحهم بدءا من هذا العام للفوز بالكرة الذهبية والهيمنة عليها مستقبلا.

ومن الممكن أن يكون جمع الرباعي في فريق واحد بمنزلة مخاطرة كبيرة، إذ من الممكن أن يخلق ذلك أزمات، خصوصا وأن ذاكرة الجماهير تعودت على نجم واحد بارز ونجوم أقل بجانبه، وهذا يعني صراعا وحربا من أجل أن ينال أحدهم هذا الدور.

كما أنه من شأن جمع هذه الكوكبة في فريق واحد، أن تقتل من متعة كرة القدم، إذ لم تسود ثنائية رونالدو وميسي وتستمر إلا من بوابة التنافسية الكبيرة بين الريال والبرسا، وهي التنافسية التي دعمت الدوافع لدى كليهما، ليمنحا جمهور المستديرة أفضل سحرهما الكروي.

وربما يراهن البعض على مكانة الريال الكبيرة وتجاربه في احتواء النجوم، لكن حقبتي الغالاكتيكوس نفسيهما لم تكونا ناجحتين على سبيل الألقاب، إذ لم يهيمن الفريق خلالهما لا على الأبطال ولا على لقب الليغا بإسبانيا، وهو أمر ربما يدق ناقوس الخطر من مغبة جمع أسماء ثقيلة في غرفة ملابس واحدة.