عودة "أخطر" دوري في العالم

وضعت رابطة الأندية ضوابط صارمة لمواعيد مسابقة الدوري الممتاز من أجل انتظامها بصورة طبيعية خلال الموسم الحالي، لكن الدقيقة الأولى من الموسم شهدت مفارقة جديدة أجلت ضربة البداية ذاتها.

مباراة افتتاح الدوري بين سموحة وحرس الحدود شهدت تعطل سماعات الحكام، ما تسبب في تأخير موعد انطلاق المباراة، ليتندر الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الواقعة التي باتت مألوفة في الدوري المصري.

حكم مباراة الافتتاح، حمادة القلاوي، لم يعرف كيف يتواصل مع زملائه الحكام داخل وخارج الملعب، فاضطر إلى تأجيل انطلاقة المباراة حتى يتم إصلاح السماعات، واستغرف الأمر نحو 8 دقائق ظل خلالها النقل التلفزيوني المباشر يتابع البداية الغريبة للمسابقة ومحاولات الحكام مع الفنيين لإصلاح السماعات.

وفي أول تعليق على الأزمة، قال نائب رئيس لجنة الحكام التابعة للاتحاد المصري لكرة القدم، محمد فاروق، إن تعطيل سماعات الحكام في اليوم الأول للدوري ليس مسؤولية الاتحاد.

واتهم فاروق الشركة المسؤولة عن تشغيل سماعات الحكام في التسبب في هذه الأزمة، ولم يشير إلى حدوث تجارب للسماعات قبل انطلاق الموسم أو مباراة افتتاح الجولة الأولى.

ووعد نائب رئيس لجنة الحكام بعدم تكرار الأزمة من جديد، بعد التواصل مع الشركة، وإصلاح المشكلة التي تسببت في أزمة اليوم الأول لمسابقة الدوري.

وفي أول مباراة كبرى بالمسابقة، كانت الحالات التحكيمية الجدلية حاضرة كالعادة كأحد أبرز ظواهر المسابقة المصرية، حيث شهدت مباراة الزمالك والبنك الأهلي جدلا واسعا باحتساب الحكم محمد عادل 3 ركلات جزاء.

الحكم احتسب ركلتي جزاء للبنك الأهلي، وفي الوقت المحتسب بدلا من الضائع، منح الزمالك لكرة جزاء بعد العودة لتقنية الفيديو ليمنحه الفوز القاتل بنتيجة 3-2، وسط هجوم جماهيري كاسح على مواقع التواصل الاجتماعي على الحكم، حيث اختلف الجمهور على الركلات الثلاثة، وخاصة ركلة اللحظات الأخيرة.

ولأول مرة فوجئ الجمهور الذي يتابع الدوري المصري لأول مرة بوجود لاعب باسم ميسي في فريق زد، يغادر الملعب أثناء مواجهة فريقه ضد الجونة، لكن المفاجأة الأكبر كانت في أن اللاعب البديل أيضا اسمه ميسي.

تبديل مصطفى سعد "ميسي" باللاعب أحمد عادل "ميسي" كان أبرز ما تم تناقله في الجولة الأولى بالدوري المصري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن المواقع الأجنبية الناقلة للمسابقة أشارت إلى خروج ميسي ودخول ميسي آخر.

يُقام الدوري المصري في الموسم الحالي بنظام استثنائي لأول مرة، حيث يقام من دور واحد فقط، مع استبدال الدور الثاني بدورتين منفصلتين لتحديد البطل والهابطين إلى الدرجة الأدنى.

ويُشارك في المسابقة 18 فريقا، على أن يكون الدور الأول 17 أسبوعا، وبعدها ينقسم الدوري إلى نصفين، ليشارك أول 9 أندية في مجموعة من دور واحد لتحديد الفائز باللقب.

على أن تشهد المجموعة الثانية التي تضم الفرق من المراكز 10 إلى 18 منافسة من أجل تحسين المراكز وتجنب الهبوط إلى الدرجة الثانية، حيث سيهبط فريقين، ليتم تقليص أسابيع الدوري إلى 25 أسبوعا فقط بدلا من 34.

