من "الإغراء" إلى "الحلم".. مبابي يُطفئ أضواء "حديقة الأمراء"

جاء إعلان كيليان مبابي رحيله عن باريس سان جيرمان في مقطع فيديو على حسابه بـ"إنستغرام"، وعبّر عن ذلك بفيض من الأحاسيس تجاه النادي وجماهيره.

وقال مبابي، الذي سيلعب الأحد آخر مباراة له في حديقة الأمراء أمام تولوز بالدوري: "أعوام عدة حصلت فيها على الفرصة والشرف العظيم أن أكون عضوا في أكبر ناد فرنسي، أحد أفضل الأندية في العالم".

وأضاف: "لقد سمح لي بالوصول إلى هنا، أن أخوض تجربتي الأولى في نادٍ تحت الكثير من الضغوط، والتطور كلاعب بالطبع من خلال الوجود بجانب بعض من أفضل اللاعبين في التاريخ، وبعض من أعظم الأبطال. الأمر صعب ولم أعتقد قط أنه سيكون من الصعب إعلانه (الرحيل)، لكنني أعتقد أنني بحاجة الى ذلك، تحد جديد، بعد سبعة أعوام".

ورغم الأجواء والمشاعر تلك، لكن مبابي كشف عن أزمة، فيما يبدو، بينه وبين رئيس النادي القطري ناصر الخليفي.

وبحسب صحيفة ماركا، فإن مبابي ودّع كل من عمل معهم في النادي من مدربين ومديرين رياضيين، لكنه تعمّد عدم ذكر رئيس النادي ناصر الخليفي، الذي يعد الوجه الأبرز والأنشط في فضاء النادي.

وأشارت الصحيفة إلى الأزمة التي اندلعت بينهما في الصيف الماضي، والتي تسببت في قرار الإدارة بحرمانه من السفر مع الفريق للمعسكر التحضيري في آسيا.

منذ وصوله لسان جيرمان معارا من موناكو الفرنسي في 2017، مع خيار شرائه الذي تم بعد عام بـ180 مليون يورو، بدأ مبابي في كتابة التاريخ مع الفريق الباريسي، ولم يترك رقما قياسيا في الفريق إلا وحطمه، ليصبح أسطورة حقيقية في النادي، وتاليا أبرز أرقامه:

• 11 لقبا في 7 مواسم (6 دوري، 3 كأس فرنسا و2 كأس الرابطة).
• 225 هدفا في 306 مباريات، و108 تمرير حاسمة.

• الهداف التاريخي لسان جيرمان محليا وأوروبيا.
• صاحب أكبر عدد من الثلاثيات والثنائيات، وأول لاعب يسجل 5 أهداف بمباراة واحدة.
• في طريقه لنيل الحذاء الذهبي للعام السادس تواليا (يمتلك 26 هدفا، وتفصله 6 أهداف عن مطارد ألكسندر لاكازيت).

لم يثر قرار مبابي بالرحيل أي دهشة، لجهة أنه كان متوقعا، فيما تؤكد تقارير أن القرار اتخذ فعليا في فبراير الماضي، وأخبر مبابي ناصر الخليفي رئيس النادي بذلك.

وفعليا بدأ سان جيرمان الاستعداد لرحيل مبابي منذ الصيف الماضي، عندما رفض التجديد، إذ أنفق النادي 250 مليون يورو على شراء 13 لاعبا، أغلبهم من الشباب لبناء مشروعه، وكان من أبرزهم البرازيليان لوكاس بيرالدو وغابرييل موسكاردو.

وبدوره، لجأ إنريكي طوال الأشهر الأخيرة إلى إخراج مبابي من حساباته تدريجيا، بإبقائه على الدكة أو الدفع به أساسيا ثم إخراجه، وعندما سُئل عن ذلك قال: "علينا التعود على اللعب من دونه عاجلا أم آجلا".

وربما نجح إنريكي جزئيا في بناء فريق شاب من دون مبابي، ليرسل رسائل تطمينية إلى الإدارة، بقدرته على تجاوز أسطورة وليس مهاجما.

وفي السياق، تلقى سان جيرمان دفعة خاصة تمثلت في رؤية ثاقبة من النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي قال الأسبوع الماضي في حوار مع لو باريزيان، إن سان جيرمان بفضل مواهبه الحالية ومقدرته على دمجهم سيكون أفضل مما كان عليه مع مبابي.

لكن لغة الأرقام تعتبر كل ذلك عاطفيا، إذ تؤكد أن مبابي رغم أزماته هذا الموسم، فإنه كان يحمل الفريق على أكتافه.

وفي هذا الموسم، سجل مبابي 43 هدفا وصنع 10 بصفته أكثر لاعب تسجيلا، أما الأزمة فتمثلت في أن أقرب لاعب له هو عثمان ديمبيلي، الذي سجل 5 أهداف وصنع 12.

وفي قائمة ضمت أفضل 11 هدافا للفريق هذا الموسم، سجل 10 لاعبين 60 هدفا، مقابل 43 لمبابي وحده.

وحتى في الأبطال عندما كان مبابي بعيدا عن مستواه ودع أمام بروسيا دورتموند بالهزيمة 1 ـ 0 ذهابا وإيابا.

لن يكون سان جيرمان هو الوحيد المتضرر من رحيل مبابي، إذ سيكون الدوري الفرنسي الأكثر تضررا، على الأرجح.

وستفقد البطولة وجها ترويجيا مؤثرا للغاية، ما سيؤثر بدوره على الرعاة وأيضا على شهية القنوات في دفع الأموال لبث البطولة.

وحاليا يعد الدوري الفرنسي أقل الدوريات الـ5 الكبرى جنيا للأرباح من البث التلفزيوني بعوائد 500 مليون يورو فقط في العام، مقارنة مع 790 مليون يورو للدوري الإيطالي، فيما يحلق البريمييرليغ في الصدارة بـ1.5 مليار يورو، بحسب سبورت جورنال.

وسيكون أمل الدوري الفرنسي معقودا على سان جيرمان مرة أخرى في جلب اسم كبير، مما سيوفره من أموال رحيل مبابي.

وبحسب تقارير، سيوفر رحيل مبابي نحو 200 مليون يورو، بسبب عدم تفعيله خيار التجديد لسنة إضافية، وكذلك تنازله عن مكافأة الولاء بـ80 مليون يورو.

وهنالك عدة أسماء يستهدفها سان جيرمان لتعويض مبابي، مثل الجورجي كفاراتسخيليا، والنيجيري فيكتور أوسيمين، وبرناردو سيلفا، ومحمد صلاح، وروبرت ليفاندوفسكي.