محمد صلاح وحسام حسن.. من يكسب معركة "كسر العظم"؟

لم تخب توقعات المتشائمين بتأزم الأمور بين المدرب الجديد لمنتخب مصر، حسام حسن، وقائد المنتخب، محمد صلاح، والتي في ما يبدو دخلت فصلا جديدا، الأحد، بعد إعلان القائمة الأولى لحسام حسن مع الفراعنة.

ما الذي حدث؟

استعبد حسام حسن نجم ليفربول، محمد صلاح، عن القائمة، ما فتح جدلا واسعا في مصر مفاده رضوخ المدرب لصلاح وناديه، إلى جانب تخليه عن دفعة قوية منحها له اتحاد الكرة على حساب ليفربول.

وكان ليفربول أرسل خطابا رسميا لاتحاد الكرة المصري، الأسبوع الماضي، يطلب فيه عدم استدعاء محمد صلاح للدورة الودية الدولية التي يخوضها منتخب مصر في الإمارات، هذا الأسبوع، قبل أن يرفض الاتحاد المصري الطلب، ويحيل الأمر برمته إلى حسام حسن.

وكانت كل المؤشرات تذهب في اتجاه استدعاء حسام حسن لمحمد صلاح، خصوصا في ظل الأخبار الإيجابية عن تعافي صلاح الذي شارك في أجزاء من آخر مباراتين لليفربول في الدوري الأوروبي وأمام السيتي، الأحد، وأيضا من أجل قفل الباب أمام الجدل والشائعات نهائيا وفتح صفحة جديدة، لكن ذلك لم يحدث.

"أزمة مكبوتة" ولا تواصل بين حسام وصلاح

لا ينكر أحد وجود أزمة بين حسام حسن ومحمد صلاح، وهي أزمة تعود إلى انتقادات حسام حسن للنجم المصري عقب إصابته في مباراة مصر وغانا في أمم أفريقيا يناير الماضي، واعتزام صلاح العلاج في ليفربول، وهو ما عابه حسام حسن على صلاح "القائد"، وقال إنه لو كان مدربا لمصر لن يسمح بعودته للمنتخب بحال تأهل الفراعنة للنهائي.

ولاحقا عُيّن حسام حسن كمدرب على عكس التوقعات التي كانت تشير لمدرب أجنبي، لتبدأ أزمة مكبوتة بينه وبين صلاح.

وأكدت تقارير أن حسام حسن لم يتمكن في التواصل مع محمد صلاح منذ تعيينه، فيما كان مدير المنتخب وتوأم حسام، إبراهيم حسن، قال في وقت سابق بعد إعلان قائمة أولية حملت اسم صلاح، إنه تواصل مع جميع اللاعبين.

وأثار موضوع التواصل جدلا، خاصة بعد تصريحات عضو اتحاد الكرة المصري، إيهاب الكومي، لقناة تلفزيونية عن عدم نجاح مدرب المنتخب ولا المدير الرياضي في التواصل مع محمد صلاح.

وأعلن الكومي عن مبادرة من وزير الرياضة أشرف صبحي لجمع محمد صلاح بحسام حسن قريبا.

أسباب الاستبعاد.. صلاح يكسب جولة

في أول تصريح رسمي بعد استبعاد صلاح، قال مدير منتخب مصر، إبراهيم حسن، الأحد: "الاستبعاد جاء بناء على طلب صلاح، وطلب ناديه، لأنه يرى من الأفضل عدم وجوده بسبب عدم تعافيه الكامل من الإصابة".

وأضاف: "حدث تواصل بين النادي واتحاد الكرة، ولا يمكن ضم أحد من دون رغبة منه"، قبل أن يكيل المديح لصلاح وأهميته كلاعب للمنتخب.

وأثار هذا الحديث الكثير من الجدل، وبدا وكأنه انتصار في جولة لمحمد صلاح في معركته المكبوتة مع حسام حسن، خصوصا وأنه يظهر الأخير قد رضخ لطلب صلاح فعليا.

وبدأت وسائل التواصل الاجتماعي في انتقاد حسام حسن على تخليه عن صلاح رغم عودته تدريجيا من الإصابة، وتمسكه بضمه عندما كان بعيد تماما عن المشاركة مع فريقه.

مخاوف من ردة فعل وتصعيد

في ظل هذه الانتقادات، هنالك الآن مخاوف أن تشعل مثل هذه الانتقادات نار الأزمة، وتدفع حسام حسن للقيام بردة فعل قوية لحفظ ماء وجهه.

وفي هذا السياق، تناقلت تقارير صحافية، الإثنين، عن أن حسام بات يدرس جديا القيام بردة فعل مناسبة على الجدل المثار عن تهاونه في فرض الهيبة داخل المنتخب، وذلك بإسقاط محمد صلاح من حساباته المستقبلية مطلقا.

ويبدو أن الاتحاد الكرة المصري تحسب بالفعل لهذا الأمر، إذ استبق مديره التنفيذي، وليد العطار، الجميع، الأحد، وخفف في تصريحات لقناة "أون تايم سبورت" من أبعاد استبعاد، محمد صلاح، التي ربطها بالإصابة، قبل أن يؤكد تواجده مع المنتخب في فترة التوقف الدولي الثانية خلال، يونيو المقبل.

والآن، حيث تقف الأزمة في هذا المكان، تبرهن كل المؤشرات إلى إمكانية تحولها إلى معركة كسر عظم بين لاعب "سوبر ستار" ومدرب وطني نال المنصب أساسا من بوابة إجادة التعامل مع النجوم المحللين وفرض هيبة المنتخب على الجميع، وهو أمر إن لم يتم تجاوزه سريعا سيعصف بأحدهما لا محالة، فيما سيبدو المنتخب المصري هو الخاسر الأكبر.