وفي المرحلة الفاصلة في المجموعتين، يُشارك كل فريق بعدد النقاط الذي حصده في مباريات الدور الأول، ما يمنح الفرق فرصة المنافسة منذ الجولة الأولى لحصد أكبر عدد من النقاط.

امتاز الدوري المصري بالمواقف الطريفة والغريبة على مدار السنوات الماضية، ربما كان أبرزها في أكتوبر 2016، خلال مباراة الإسماعيلي والنصر للتعدين ضمن الأسبوع الرابع في الدوري.

وشهدت المباراة التي حكمها شريف حسن في الملعب، تصدي للحارس محمد عواد، الذي انتقل للزمالك في بعد، للكرة قبل منتصف الملعب وخارج منطقة جزاء بيده كأنه أمام مرماه.

وبدلا من إشهار الحكم البطاقة الحمراء أو الصفراء للاعب واحتساب الخطأ، استكملت المباراة وكأن شيئا لم يكن، والمفاجأة الأبرز كانت في عدم اعتراض فريق النصر على الخطأ وعدم مطالبتهم بمعاقبة الحارس واحتساب الخطأ، ولم يلوم أي لاعب من الإسماعيلي حارس مرمى فريقه على هذا الخطأ، ليبدو الأمر وكأنه مر سهوا على كل من في الملعب بلا استثناء.

وفي موسم 2023-2024، سجل الدوري المصري أطول مدة لمسابقة دوري، بعدما ظلت المسابقة 335 يوميا في الفترة ما بين سبتمبر 2023 إلى أغسطس 2024.

وكانت واقعة انسحاب الزمالك أمام الأهلي من أشهر أحداث الدوري المصري خلال السنوات الأخيرة، حيث رفض الفريق الأبيض مواجهة الأحمر وتحجج بوجود مشاكل في الحافلة تمنعه من الذهاب إلى الملعب.

النادي الأهلي وقتها ذهب إلى الملعب في فبراير 2020 ونقلت القنوات التلفزيونية الحدث، وفي الوقت نفسه تابع الإعلام حافلة الزمالك، حيث قال رئيس النادي وقتها، مرتضى منصور، إنه في طريقه إلى الملعب لخوض المباراة بالناشئين، قبل أن يعلن في النهاية تعطل الحافلة وعودتها إلى مقر النادي.

اتحاد الكرة وقتها عاقب الزمالك بخصم 3 نقاط في نهاية الموسم مع اعتباره منسحبا، لكن مشاهد وجود الأهلي بمفرده في الملعب دون منافس واصطفاف لاعبيه في منتصف الملعب باتت لا تنسى، خاصة أن نجوم الفريق الأحمر احتفلوا بإعلان انسحاب الزمالك وكأنهم يسجلون الأهداف أمام الكاميرات.

وقبل تطبيق تقنية الفيديو في مصر، قام الحكام في مباراة الأهلي ووادي دجلة بالدوري في موسم 2016-2017 باستقدام شاشات تلفاز قديمة إلى الملعب لمتابعة الإعادات عليها واتخاذ قرارات صحيحة في المباراة.

لقطة متابعة الإعادة على شاشة تلفاز قديمة في الملعب نالت سخطا واسعا وسخرية في الوقت ذاته، قبل أن يعلن بعدها اتحاد الكرة عدم تكرار الأمر حتى يتم استقدام كل معدات تقنية الفيديو وتدريب الحكام عليها.

وكانت واقعة "الشاي بلبن" ضمن أشهر لقطات الدوري المصري، حيث اعتاد المدير الفني المساعد في نادي الزمالك، محمد صلاح، على الجلوس أرضا واحتساء كوبا من الشاي الممزوج باللبن، وكأنه يجلس على مقهي شعبي، وسط اهتمام من المصورين وكاميرات البث التلفزيوني، في لقطة تكررت مرات عديدة.

وبسبب عدم وجود زي متنوع لبعض حراس المرمى، لجأ بعض الحراس إلى ارتداء قمصان أندية أوروبية بلون مخالف عن لون الفريق، وكان أبرزهم محمد عبد المنصف حارس الزمالك المعتزل حاليا، الذي اعتاد الظهور بقمصان عليها شعارات أندية إسبانية وإيطالية.