هل استسلمت أفريقيا للهيمنة العربية على دوري الأبطال؟

تعيش مسابقة دوري أبطال أفريقيا هيمنة عربية غير مسبوقة في الأعوام الثمانية الأخيرة، وهي هيمنة يقف ورائها الأهلي المصري بنجاحاته المشهودة، وتاليا أبرز مظاهر هذه الهيمنة:

• في آخر 8 نسخ بدوري أبطال أفريقيا، تكرر النهائي الذي يجمع فريقين عربيين 7 مرات، 3 مرات منها تواليا، بما في ذلك نهائي هذا العام بين الأهلي والترجي.
• يعد فريق كايزر شيفز الجنوب أفريقي هو الفريق الأفريقي الوحيد الذي اقتحم قائمة النهائيات العربية، خلال هذه الأعوام الثمانية، وواجه الأهلي المصري في نهائي 2021 بالدار البيضاء بالمغرب، وخسر أمامه 3 ـ 0.

• يعد نهائي هارتلاند النيجيري ومازيمبي الكونغولي في 2009 هو آخر نهائي أفريقي غير عربي خالص، وتوج به هارتلاند.
• منذ 2010، لم تظهر سوى 4 أندية أفريقية فقط في النهائي (مازيمبي وفيتا كلوب من الكونغو، صنداونز وأورلاندو بيراتس وكايزر تشيفز من جنوب أفريقيا).
• توجت خلال هذه المدة بـ 4 ألقاب فقط (مازيمبي 2010، فيتا كلوب 2014، مازيمبي 2015 وصنداونز 2016)، وهي أقل من ألقاب الأهلي المصري في المدة ذاتها (5 ألقاب).

منذ أن تولى محمود الخطيب رئاسة النادي الأهلي في مطلع ديسمبر 2017، نجح في تحويل الأهلي إلى مارد على المستويين المحلي والخارجي.

ومر الأهلي قبل وصول الخطيب بمرحلة من الشكوك أفريقيا، وتحديدا في حقبة سلفه محمود طاهر، إذ غاب الفريق عن نهائي أبطال أفريقيا لثلاثة أعوام متتالية (2014، 2015 و2016)، فيما خسر نهائي 2017 أمام الوداد في آخر أيام حقبة محمود طاهر.

ومع تولي الخطيب الرئاسة في 2017 لم يغب الأهلي المصري عن نهائي أبطال أفريقيا سوى مرة وحيدة في 2019، فيما سيلعب النهائي الخامس تواليا هذا العام.

وتوج الأهلي باللقب خلال هذه المدة 3 مرات في (2020، 2021 و2023)، فيما رفع عدد بطولاته إجمالا في الأبطال إلى 11 بطولة رقم قياسي.

وساهم هذا الأمر في الهيمنة الحالية للكرة العربية، إذ ظلت كل الأندية تظهر وتغيب، في وقت بات فيه الأهلي أحد الأركان الأساسية للبطولة وطرف دائم في النهائي.

وظل الأهلي يصل إلى النهائي حتى وهو في أسوأ حالاته، وهو أمر يحسب لإدارته والخطيب تحديدا، الذي وفر له استقرارا فنيا، تمثل في الاحتفاظ بأسماء كبيرة مثل التونسي علي معلول الذي تحول لأسطورة في النادي الأهلي وأحد أسباب نجاحاته الأخيرة.

مع ظهور الأهلي والوداد في نهائي 2022، بدأت الأندية الأفريقية تشعر بالقلق، وفي السياق سلطت بي بي سي البريطانية الضوء على أسباب سطوة شمال أفريقيا على أهم بطولة للأندية في أفريقيا.

وعن رأيه في سرّ هذه الهيمنة، يقول التنزاني مبوانا ساماتا المتوج مع مازيمبي بلقب 2015، والمحترف بعده في عدد من الأندية البلجيكية وأستون فيلا الإنكليزي، إن الأمر يرجع أساسا إلى ثقافة هذه الأندية كرويا.

وأوضح ساماتا لبي بي سي: "أعتقد أنهم استفادوا كثيرا من موقعهم الجغرافي، والقرب من أوروبا، هذا الأمر عزز لديهم ثقافة كروية متكاملة (إدارية وجماهيرية). هذا هو سبب نجاحهم وتفوقهم على بقية الأندية الافريقية الأخرى".

وبدوره، أرجع لاعب الأهلي المصري السابق النيجيري جونيور أجايي، الأمر إلى الشغف الجماهيري باللعب، وقال لبي بي سي: "من واقع تجربتي مع الأهلي، هناك شغف جماهيري غير مسبوق، هذا الأمر يضع اللاعبين تحت ضغوط مستمرة من أجل الفوز، إذ لا تتسامح الجماهير مع الهزائم".

الآن مع تحول النهائي العربي إلى حقيقة ماثلة، بات الجميع في حالة ترقب لقمة الأهلي المصري والترجي التونسي.

وسيلعب ذهاب النهائي في 18 مايو المقبل على ملعب حمادي العقربي برادس في تونس، فيما ستجرى قمة الحسم والتتويج في استاد القاهرة يوم 25 من الشهر ذاته.

وبلغة الأرقام، وأيضا بفضل حنكته واستقراره الأخير، يبدو الأهلي على موعد مع اللقب الثاني تواليا في دوري أبطال أفريقيا، والرابع في آخر 5 أعوام.

وتاريخيا التقى الأهلي والترجي في 24 مباراة، في 12 مواجهة أفريقية، 11 منها في دوري الأبطال، ومباراة في كأس الكونفدرالية.

وفاز الأهلي في 12 مباراة منها، مقابل 4 انتصارات للترجي، وتعادلا في 8 مواجهات.

وأمطر الأهلي شباك الترجي بـ24 هدفا، فيما استقبل منه 15 هدفا.

وعلى سبيل المواجهات في النهائي القاري تبدو الكفة متوازنة، إذ تقابلا مرتين في نهائي أبطال أفريقيا، توج الأهلي في واحدة (2012) وفاز الترجي بلقب الثانية في 2018.