رحيل غوارديولا.. هل تطارده "لعنة العام التاسع"؟

قبل أيام ودع ليفربول مدربه الأسطوري يورغن كلوب بعد 9 أعوام قضاها في ملعب أنفيلد، قاد فيها الفريق إلى عدد من الألقاب المهمة، أبرزها دوري الأبطال والبريمييرليغ.

أرجع كلوب القرار إلى تعرضه لاستنزاف بدني وذهني، نظرا لمشقة العمل في أقوى بطولة كروية في العالم، ما يتطلب راحة لعام كامل قبل التفكير في أي خطط. من جهته، سيكمل غوارديولا الصيف المقبل عامه التاسع، منذ وصوله في صيف 2016 من بايرن ميونخ لتدريب السماوي.

وإذا كان كلوب قد تعرض للإرهاق، فيبدو أن الأمر مضاعف لدى بيب غوارديولا، الذي طوّع البريمييرليغ بقوة، وفرض هيمنة غير مسبوقة للسيتي عليها.

وبات السيتي أول فريق في تاريخ البريمييرليغ يتوج باللقب 4 مرات متتالية، كما يعد لقب هذا الموسم هو السادس لبيب من إجمالي 8 ألقاب نافس عليها، وهو رقم غير مسبوق.

والعام الماضي حقق غوارديولا ثلاثية تاريخية نادرة بالجمع بين الأبطال والبريمييرليغ والكأس، كما يمتلك حتى الآن 17 لقبا في 8 أعوام.

منذ انتشار خبر رحيل غوارديولا، لم تتوقف التحليلات بشأن الأسباب التي قد تدفع به إلى خارج ملعب الاتحاد.

وركزت ديلي ميل التي انفردت بالخبر الضجة، على مخاوف غوارديولا من رحيل الأسماء الكبيرة، مثل الحارس إديرسون مورايش وكيفين دي بروين في ظل اهتمام سعودي بهما، إلى جانب برناردو سيلفا المطلوب في برشلونة، في وقت يبلغ فيه شرطه الجزائي 50 مليون يورو فقط.

لكن بنظرة أعمق لوضع بيب غوارديولا الآن، قد تلوح في الأفق بعض المؤشرات الأخرى، وتتعلق إجمالا بالشغف، وهو أمر مردهّ إلى التغييرات الكبيرة في البريمييرليغ حاليا.

ويحضر في هذا السياق، تأثر غوارديولا الشديد برحيل كلوب أخيرا، وبدأت كلماته المادحة كـ"رسالة نعي لحقبتهما المثيرة"، أكثر من كونها إشادة بمدرب ترك إرثا في فريقه.

والآن، يجد غوارديولا نفسه وحيدا، بعد رحيل جيله الذي صنع معه المنافسة عند وصوله إلى الأراضي الإنكليزية، آخرهم يورغن كلوب، وماوريسيو بوكيتينو مدرب تشيلسي المُقال.

ويمر البريمييرليغ بمرحلة انتقالية تدريبيا، إذ تسيطر الأسماء الشابة بشدة على المشهد، وخصوصا تلاميذ غوارديولا نفسه، مثل ميكيل أرتيتا مساعده السابق ومدرب أرسنال، وإنزو ماريسكا خليفة أرتيتا في مساعدة غوارديولا، والذي بات قريبا جدا من تدريب تشيلسي، بعد تجربة قصيرة ناجحة مع ليستر سيتي.

ويدرك غوارديولا حجم الإزعاج الكبير الذي سيسببه له تلاميذه، مثلما فعل أرتيتا في الموسمين الماضيين.

وحتى أوروبيا سيواجه تلاميذه، إذ يقترب فينسنت كومباني من بايرن ميونخ، كما يدرّب تشابي ألونسو باير ليفركوزن.

هناك عدة سيناريوهات رُسمت في الإعلام الإنكليزي عن طريقة تفكير غوارديولا حاليا، تباينت بين التأكيد على رحيله وبين بقائه.

صحيفة الغارديان البريطانية، شددت على أن السيناريو الراجح لدى بيب غوارديولا هو عدم حسم أي شيء، إذ سينتظر الإسباني بداية الموسم، ومن ثم تقييم الوضع خطوة بخطوة قبل التوصل على قرار حاسم نهاية الموسم.

ورجحت الصحيفة تجديد غوارديولا لعقده، وبرهنت بتصريح أخير له حول مستقبله وراحته في السيتي: "حتى أنا لم أتوقع أن أبقى هنا 8 أعوام، كل شيء يسير على ما يرام، قد يظن البعض أنه روتين، لكن ليس كذلك".

في سياق آخر، قد يُفهم جدل الرحيل في سياق مناورة من بيب للحصول على الدعم الكامل من الإدارة لدخول السوق، وأيضا كجرس إنذار للاعبين بعدم الاستكانة بعد أن حقق الفريق كل شيء مؤخرا.

طوال حقبتين مع برشلونة وبايرن ميونخ، لم يُعهد عن غوارديولا إثارة الأمور بشأن مستقبله قبل بداية الموسم، مثلما يحدث الآن، ما يضع بالتالي تقارير رحيله في خانة التكهنات.

وعادة ما يطبخ غوارديولا خروجه بطريقة سريّة وبالتراضي مع النادي، إذ أعلن رحيله عن برشلونة وبايرن بطريقة متشابهة للغاية.

ومع كل من الفريقين؛ تم إعلان رحيل بيب في شهر أبريل بالتحديد، أي قبل شهر من نهاية الموسم، كما تم في الحالتين تعيين خليفته في نفس إعلان رحيله من قبل النادي، يتعلق الأمر بالراحل تيتو فيلانوفا في برشلونة 2012، وكارلو أنشيلوتي في 2015 مع بايرن.

وحاليا، لم تنقل الأخبار أي تحركات جدية من السيتي تجاه أحد المرشحين لخلافة بيب، والذين يتصدرهم الإيطالي روبرتو دي زيربي، ومدرب جيرونا ميشيل أنخل سانشيز، ومدرب ألمانيا جوليان ناغلسمان.