فورمولا 1 بلا Red Bull

كشفت صحيفة "دي تليغراف" الهولندية اليومية في الخامس من فبراير أن البريطاني كريستيان هورنر، المدير التاريخي لريد بول، يخضع لتحقيق داخلي في اتهامات بـ "سلوك غير لائق" من قبل موظفة وهو ما ينفيه البريطاني المتزوج من نجمة البوب السابقة جيري هاليويل.

وفي 28 فبراير برّأ التحقيق الداخلي هورنر الذي رحّب بالقرار الصادر عشية انطلاق الموسم الجديدة من حلبة الصخير البحرينية، لكن ملف القضية لم يطو، بل أُخذ حجما مضاعفا عندما ارسل شخص مجهول في اليوم التالي رسالة في البريد إلكتروني.

وأعاد ذلك القضية للواجهة ودفع بمدراء فرق منافسة مثل مرسيدس ومكلارين بالتدخل وانتقاد سير التحقيقات، قبل أن تظهر الفتاة الموقوفة عن العمل وتستأنف ضد هورنر لدى الاتحاد العالمي للسيارات "فيفا".

على خلفية هذه القضية، يخوض معسكران متحاربان صراعا على النفوذ بمخاطر مالية كبيرة، وذلك حسب بعض المراقبين.

ومن جهة، هناك معسكر "النمساويين"، أبرزهم المستشار الخاص النافذ هيلموت ماركو، وإدارة الشركة الأم ريد بول، على رأسها مارك ماتشيتز، نجل ديتريش المؤسس المشارك لريد بول الذي توفي نهاية عام 2022، وهو يمتلك 49 في المئة من الشركة والحظيرة، ويحظى الأخير بدعم معسكر عائلة فيرستابن، الابن ماكس والاب جوش، ووكيل السائق ريموند فيرميولين.

في الجانب الآخر، هناك معسكر هورنر الذي يشرف على الفريق منذ 19 عاما وحقق معه نجاحات باهرة (7 ألقاب للسائقين وستة للصانعين)، أبرزها لقب الموسم الماضي الذ حسمه الفريق قبل 6 سباقات، كما فاز في 21 سابقا من إجمالي 22.

ويحظى البريطاني بالتقدير داخل أروقة الفريق، ويدعمه رجل الاعمال الملياردير التايلندي تشاليرم يوفيدهيا، نجل تشاليو المؤسس المشارك الآخر لريد بول، والمساهم الأكبر في عملاق مشروبات الطاقة وفريق الفورمولا واحد بنسبة 51 في المئة من الأسهم.

بعدما ظل خفيا خلف الجدران، ظهر هذا الصراع إلى العلن في اليوم المنتظر في البحرين، حين هاجم فيرستابن الأب المدير هورنر بعد فوز نجله مباشرة بباكورة جولات الموسم الجديد.

قال منتقدا: "هناك توتر (في الفريق) طالما بقي في مكانه. الفريق يواجه مخاطر أن يمزق نفسه. لا يمكن أن يستمر على هذا النحو. سينفجر".

غير أن رحيل هورنر في حال حصل، سيؤدي أيضا إلى تسريع مغادرة العديد من العناصر الرئيسية في الفريق على غرار المهندس اللامع أدريان نيوي، مصمم سيارات ريد بول والذي رفض فكرة الرحيل على المدى القصير، أو المدير الفني الفرنسي بيار واشيه.

أمام امكانية بقاء هورنر على رأس الفريق، تساءل البعض قائلا: هل سيبقى فيرستابن الذي ينتهي عقده في نهاية عام 2028 في الحظيرة النمساوية؟

وعندما اقترح ماركو إمكانية إيقافه من قبل ريد بول، ربط بطل العالم في الأعوام الثلاثة الماضية، مصيره في الفريق بمصير النمساوي "لقد قلت دائما في الفريق، للأشخاص رفيعي المستوى، إنه كان جزءا مهما من كل عملية صنع القرار بالنسبة لي ولمستقبلي في الفريق، لذلك من المهم جدا أن يبقى".

من ناحيته، لم يخفف هورنر من وتيرة حرب الكلمات إذ قال بعد فوز الهولندي في سباقه الثاني تواليا هذا الموسم في جدة "ماكس عضو مهم في فريقنا. إنه سائق رائع ولكن لا يوجد أحد أكثر أهمية من الفريق".

وتابع "إذا كان السائق لا يريد أن يكون في مكان ما، فسيذهب إلى مكان آخر، لكنني لا أرى سببا وراء رغبة أي شخص في مغادرة هذا الفريق".

دفعت هذه الازمة معظم الفرق، وأبرزها مرسيدس، الذي يبحث عن بديل لهاميلتون الذي سيرحل إلى فيراري في أن تحلم بفرستابن.

و أكد توتو وولف مدير الحظيرة الألمانية ذلك في جدة: "أود أن أتعاقد معه ولكن بداية علينا تطوير السيارة".