إبراهيم دياز.. من امتطاء "الثور" لمصاحبة "الأسود"

قطع الاتحاد المغربي أشواطا طويلة من المفاوضات، وتولى وليد الركراكي المدير الفني لأسود الأطلسي، السلسلة الأخيرة من المحادثات لإقناع اللاعب.

وعقد الركراكي جلسة مع دياز، إذ كان لدى لاعب ريال مدريد العديد من التساؤلات والمعلومات التي يود جمعها عن منتخبي المغرب وإسبانيا قبل اتخاذ قراره النهائي.

الركراكي لم يحصل على موافقة نهائية من دياز في آخر لقاء جمعهما منذ أكثر من عام، ليتوقف عن محاولاته، ويبلغ لاعب ريال مدريد بأنه ينتظر قراره النهائي.

حاول إبراهيم دياز الحصول على رد نهائي من الاتحاد الإسباني لكرة القدم منذ أسابيع، حول ما إذا كان سينضم للمنتخب المتوج بكأس العالم 2010، في فترة التوقف الدولي المقبلة أم لا.

الاتحاد الإسباني رفض منح دياز أي استثناء بإخباره بالاستدعاء قبل موعد إعلان القائمة من الجهاز الفني لمنتخب إسبانيا، وأبلغه بأن عليه الانتظار لمعرفة القرار مثل كل اللاعبين.

دياز رفض الانتظار، وقرر في النهاية إعطاء ظهره للاتحاد الإسباني ومنتخب "الماتادور"، واختيار المنتخب المغربي الذي أعلن التمسك به أكثر من مرة.

وكان دياز قد لعب مباراة واحدة فقط مع منتخب إسبانيا أمام ليتوانيا عام 2021، عندما لعب الفريق الإسباني بفريق الشباب تحت 21 عاما، لكنه لم يظهر مجددا بالقميص الإسباني، ليحق له اللعب لمنتخب آخر، وفقا لقواعد "فيفا".

في صيف 2014، نما إلى علم "تشيكي بيجيريستين" المدير الرياضي لنادي مانشستر سيتي، والمشرف على الأكاديمية وقطاع الناشئين بالنادي الإنجليزي، وجود موهبة استثنائية في أكاديمية مالغا الإسباني.

السيتي لم ينتظر طويلا، حتى نجح في الحصول على إبراهيم دياز، ليتم تصعيد اللاعب تدريجيا بين فرق الناشئين والشباب في النادي، حتى وصل إلى فريق تحت 18 عاما، ليلفت أنظار بيب غوارديولا المدير الفني للفريق الأول.

غوارديولا منح دياز فرصة التدريب مع الفريق الأول، مع عدة لاعبين، أصبحوا بعد ذلك من نجوم أوروبا، ومن بينهم غادون سانشو لاعب مانشستر يونايتد الحالي، وفيل فودين أحد نجوم السيتي.

لكن دياز لم يقبل بفرص غوارديولا المتقطعة، في حين قبلها فودين، ليقرر الرحيل عن ملعب الاتحاد، بعد أن وصلته الكثير من العروض، وعلى رأسها نادي ريال مدريد.

تمرد دياز على غوارديولا من أجل الحصول على عدد أكبر من دقائق اللعب، لينتقل إلى ريال مدريد في شتاء 2019، لكنه أيضا واجه المشكلة ذاتها، ولم يحصل على مقعد أساسي في الفريق.

من جديد اتجه دياز للبحث عن فرصة اللعب أساسيا، ليجد ضالته أخيرا في إيه سي ميلان الإيطالي، الذي انتقل إليه مُعارا بعد عام واحد في ريال مدريد.

ونجح دياز في استغلال موهبته الكبيرة في ميلانو، ليصبح أحد أهم نجوم الدوري الإيطالي، الأمر الذي جعل ريال مدريد يقتنع بأن لاعبه المُعار يستحق الحصول على فرصة في سانتياغو برنابيو.

وفي الموسم الحالي، وجد دياز أخيرا نفسه لاعبا أساسيا في صفوف ريال مدريد، ليشارك في 23 مباراة، وينجح في تسجيل 4 أهداف وصناعة هدفين، بالإضافة إلى تسجيل هدفين في دوري أبطال أوروبا خلال 5 مشاركات.

قبل رحيل دياز عن مانشستر سيتي في شتاء 2019، كان الجميع في إنكلترا يتوقع أن يكون له مستقبل كبير مع فريق بيب غوارديولا، إذ كان يحصل على بعض الدقائق في مباريات الكؤوس المحلية، مع ظهور نادر في بعض مباريات الدوري.

المدرب الإسباني بيب غوارديولا كان واثقا بقدرات دياز، وأعلن التمسك به، لكن اللاعب لم يقتنع بوجهة نظر مدربه آنذاك، بضرورة الانتظار حتى ينجح في اقتناص مكان أساسي في صفوف الفريق المدجج بالنجوم.

غوارديولا غضب بعد قرار دياز بالرحيل عن السيتي، وقال: "نحن لا نجبر اللاعبين على البقاء هنا، لقد قرر دياز الرحيل، ونحن لا نطارد الأشخاص الذي لا يرغبون في الاستمرار معنا".

مدرب السيتي أكد أن دياز وسانشو رفضا البقاء في الفريق السماوي، في حين قبل فيل فودين فكرة الانتظار، ليصبح الآن أحد أبرز نجوم كرة القدم الإنكليزية.