رياضة
.
أحدث أسطورة كرة القدم العالمية كريستيانو رونالدو ضجيجا هائلا، الجمعة، بسبب ردة فعله على خسارة فريقه النصر السعودي في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمام غريمه الهلال بركلات الترجيح 5-4 بعد نهاية المباراة بالتعادل 1-1 في الوقت الأصلي والأشواط الإضافية.
وأضاف الهلال اللقب الثالث بعد الدوري وكأس السوبر في موسم استثنائي لكتيبة المدرب خورخي جيسوس.
عقب تصدي حارس الهلال المغربي ياسين بونو لركلة مشاري النمر، وإعلانه الهلال بطلا، دخل رونالدو في موجة بكاء شديدة، ما أثار، من جهة، تعاطفا دوليا معه، ولفت من جهة أخرى الانتباه لشغفه غير المحدود لكرة القدم والانتصارات والألقاب.
ولم يكتفِ رونالدو (39 عاما) بذرف دموعه عقب الصافرة على الملعب، وهو أمر ربما كان سيبدو مفهوما في سياق وظروف المباراة، التي كان النصر أقرب إلى الفوز بها، خصوصا بعد طرد لاعبين من الهلال (علي البليهي وخاليدو كوليبالي) مقابل طرد من النصر (الحارس دافيد أوسبينا)، لكن النجم الملقب بالدون والمتوج بالكرة الذهبية 5 مرات، ذهب إلى مقاعد البدلاء، وواصل دموعه وحسرته، ليخطف الأضواء بدمعه السخين من الفريق المتوج باللقب.
كان هناك إجماع على وسائل التواصل الاجتماعي، على وصف بكاء رونالدو، إذ اتفق غالبية المغردين على التنويه بشغفه غير المحدود، الذي يصنع من وجهة نظرهم شخصيته العظيمة.
وبالفعل، قد يبدو الجميع محقا، إذ لم تشهد كرة القدم طوال تاريخها، على الأرجح، لاعبا يطارد الإنجازات والأرقام صغيرها وكبيرها مثل النجم البرتغال.
وفي الحالة الطبيعية للاعب في سنه وحجم إنجازاته، قد تكون كل أهداف رونالدو هي اللعب في دوري صغير دون ضغوط ذهنية ولا فنية، يختم فيه مسيرته الكروية بهدوء، بيد أن رونالدو غيّر تلك الصورة، وجاء لينعش الدوري السعودي، ويحفز الجميع على المزيد من التنافسية والقتالية اللامتناهية.
في الأسبوع الماضي، كتب رونالدو عدة أرقام قياسية، إذ بات أول لاعب في التاريخ يُتوج بلقب هداف 4 دوريات درجة أولى في التاريخ، متفوقا على لويس سواريز وروبرت ليفاندوفسكي وروماريو، عندما حسم لقب هدف الدوري السعودي بـ34 هدفا.
وبدا رونالدو سعيدا بإنجازه، وقال: "لا أطارد الأرقام القياسية.. هي التي تطاردني".
في 2017 دشن لاعب البيسبول الأميركي دريك جيتر موقعا خاصا على الإنترنت، دعا إليه الكثير من الرياضيين ليحكوا قصصهم الخاصة في مسيرتهم، وكان رونالدو أبرزهم.
وفي مقاله للموقع بعنوان "قصتي"، ركز رونالدو على قصة شغف الانتصارات ومن أين بدأ، وقال: "عندما انتقلت في صباي من جزيرة ماديرا إلى سبورتنغ لشبونة كانت فترة صعبة من العزلة والوحدة، كسرتها بالتدريبات الشاقة والرغبة في التحسن، ومن هنالك بدأت أشعر لأول مرة بجوع خاص للانتصارات".
وأضاف في حديثه الذي نقلته صحيفة آس: "لا أعرف من أين جاء هذا الجوع والشغف، إنه مثل جوع للانتصارات لا يختفي أبدا، عندما أخسر يتنامى هذا الشعور بالجوع من أجل فوز يسد رمقه، وعندما أفوز لا يتخطى شعور هذا الفوز أكل بعض الفتات، ليستمر الجوع والرغبة في وجبة أضخم، وهكذا..".
وبعد عودته إلى مانشستر يونايتد، وبداية أزمته مع المدرب الهولندي للفريق إريك تين هاغ، الذي بدأ في إبقائه على الدكة، تحدث رونالدو مرة أخرى عن الشغف، وقال: "ما زلت أحب اللعبة ولدي شغف لأن الأشخاص الذين يعرفونني يعرفون أن هذه هي حياتي. وهذا ما أحب القيام به. لا يزال شغفي سليما".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة