رياضة
تستحوذ لعبة فانتازي الدوري الإنكليزي الممتاز على اهتمام قطاع عريض من عشاق منافسات البريميرليغ، ويتسابق أكثر من 11 مليون مشترك لاختيار تشكيلة تضم أفضل اللاعبين، لحصد أكبر عدد من النقاط على مدار موسم كامل.
ويدين الجميع للإنكليزي أندرو وينشتاين، الذي يُنسب إليه الفضل على نطاق واسع في ظهور فكرة "الدوري الخيالي"، المستوحاة من لعبة البيسبول الافتراضية، بعد أن عرضها عليه أحد أصدقاء العائلة في الولايات المتحدة الأميركية.
في تقرير مطول نشرته شبكة espn العالمية، يقول المصدر إن "وينشتاين أدرك أن كرة القدم لم تحقق الاستفادة الكاملة من نظام الإحصائيات، عكس بعض الرياضات الأميركية، لذا شرع في تجميع قاعدة بيانات للاعبين من الدرجة الأولى، تمهيدا لاستخدامها في لعبة خيالية، وكان ذلك في عام 1991، قبل سنة واحدة فقط من انطلاقة البريميرليغ".
كان وينشتاين وقتها يبلغ من العمر 25 عاما ويعمل مبرمج كمبيوتر، ويقول في هذا الصدد "كانت فكرتي نابعة في الأساس من فرط حماسي لكرة القدم، لقد كنت من أشد المعجبين بتلك اللعبة، كانت الرياضة رقم 1 في المملكة المتحدة، أو هكذا كنت أظن".
فكّر وينشتاين في خلق عوامل لجذب الجماهير للانخراط في الدوري الافتراضي، منها جوائز مثل ساعات وإجازات مجانية في المملكة المتحدة، وتطور الأمر حتى شمل تذاكر حضور بعض المباريات في البطولة وأجهزة حاسوب محمولة وغيرها.
بحسب espn، استغرق الأمر من وينشتاين 4 أشهر فقط لوضع نظام تسجيل النقاط في اللعبة، واختار لها اسم Fantasy League، وقرر مكافأة المدافعين وحراس المرمى الذين يحافظون على نظافة الشباك.
وأصر الشاب الإنجليزي المفعم بالحيوية وقتها ألا تقتصر مكافآت المهاجمين على التسجيل فقط، ولكن صناعة الأهداف أيضا على غرار كرة السلة الأميركية، وبمجرد أن استقر على شكل اللعبة قام بنشر الإعلانات على أغلب المجلات الخاصة بكرة القدم في إنكلترا.
في البداية، طلب وينشتاين الحصول على رسوم اشتراك مقابل الانضمام إلى الدوري التخيلي، وربما حاول أن يتلقى دعما ماديا لمشروعه، ويمنح المشتركين كل المعلومات الخاصة لبدء الدوري الخاص بكل منهم.
بدأت الاجتماعات في الحانات وأحيانا قاعات خاصة بالمؤتمرات، وكانت الفكرة هي تجميع فريق تنافسي بميزانية محدودة، عبر اختيار لاعبين للانضمام إلى التشكيل النهائي، مثلما هو الوضع عليه الآن.
كل دوري كان مطالبا بأن يرسل فريقه إلى وينشتاين، وكان الأخير مسؤولا عن تسجيل النقاط وإجراء التبديلات بين اللاعبين كل أسبوع، وكل ذلك من داخل غرفة نوم أخته الكبرى في العاصمة لندن، وكان يجد نفسه غارقا في المكالمات الهاتفية والفاكسات بعد ظهر كل جمعة.
"من الساعة 12 ظهرا وحتى الخامسة عصرا كان الأمر يستمر بدون توقف، الفاكس ثم الهاتف، لكن في الحقيقة كان الأمر ممتعا للغاية، لم أشعر بالاستياء أبدا" هكذا يقول وينشتاين.
المؤكد أن وينشتاين لم يجد الطريق أمامه مفروشا بالورود، لكن مع انتشار الإنترنت على نطاق واسع، وتطور وسائل الإعلام، أصبح الأمر أكثر يسرا لإدارة اللعبة، التي أصبحت في غضون سنوات قليلة جزءا لا يتجزأ من الدوري المصنف الأقوى على مستوى العالم.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة