"شبح هتلر" يظهر على قميص منتخب ألمانيا

تأسست منظمة "شوتزشتافل" SS عام 1925، وكان عملها في البداية يكمن في حراسة زعيم الحزب النازي، أدولف هتلر، ثم تطورت لتصبح واحدة من أقوى المنظمات العسكرية وأكثرها رعبا في ألمانيا النازية.

ترأس هاينريش هيلمر المنظمة، في عام 1929، ووسع دور الـSS، وضم الجنود الذين نجحوا في إثبات أن جذورهم غير يهودية، وحصلوا على تدريبات عسكرية مكثفة.

واعتبرت المجموعة العسكرية نفسها نخبة البشرية جمعاء، فضلا عن كونها نخبة الحزب النازي نفسه، ووصل عدد أفرادها إلى 250 ألفا، وتنوعت نشاطاتهم بين عسكرية واستخباراتية وإدارة معسكرات الاعتقال النازية.

وفي محاكمات نورمبرغ بعد الحرب العالمية الثانية، اعتبرت قوات "SS" النازية الخاصة، منظمة إجرامية، وأثبت تورطها بشكل مباشر في جرائم حرب.

حاولت ألمانيا استضافة كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى عام 1942، في حقبة الزعيم النازي، أدولف هتلر، وواجهت منافسة من البرازيل على استضافة النسخة الرابعة من المونديال.

الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يكن مطمئنا وقتها لفكرة إقامة كأس العالم في ألمانيا في ظل المؤشرات على بداية الحرب العالمية الثانية، والتحركات العسكرية لألمانيا، والاضطهاد الذي يحدث للأجانب هناك، فتقرر تأجيل إعلان البلد المنظم، خاصة أن البرازيل لم تكن مستعدة بشكل تام لاستضافة الحدث.

قرار هتلر كان أسرع من "فيفا"، لتجتاح ألمانيا بولندا في الأول من سبتمبر عام 1939، وتبدأ الحرب العالمية الثانية، ليضطر الاتحاد الدولي لإلغاء نسخة كأس العالم 1942، وبدلا من أن تستضيف ألمانيا كأس العالم، أشعلت حربا عالمية.

وبعد عشرات الأعوام من نهاية الحقبة النازية، استضافت ألمانيا بطولة كأس العالم 2006، وظهرت دعوات من أولئك الذين يشعرون بالانتماء الفكري إلى النازية، من إلقاء تحية هتلر النازية خلال مباريات كأس العالم في المدرجات.

وقبل أن تزداد المخاوف من أفواج 31 دولة كانت في طريقها إلى ألمانيا لحضور مباريات منتخبات بلادها في كأس العالم، أعلنت الحكومة الألمانية فورا تحذيراتها للجميع، وفق صحيفة الغارديان.

وشددت على عدم أداء التحية النازية في المدرجات أو في أي مكان، ولو على سبيل المزاح، وذكرت أن تقليد النازيين سيجلب الاعتقال والمحاكمة لأي شخص هناك.

لاحقا، عاد شبح النازية لمطاردة ألمانيا من جديد قبل كأس العالم 2014 الذي أقيم في البرازيل، وشهد تتويج المنتخب الألماني بالكأس الـ4 في تاريخه.

الأزمة جاءت هذه المرة بسبب قميص المنتخب الألماني، إذ نُظم عرضا برازيليا للقمصان التاريخية للمنتخبات المشاركة في البطولة، ليُعرض قميص المنتخب الألماني عام 1934 والذي يحتوي على الشعار النازي، وفق موقع تايم.

وتسبب القميص الألماني النازي في غضب عارم بسبب إحياء الحقبة النازية وإعلان شعارها من جديد في متجر رسمي مرتبط بكأس العالم، ونال المنتخب الألماني هجوما جديدا بسبب ماضيه النازي.

تمتلك ألمانيا، شركة أديداس، التي تعد من أبرز صناع الملابس والأحذية والأدوات الرياضية في العالم، والتي كانت دائما هي المورد الرئيسي لملابس المنتخب الألماني، قبل أن يتعاقد الاتحاد الألماني مع شركة نايكي الأميركية بداية من عام 2027 المقبل.

ويعود أصل الشركة الرياضية الألمانية العالمية إلى عصر أدولف هتلر، إذ أسسها الأخوان أدولف ورودولف داسلر عام 1924، وبدأت باسم "مصنع الأخوة داسلر للأحذية".

الشقيقان داسلر كانا أعضاء في الحزب النازي بقيادة أدولف هتلر، وسخرا كل ما لديهما من أجل خدمة الأفكار النازية، وقدما دعما كبيرا لهتلر وقواته خلال الحرب العالمية الثانية.

علامة الأخوان داسلر باتت معروفة عالميا بعد موافقة العداء الأميركي، جيسي أوينز، على الركض بحذاء داسلر في دورة الألعاب الأوليمبية 1936 في برلين، وفوزه بـ4 ميداليات ذهبية، جذبت أنظار كل الرياضيين الآخرين نحو الأحذية الألمانية الجديدة.

وفي ظل ارتفاع أسهم العلامة الألمانية، قرر الأخوان داسلر إيقاف الإنتاج تماما إبان الحرب العالمية الثانية، وتحويل نشاط مصانعهما لبناء أسلحة مضادة للدبابات، وقاذفات صواريخ، واستخدم داسلر 9 عمال بالسخرة في ذلك الوقت.

وفي عام 1945، كاد مصنع داسلر أن يُدمر بالكامل من قبل القوات الأميركية، لكن قائد القوات أقنعته زوجة أدولف وقتها بأن المصنع يصنّع الأحذية الرياضية فحسب، وهو الذي قدم حذاء الميداليات الذهبية الـ4 للعداء الأميركي، فتراجعت القوات عن فكرة هدم المصنع وتركوه قبل أن يُغلق عام 1948.

بعد ذلك، أسس أدولف شركة أديداس، وقرر شقيقه إنشاء شركة أخرى خاصة به، وهي شركة بوما للملابس الرياضية، وعاش الشقيقان في خلاف حتى وفاتهما.

طاردت الأزمات منتخب ألمانيا خارج المستطيل الأخضر، وتنوعت بين "عنصرية أصحاب الأفكار النازية"، إلى محاولة إثبات انتهاء تلك الأفكار بدعم أشياء خارج كرة القدم والتأثير سلبا على الفريق، أو لون القميص ذاته.

في مونديال 2014، ارتدى بعض المشجعين في المدرجات الألمانية أقنعة سوداء الوجه، خلال مباراة ألمانيا وغانا، في واقعة عنصرية شهيرة.

الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" فتح تحقيقا مباشرا وقتها وتم تحديد المشجعين الذين ارتكبوا تلك الواقعة، في مباراة شهدت أيضا اقتحام مشجع للملعب مع شعار هتلر القديم.