أركاداغ.. قصة "فريق الرئيس" الذي لا يُهزم

يُلقب قربان قولي، الذي حكم البلاد لـ15 عاما، بـ"أركاداغ"، أي البطل الحامي.

ورغم أن قربان قولي سلّم الرئاسة لنجله سردار، فإنه يواصل الحكم إلى جانبه، ويتمتع بامتيازات هائلة بصفته رئيسا لمجلس الشعب، بالإضافة إلى كونه "زعيما وطنيا"، وهو منصب حصل عليه من خلال "قانون دستوري" دخل حيز التنفيذ في 21 يناير 2023.

والدولة الغنية بالرمال والمواد الهيدروكربونية هي واحدة من أكثر البلدان انغلاقا في العالم من وجهة نظر جماعات حقوق الإنسان، وعائلة بردي محمدوف، متمثله في الأب والابن، تُبسط سيطرة مطلقة على جميع جوانب المجتمع.

ويلعب نادي أركاداغ في ملعب باسمه بالمدينة الجديدة التي تحمل الاسم عينه، وتدخل ضمن مشروع ضخم شُيد تكريما للرئيس السابق بتكلفة 5 مليارات دولار.

في وسط المدينة، يوجد نصب تذكاري ذهبي يبلغ ارتفاعه 43 مترا يمثل قربان قولي على صهوة جواد فوق صخرة.

على الرغم من إنجازه الكروي غير المسبوق، يُعاني النادي على صعيد جذب الجماهير.

فعلى سبيل المثال حضر 200 مشجع المباراتيْن الأخيرتين اللتين خاضهما الفريق ضد أهال، بطل الموسم الماضي، وألتين أسير، حامل الرقم القياسي بعدد 8 ألقاب.

عُقدت تلك المباريات في ملعب يتسع لـ10 آلاف متفرج، كما أن التذاكر تُقدم مجانا.

إلا أن مشجعي أركاداغ على قلتهم يبدون حماسة تجاه الفريق، إذ يقول بيغينش موكادوف، وهو مشجع يبلغ من العمر 18 عاما، ويعمل في شركة إنشاءات، إنه سعيد بتأسيس فريق "لا يُقهر"، وبأن كرة القدم أصبحت "مثيرة للاهتمام"، ويُضيف: "أركاداغ سيفوز حتما بكل لقب هذا الموسم".

قد لا يحظى النادي بتشجيع جماهير غفيرة، إلا أنه يلقى استحسان الأركاداغ شخصيا.

فبعد الفوز بلقبي الدوري والكأس في العام الماضي، قدّم قربان قولي صورة إلى اللاعبين، تُظهر نجله سردار وهو يوقع على كرة تحمل شعار النادي.

تلك كانت هدية تلقاها اللاعبون "بفخر كبير وامتنان عميق"، وفقا لوسائل الإعلام المحلية الحكومية، التي يُمارس عليها النظام رقابة شديدة.

وقال ديدار دوردييف، هداف البطولة للعام الثاني على التوالي، لوكالة فرانس برس: "التقى قربان قولي الفريق، وهنأنا على الانتصارات الجديدة".

وأضاف: "نشعر بدعم البطل الحامي المحترم قربان قولي بردي محمدوف".

حسنا، إذا كانت هناك مراجع تُشكك في حالة أركاداغ كقوة كروية خارقة، فإن السلطات الرياضية أزالتها.

لا يوجد أي أثر على موقع الاتحاد التركماني لكرة القدم لخسارتين للفريق أمام شاختار دونيتسك ودنيبرو الأوكرانيين، بنتيجتي 0-1 ضمن مباراتين وديتين في فبراير الماضي.

لكن الفريق الذي تصدى للهزيمة، سيواجه أكبر تحد له حين يشارك في دوري أبطال آسيا 2، وهي البطولة الثانية على مستوى بطولات الاتحاد الآسيوي للعبة، وتماثل الدوري الأوروبي.

وعلى عكس باقي البلاد في آسيا الوسطى، لم تكن تركمانستان يوما أمة كروية، ولم تترك أي بصمة على الساحة العالمية، على الرغم من الدعم المالي الكبير من الحكومة.

ولم يفز المنتخب الوطني، وعماده من لاعبي أركاداغ، بأي مباراة منذ يونيو 2022.

وتتخبط تركمانستان في مراكز متراجعة ضمن تصنيف المنتخبات الذي يصدر عن الاتحاد الدولي "فيفا"، إذ تحتل المركز 143 من 210.

لكن يقول المسؤولون إنهم غير قلقين، ويأملون أن يؤدي نجاح أركاداغ إلى تحول في اللعبة.