مبابي في الريال.. حلم الصبا يجبر قطار مدريد على التوقف مرتين

في إعلانه الرسمي لضم كيليان مبابي، لم يفصح ريال مدريد عن الكثير من التفاصيل بشأن عقد اللاعب، بل اكتفى بأنه سيرتدي القميص الملكي لمدة 5 مواسم.

لكن تقارير صحافية متطابقة، أكدت أن مبابي سينال أعلى راتب في ريال مدريد، ويبلغ 15 مليون يورو سنويا من دون ضرائب.

وتخطى مبابي بذلك دافيد ألابا، الذي يتقاضى 12.5 مليون يورو سنويا (صافي)، وفينيسيوس جونيور، 12 مليون يورو، ولوكا مودريتش، 11.5 مليون يورو، وجود بيلينغهام، 11 مليون يورو.

وبجانب ذلك، سينال مبابي حافز توقيع مجاني، قدرته صحيفة آس بقيمة 150 مليون يورو.

ولدى مبابي عقود رعاية عدة مع ناكي وإي أيه سبورتس وغيرها بقيمة إجمالية 30 مليون يورو في السنة، وسيسمح له الريال بتقاضيها كاملة، لترفع مدخوله السنوي إلى 45 مليون يورو صافية.

بدأ مبابي شغوفا بالكرة منذ نعومة أظافره، وانضم إلى أكاديمية بوندي في صغره، قبل أن يظهر موهبة حقيقة، وشخصية ناضجة، إذ حفظ بحسب "بي بي سي" النشيد الوطني الفرنسي منذ السادسة من عمره، وكان يردده أمام والدته ولاعب كرة اليد السابقة فائزة العماري، ويقول لها بإنه سينشده يوما ما وهو متوج مع فرنسا لالمونديال، وهو ما تحقق في 2018.

وفي 2013، التقطه كُشاف موناكو ليضموه إلى أكاديمية نادي الإمارة، لكنه كان محبا للريال، وسافر بالفعل في العام عينه إلى أكاديمية الريال في مدريد، وهو بسن 14 عاما.

وعند عودته، ملأ جدران غرفته الصغيرة في بوندي بصور قدوته كريستيانو رونالدو، بجانب صورة له معه.

ومنذ تلك الفترة ظل تحت رادار ريال مدريد، لكن النادي الملكي لم يتحرك إلا بعد تفجر موهبته التهديفية مع موناكو في 2017، وتسجيله 26 هدفا.

وعرض الريال بالفعل على موناكو ضم مبابي بمبلغ خيالي يبلغ 180 مليون يورو، وراتب سنوي 7 ملايين يورو.

لكن باريس سان جيرمان تدخل بقوة ليضم مبابي على سبيل الإعارة لمدة موسم مع إلزام الشراء وراتب سنوي 17 مليون يورو، لكن الراتب لم يكن السبب الوحيد لانتقال مبابي إلى سان جيرمان، بقدر ما تمثل في تصريح المدرب زين الدين زيدان وقتها بعدم طلبه التعاقد مع أي لاعب، إذ خشي مبابي الجلوس احتياطيا في بداية مسيرته، وفق صحيفة ماركا.

وبعد رحيل كريستيانو رونالدو في 2018، عادت أنظار الريال بقوة صوب مبابي، وبدأ الحديث حوله يرتفع في يناير 2019، بعد انتشار تقارير عن تذمره من تفضيل سان جيرمان للنجم نيمار أكثر منه.

في صيف 2021، عاد مبابي مجددا ليرتبط بريال مدريد، قبل أن يتحرك الريال صوبه رسميا هذه المرة.

وقدم الريال عرضا أوليا بقيمة 160 مليون يورو، لم يرد عليه سان جيرمان، ما اعتبره الريال رفضا، ليقدم عرضا ثانيا محسنا بقيمة 180 مليون يورو، لكن سان جيرمان لم يرد عليه أيضا، رغم تبقي موسم واحد على نهاية عقده.

وفي صيف 2022 حيث كان مبابي مُطلق السراح، كانت كل التقارير تشير إلى وصوله بسهولة إلى الريال، لكن سان جيرمان أحدث انقلابا في وجهته، ليوقع مع مبابي لمدة عامين تنتهي صيف 2024 مع خيار التمديد موسم إضافي، ومنحه راتبا فلكيا، بلغ 75 مليون يورو.

وأغضب هذا الأمر ريال مدريد بشدة من مبابي، وشنت الصحف الملكية هجوما شرسا عليه، وبدت عبارة شهيرة مفادها أن "قطار ريال مدريد لا يأتي للاعب مرتين مهما كان حجمه" هي السائدة.

ومن جهته، غذى رئيس الريال فلونتينو بيريز (ترند) الهجوم على مبابي، بتصريح مثير عندما سئل عنه عقب تمديد عقده، إذا قال: " كم هو مسكين ذلك الفتى".

في صيف 2023، لم يركز ريال مدريد كثيرا مع مبابي، لجهة أن عقده مستمر مع ناديه، ولديه خيار التمديد، لكنه أرسل له رسالة مبطنة، عندما حجز قميص كريم بنزيمة بالرقم 9 دون أن يمنحه أحدا.

وفي الصيف ذاته، تعرض مبابي لضغوط من ناديه، الذي منعه من السفر مع الفريق لمعسكر آسيا، من أجل حضه على تفعيل خيار التمديد، لكنه رفض تماما، وفي فبراير الماضي، أخبر مبابي رسميا ناديه بعدم رغبته في التمديد، وأخبر المقربين منه أنه سيذهب إلى ريال مدريد من أجل تحقيق حلم الطفولة.

وأعجبت هذه الجرأة ريال مدريد، ليعيد بيريز بوصلته تجاه اللاعب، كما سبق وأن برهن مبابي على رغبته في مطاردة حلمه، برفضه عرضا تاريخيا من الهلال السعودي لشرائه من سان جيرمان مقابل 332 مليون دولار، ومنح راتب لمدة عام يصل لـ775 مليون دولار.

والآن اكتملت القصة رسميا، ليسدل الريال الستار على أطول قصة في عالم الميركاتو، ويشعل تشكيلته الموسم المقبل، والتي يتوقع أن تقضي على الأخضر واليابس في عالم الألقاب، في وجود فينيسيوس وبيلينغهام وكامافينغا وتشواميني وفالفيري ورودريغو وبقية الأمساء الكبيرة.