لماذا تحول البايرن إلى ناد منبوذ من المدربين؟

كشف المدرب الحالي للمنتخب الألماني، جوليان ناغلسمان عن السبب الحقيقي لرفض هؤلاء المدربين العمل مع بايرن ميونخ، بقوله إن تعامل النادي معه هو أهم الأسباب.

وكان ناغلسمان مدربا لبايرن خلال العام الماضي، وحقق معه العديد من النجاحات، لكن النادي أعلن بصورة مفاجئة إقالته، من أجل التعاقد مع توماس توخيل.

وعلل المدير الرياضي السابق لبايرن، حسن صالح حميدتش، القرار وقتها، بأنه جاء "بعد تحليل شامل للتطور الرياضي لبايرن مع ناغلسمان"، لكن الحقائق كانت تشير لعكس ذلك.

وأوصل ناغلسمان الفريق إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، من دون هزيمة أو تعادل في دور المجموعات، كما كرر فوزه ذهابا وإيابا على باريس سان جيرمان المدجج بليونيل ميسي وكيليان مبابي ونيمار في ربع النهائي.

وتمثل الأمر الأسوأ في طريقة الإقالة، إذ استُدعي ناغلسمان من عطلته لإبلاغه بالقرار.

وإلى جانب إقالة ناغلسمان، هناك أمر آخر يتعلق بغرفة ملابس اللاعبين، والتي تتواجد بها أسماء كبيرة، ظلت بمنزلة (أبقار مقدسة)، يُحرّم المساس بها أو التسبب في غضبها، وعلى رأس هؤلاء توماس مولر ومانويل نوير وجوشوا كيميتش.

ويحفل تاريخ بايرن بتمرد لاعبين في غرفته، وإطاحتهم بمدربين كبار، مثل الإيطالي، كارلو أنشيلوتي، الذي أقاله الفريق بعد تمرد قاده ضده كل من آرين روبن، وتوماس مولر، وليفاندوفسكي، في 2017.

ولاحقا، تكرر الأمر مع المدرب الكرواتي نيكو كوفاتش، الذي كان مولر أبرز من قاد التمرد ضده.

وحتى بداية أزمات توخيل الحالية، انطلقت شرارتها من خلافه مع جوشوا كيميتش.

في تحليله لموقع "RMC" الفرنسي، رأى الصحافي المتخصص في الكرة الألمانية، بولو بريتني، أن المشكلة الحقيقية تكمن في إدارة بايرن ميونخ.

وقال بريتني "من هو المدرب المطلوب؟ هذه بالضبط هي مشكلة بايرن ميونخ حاليا، الحديث هنا ليس عن الاسم ولكن عن الصفة التي يرغبون بها".

وأضاف "هناك تنازع في رؤية الإدارة، هم لا يعرفون بالضبط ما إذا كانوا بحاجة لمدرب بعقد طويل لقيادة مشروع، أم مدرب لموسم واحد".

وأردف: "هناك توجه معلوم للجميع بأن إدارة بايرن تفكر في الخيارات القوية التي ستكون متاحة صيف 2025، سيكون على الأرجح تشافي ألونسو متاحا وأيضا هناك ملك فلسفة الضغط العالي، يورغن كلوب، الذي سيرحل عن ليفربول ليرتاح عاما، من أجل العودة مرة أخرى".

وختم: "هذا الأمر أدى لمخاوف كبيرة لدى المدربين، وتسبب في الوضع الحالي الذي يعيشه البايرن".

نوه الصحافي بولو بريتني بفقدان إدارة بايرن ميونخ البوصلة، والمقصود هنا، تحليل ملفات المدربين وانتقاء الأنسب للفريق.

وقال بريتني: "يعد بيب غوارديولا هو آخر مدرب آمنت به الإدارة، وتعاقدت معه بعد تمحيص سيرته"، مشيرا إلى إخفاق كل من إدارتي أولي هونيس وكارل هاينز رومينيغه في هذا الإطار.

ولفت بريتني إلى الخلل الواضح في الأعوام الأخيرة، وهو منح المدير الرياضي سلطات أكبر، وظهر ذلك مع حسن صالح حيميتدش، وقال إن أي مدرب سيكون عليه الخضوع لسلطة المدير الرياضي والرئيس التنفيذي، وإلا كان مصيره مثل مصير أنشيلوتي، الذي لم يحترمه النادي رغم مسيرته الضخمة.

وعن ذلك قال بيرتني" "من الواضح أن "سوبر بايرن" قد انتهى تماما، لكن من دون الجرأة على إعلان ذلك"

بحسب تقارير إعلامية، فإن أقرب سيناريو هو حدوث صفقة تبادلية، من غير أن يكون لبايرن دور مباشر فيها، على أن تقضى بأن ينتقل مدربه الحالي توماس توخيل إلى تدريب مانشستر يونايتد، في ما يوفر له ذلك خيار التعاقد مع إريك تين هاغ.

لكن سيكون على بايرن ميونخ منافسة أياكس أمستردام الذي يرغب بشدة في عودة مدربه إلى أحضانه.

أما السيناريو الآخر، فيتمثل في ضرورة إقناع المدرب الألماني روجر شميدت بتولي المنصب لموسم واحد فقط، من أجل التعاقد العام المقبل مع يورغن كلوب، الذي تنتظر البولندسليغا عودته بعد 10 سنوات من مغادرتها.

وربما لن يكون صعبا على بايرن إقناع بنفيكا البرتغالي الذي يدربه شميدت حاليا، وبالمقابل سيمنح شميدت فرصة تدريب فريق كبير لأول مرة، بجانب تعويض مالي مجز.