بين "الصراحة" و"فقر برشلونة".. هل يستحق تشافي الإقالة؟

بعد قراره الرحيل نهاية يناير، وتحسن نتائج وأداء الفريق بعده، خصوصا عقب هزيمة سان جيرمان ذهابا 3 ـ 2 في ربع نهائي أبطال أوروبا، بدأ لابورتا في الضغط على تشافي من أجل العدول عن قراره.

نجح في ذلك بالفعل بعد عشاء "سوشي" جمعه بتشافي في منزله الفخم وسط برشلونة أبريل الماضي، قبل أن يعلن بقاء المدرب.

وبعد أن استقر الأمر لتشافي، حاول أن يبدأ صفحة جديدة، وقدّر أن أول شيء يجب فعله هو وضع الجماهير في الصورة بخصوص الوضع الاقتصادي المتأزم.

ويعاني برشلونة حاليا من أزمة ديون ضخمة، كما تم خفض سقف رواتبه من رابطة الليغا لـ204 مليون يورو مقابل 727 مليون يورو للريال، كما يبحث حاليا عن بيع لاعبين وقروض لمعالجة أزماته.

وبحسب تقارير، فإن تشافي هدف من ذلك إلى مضاعفة التحديات على اللاعبين وزيادة التفاف الجماهير حول النادي في أزماته، ليشكل ذلك نقطة تحول في الفريق.

وتحدث تشافي في المؤتمر الصحافي قبل مباراة فريقه أمام ألميريا قائلا بإن الوضع المالي للنادي لا يسمح له بمنافسة ريال مدريد والفرق الكبيرة على الألقاب، مشيرا إلى أن برشلونة لا يمكنه طلب لاعب بعينه نظير هذه الظروف، قبل أن يطالب بتوفير 130 يورو في الصيف لتدعيم الفريق.

وأشعلت هذه التصريحات نيران الغضب لدى لابورتا، الذي فهمها في سياق الانهزام، والتقليل من هيبة النادي، ليقرر من وقتها إقالته، ويأمر المدير الرياضي ديكو بالتفاوض مع هانز فليك.

اتفقت عدة صحف بارزة على حقيقة عدم تمتع تشافي بالدعم يوما من قبل لابورتا، الذي لم يكن مقتنعا به من الأساس.

ورأت "ذي أثلتيك" أن تواصل لابورتا مع تشافي في أكتوبر 2021، لخلافة كومان، كان الغرض من منه إطفاء نيران الغضب التي كانت تحاصره، بسبب تفريطه وقتها في أسطورة النادي ليونيل ميسي، الذي انضم لباريس سان جيرمان.

وما أن بدأت أخبار المفاوضات معه، حتى وجد تشافي التفافا واهتماما من قبل جماهير كامب نو، إذ يعتبر أسطورة حية، غادر مبكرا، بعد أن قضى قرابة العقدين مع الفريق حقق فيها الكثير من الألقاب، وتقلد فيها شارة القائد.

ورغم كل الظروف التي كانت يمر بها برشلونة قبل استلامه، نجح تشافي في قيادة الفريق إلى الفوز بكأس السوبر الإسباني ولقب الليغا الموسم الماضي منذ وقت مبكر.

أما الإنجاز الأكبر لتشافي، فتمثل في إعادة إحياء أكاديمية النادي الشهيرة "لاماسيا"، إذ أعطى الفرصة لـ15 يافعا للظهور مع الفريق الأول، يتألق 3 منهم حاليا مع الفريق بشكل لافت، وهم لامين يامال وفيرمن لوبيز والمدافع باو كوبارسي.

رغم الغضب الكتالوني على لابورتا، فإن تشافي بدوره، وقع في عدد من الأخطاء، إذ حصر نفسه على الدوام في خانة الولاء للابورتا، دون مراعاة لمكانته وحجم منصبه.

وخضع تشافي في ديسمبر الماضي لتدخل لابورتا في قراره الفني، عندما أمره بإشراك الرباعي روبرت ليفاندوفسكي، ورونالد اراوخو وإلكاي غوندوغان وفرينكي دي يونغ، امام رويال أنتويرب البلجيكي في دور مجموعات الابطال، بغرض حاجة الفريق للفوز من أجل تأمين 2.8 مليون يورو، تمنح عن كل فوز بهذا الدور.

وسعى تشافي باستمرار للسير على هذا النهج، حتى بعد أن وصل الخلاف إلى ذروته مع لابورتا الذي رفض مقابلته أخيرا، وعندما سمع هتاف جماهير برشلونة له وضد لابورتا: "نعم لتشافي، لا لـ(لابورتا)"، طالب تشافي باحترام الرئيس من أجل "الوحدة".

وأظهر تشافي أيضا بعضا من نقص الخبرة، عندما طُرد أمام باريس سان جيرمان، إلى جانب تهربه المستمر من مسؤولية الهزائم، مثل الهجوم على العشب، وتأثير الحكام على الليغا بفعل فساد ريال مدريد.

الأمر يتعلق بالخطط التكتيكية، إذ عانى تشافي من عدم الثبات والوضوح، ففي الموسم الماضي عمد إلى خطة 3 ـ 5 ـ 2، بوضع 4 لاعبين في الوسط، وأثبتت نجاعتها بحصد لقب الليغا، لكنه عاد هذا الموسم إلى 4 ـ 3 ـ 3، التي فشل في تطبيقها، وكلفته هزيمتين مذلتين أمام الصغير جيرونا.

جاء أبرز تعليق على الطريقة التي أقال بها لابورتا تشافي، الذي رفض الاجتماع من مدرب إشبيلية كيكي فلوريس سانشيز الذي يخوض تشافي أمامه آخر مباراة له مع برشلونة.

وقال سانشيز: "كم هو محزن أن يعامل برشلونة أساطيره هكذا!"، وتسببت شهادة سانشيز، المتخصص في مجال الصحافة قبل التدريب، في حسرة ببرشلونة.

وتشبه طريقة تعامل لابورتا مع تشافي طريقته في معاملة أسطورة النادي رونالد كومان، الذي قلل من احترامه قبل إقالته، كما تطوق تهمة خداع ميسي رقبة لابورتا بقوة.

وبجانب التعامل، رأت "ذي أثلتيك" إن عدم دعم لابورتا لتشافي، أثر في أداء الفريق، ما جعل اسم بحجم تشافي وتاريخه مع الفريق مدعاة للسخرية بين جماهير الليغا.