رياضة

كيف غيّر "حريق منزل الطفولة" مصير كامافينغا؟

نشر

.

blinx

بعيدا عن شكل مشاركته مع منتخب فرنسا في بطولة يورو 2024 الحالية، ودوره معه، فإن قصة ارتداء إدواردو كامافينغا قميص الديوك في حد ذاتها تبدو إنجازا فريدا، وذلك مقارنة مع معاناة الطفولة والعوز المالي الذي ربما كان كفيلا بتدمير أي موهبة مهما كان حجمها.

لكن رغم ذلك يقف كامافينغا اليوم في مكان صلب، شاهرا سيف التغلب على كل الظروف، إذ يلعب لأحد أكبر الأندية في العالم (ريال مدريد الإسباني)، ويتم استدعاؤه باستمرار للصياح مع ديوك فرنسا في المحافل المختلفة.

سحب نيران تلتهم ذكريات الطفولة

في أحد أيام شتاء 2013، ومع أقرانه في المدرسة الأساسية في مدينة فوغير بإقليم إيل وفيلان بمنطقة بريتاني شمالي غرب فرنسا حيث يسكن، لاحق الطفل إدواردو كامافينغا ذو العشر سنوات أصوات صفارات إنذارات شديدة دوت في الأرجاء.

وعندما وصل للمكان كان المنظر مخيفا، إذ اجتمعت سحب دخان ناتج عن حريق ضخم مع أخرى زرقاء كانت تغطي المنطقة في ذلك الشتاء البارد.

وبعد أن انجلت سحب الدخان تدريجيا أدرك كامافينغا أن النيران لم تلتهم سوى منزل طفولته، لكنه سرعان ما تلقى خبرا سارا من أحد رجال الإطفاء، وقتها، مفاده أن الحريق الذي اندلع كان بسبب "ماس كهربائي" ولم يصب أي شخص بأذى لأن المنزل كان خاليا لحظة اندلاعه.

وربما طافت الكثير من الصور والذكريات لحظتها بذهن كامافينغا، الطفل اليافع، لكن كانت هنالك حقيقة واحدة ماثلة، وهي أن شيئا لم يتبق من المنزل، إذ التهمته النيران بالكامل.

الوالد بين "نارين"

عندما هرع أحد أعيان المنطقة إلى مسلخ المدينة حيث يعمل سيليستينو كامافينغا والد إدواردو لإخباره بالأمر، بدا متماسكا، وأجرى تحقيقا مصغرا مع ناقل الخبر.

  • هل أنت متأكد من أن أحدا لم يكن في الداخل؟
  • نعم سيدي، أطفالك كانوا في المدرسة وزوجتك كانت تتسوق لحسن الحظ.
  • إذن، اذهب فسألحق بكم على الفور.

وبحسب صحيفة "ليكيب" الفرنسية، فقد كان والد إدوارد كامافينغا يفكر في أن الذهاب مباشرة سيكلفه أجر ساعتين، ونظرا لوضعه الاقتصادي سيؤثر هذا الأجر الضائع على مصروف واحد من أطفاله الذين كانوا في المدرسة.

وكان الكونغولي سيليستينو قد قبل بهذا الوضع الصعب، بعد أن وصل إلى فرنسا في 2004، قادما من أحد معسكرات اللجوء بأنغولا، رفقة زوجته صوفيا وأطفاله.

دعم سريع من عالم الكرة

بعد الفاجعة قال نيكولا مارتينيز مدرب فريق درابو فوغير للصغار الذي كان يلعب له كامافينغا إن أول ما خطر بباله بعد سماعه النبأ هو البحث عن منزل يلتئم تحت سقفه شمل العائلة، وهو ما توافر بالفعل عندما توسطت إدارة فريقه لدى أحد المؤجرين لمنازل السكن الاجتماعي (الرخيص في فرنسا)، ليمنحهم منزلا.

وقال مارتينيز إن الخطوة الثانية تمثلت في كيفية جمع مستلزمات منزلية وعائلية وألعاب أطفال من أسر زملاء كامافينغا، لكن يبدو أن الفرج كان أقرب، إذ ظهر نادي رين الفرنسي الغني في الأرجاء وطلب ود الصغير كامافينغا.

"أنت من ينتشلنا من الركام!"

عندما عرض مارتينيز الأمر على والد إداوردو كامافينغا، قال إنه قبل أن يمنح موافقته خلا بابنه، وقال له: "أنت من ينتشلنا من هذا الركام، وأنت من سيربى هذه العائلة.. أتفهم ذلك؟"، فأجاب الطفل إدواردو: نعم يا والدي"، ومن ثم تمت الصفقة بحسب مارتينيز.

وبحسب ماثيو لوسكورنييه المسؤول عن الأداء والتطوير في أكاديمية رين، فإن كامافينغا قد جاء إلى الناديبموهبة محملة بالكثير من الضغوط، وقال إن ذلك بدا واضحا عليه من خلال صمته وجديته في العمل، إذ لا يزال كامافينغا يؤثر الصمت ويبتعد عن التصريحات والجدل.

وفي 2020 تطرق كامافينغا إلى الحادثة وطلب والده، وقال في حوار مع صحيفة "ويست فرانس": " أضحكني الأمر في البداية، لكن لاحقا فهمت معنى أن تكون مسؤولا.. إحياء مجد العائلة لم يكن أمرا سهلا، اليوم والداي يعيشان في سعادة، لكنني أعمل لأجعلهما أكثر سعادة".

وتجلى التزام كافينغا بوصية والده بتربية العائلة في إنجازاته مع ريال مدريد الأخيرة، إذ دائما ما يحضر إلى الملعب شقيقه الأصغر، والذي يبدو وكأنه والده للاحتفال بالألقاب.

ولدى كامافينغا 5 أشقاء وشقيقة، من والديه الكونغوليين.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة