الكرة العربية تحكم سيطرتها على نصف مساحة الأرض

لم تسع الفرحة جماهير الكرة الإماراتية ومدينة العين على وجه الخصوص، السبت ٢٥ مايو، بعد عودة الزعيم العيناوي إلى الواجهة الآسيوية بعد 21 عاما من الغياب، وحصده ثاني ألقابه في دوري أبطال آسيا بجدارة واستحقاق على يوكوهاما الياباني.

لكن، رغم طول الغياب، فإن العين حل فقط مكان الهلال السعودي الذي ظل طرفا أصيلا في نهائي آخر نسختين، فاز بلقب في 2022، وخسر آخر العام الماضي أمام أوراوا ديناموز الياباني، لتتأكد بالتالي الهيمنة العربية على نهائي هذه البطولة.

ويأتي تتويج العين بهذه النسخة مميزا بالنسبة للكرة العربية في القارة الصفراء، إذ يصادف فوز منتخب قطر الأول ببطولة أمم آسيا مطلع هذا العام التي استضافتها الدوحة، في نهائي كان عربيا خالصا، إذ جمعه بشقيقه الأردني.

واحتفظ العنابي القطري بلقبه في البطولة، ليضع أكبر بطولتين للمنتخبات والأندية بالقارة الصفراء تحت القبضة العربية.

وكان العهد اللبناني قريبا من إبقاء الهيمنة العربية على كأس الاتحاد الآسيوي، قبل أن يخسر في النهائي مطلع هذا الشهر أمام سنترال كوست مارينز الأسترالي، ليغادر اللقب المنطقة العربية لأول مرة منذ 2016.

بتتويجه بالنجمة الـ12 في دوري أبطال أفريقيا، السبت، عقب فوزه على الترجي (1 ـ0)، بسط الأهلي المصري هيمنة غير مسبوقة له على البطولة، التي وسع الفارق في الألقاب بينه وبين أقرب مطارديه الزمالك ومازيمبي الكونغولي إلى 7 ألقاب.

واحتفظ الأهلي بلقبه للمرة الثانية تواليا، وهو اللقب الرابع له في آخر 5 نسخ في البطولة.

ومنح الأهلي بفضل فترته الذهبية حاليا عرب شمال أفريقيا هيمنة غير مسبوقة على دوري أبطال أفريقيا، إذ يعد نهائي، السبت، بينه وبين الترجي هو النهائي العربي الثالث تواليا، كما كان آخر فريق غير عربي يتوج باللقب هو ماميلودي صندوانز الجنوب أفريقي في 2016.

ولم تنحصر الهيمنة العربية على أبطال أفريقيا فقط، وإنما تخطتها إلى كأس الكونفدرالية، التي توج بلقبها الزمالك المصري الأسبوع الماضي، ليضرب موعدا مصريا خالصا في كأس السوبر الأفريقي.

وفي هذه البطولة، توجد أيضا البصمات العربية، إذ لم يتوج بها أي فريق غير عربي منذ أن مازيمبي الكونغولي ذلك في 2017.

وكانت هذه الهيمنة بحاجة إلى أخرى في كأس الأمم الأفريقية، التي توج بلقبها منتخب كوت ديفوار في النسخة التي استضافها بأرضها في يناير الماضي.

وتعد الجزائر آخر منتخب عربي يتوج بأمم أفريقيا في 2019 بإستاد القاهرة بمصر.

لكن لا يزال منتخب الفراعنة يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بهذا اللقب (7 مرات).

لم يخفت صدى استضافة قطر لأول نسخة من كأس العالم في الوطن العربي في ديسمبر 2022، حتى فازت السعودية بشرف تنظيم نسخة أخرى أضخم في أكبر عرش كروي، إذ تتأهب لإعلانها رسميا مستضيفا لكأس العالم 2034، بعد أن كان ملفها هو الوحيد المتقدم لتنظيم المونديال.

ومع الأخذ في الاعتبار الهيمنة الحالية للأندية العربية على الكرة الأفريقية والآسيوية، والنجاحات الخليجية في تنظيم الفعاليات الكبيرة، تبقى الحلم الكبير في المنافسات الدولية، بداية بكأس العالم للأندية بنسخته الموسعة في 2025، والذي ستشارك فيه 3 أندية عربية، هي الأهلي والهلال السعودي والعين الإماراتي.

أما الحلم الأكبر برؤية منتخب عربي يرفع كأس العالم، فنال دفعة قوية نحو التحقق، بعد مشاركة تاريخية للمنتخب المغربي في مونديال قطر، وبلوغهم نصف نهائي البطولة.

هنالك جانب مهم ومبشر أيضا، يتمثل في التطور غير المسبوق للدوري السعودي وجذبه لنجوم وأساطير في اللعبة، وهذا أمر يساعد كثيرا في توفير الاحتكاك اللازم للاعبين في البطولة المحلية والآسيوية والإقليمية، لينعكس لاحقا على إنجازات لا محدودة للكرة العربية.