مبابي 26.. هل يجلس على "عرش بيليه"؟

كتب نجم منتخب فرنسا وريال مدريد الإسباني كيليان مبابي، اسمه بأحرف من نور في سماء كرة القدم العالمية على مدار السنوات الماضية، وتحوّل إلى أحد أفضل نجوم الساحرة المستديرة خلال القرن الحالي.

سطع نجم مبابي عاليا في سن مبكرة، وخطف الأنظار عندما كان بعمر 17 عاما فقط وقت أن كان لاعبا بين صفوف فريق موناكو الفرنسي، ليجذب انتباه عدد من أقوى وأكبر أندية القارة الأوروبية، ومنها ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين.

لكن باريس سان جيرمان نجح في الفوز بخدمات اللاعب مقابل 180 مليون يورو قادما من موناكو، وتحوّل في غضون سنوات قليلة إلى هداف الفريق التاريخي، وأفضل لاعبيه على الإطلاق، رغم أن نجاحاته في "بي إس جي" اقتصرت فقط على الصعيد المحلي، لا القاري.

ويحتفل مبابي، الجمعة 20 ديسمبر 2024، بعيد ميلاده الـ26 بالتزامن مع تتويجه بلقبه الثاني خلال مسيرته الاحترافية مع ريال مدريد، عندما أسهم في فوزه على باتشوكا المكسيكي 3-0 في نهائي كأس القارات للأندية بالعاصمة القطرية الدوحة.

عندما تألق مبابي في سن مبكر، تهيأ الجميع لـ "بيليه الجديد"، ليكون خليفة أسطورة كرة القدم البرازيلية الراحل، الذي أُطلق عليه "الجوهرة السمراء" وتشابه أسلوب لعبهما إلى حد كبير.

المثير أن مبابي سار على درب بيليه في بطولته المفضلة؛ كأس العالم، ولعب الدور الأكبر والأبرز في تتويج منتخب فرنسا باللقب الثاني في تاريخه، خلال نسخة روسيا 2018، وقت أن فاز بجائزة أفضل لاعب شاب في البطولة.

وفي مونديال السويد 1958، أسهم بيليه هو الآخر بدور كبير في فوز منتخب البرازيل بلقبه الأول تاريخيا على مستوى كأس العالم، ليؤكد الجميع أن "مبابي هو وريثه الشرعي في ملاعب كرة القدم".

بعد 4 سنوات ونصف، وتحديدا في قطر خلال شتاء 2022، كان مبابي على وشك قيادة فرنسا للقب المونديالي الثاني على التوالي والثالث تاريخيا، لولا خسارة النهائي بسيناريو درامي ومُثير بركلات الترجيح على يد الأرجنتين، بعد أن سجل 3 أهداف "هاتريك" في التعادل الإيجابي 3-3.

يمتلك بيليه رقما مذهلا وهو اللاعب الأكثر تتويجا بكأس العالم على مر التاريخ بـ3 ألقاب، ويعتقد الكثيرون أن مبابي هو الوحيد المرشح لمعادلة هذا الإنجاز المذهل، لو حافظ على نفس مستواه مع فرنسا خلال النسخ المقبلة.

ونظريا، يملك مبابي فرصة المشاركة في بطولة كأس العالم خلال الـ3 نسخ المقبلة في 2026 و2030 و2034، وفي الأخيرة بالمملكة العربية السعودية سيكون عمره 36 عاما، ولن يكون عائقا أمام قيادة فرنسا في الحدث المونديالي المرتقب.

ظلّ تمثيل ريال مدريد حلما يطارد كيليان مبابي منذ الطفولة، ليسير على خطى قدوته البرتغالي كريستيانو رونالدو أيقونة النادي "الملكي"، وكان النجم الفرنسي قريبا من تحقيقه في أكثر من مناسبة لكنه في كل مرة كان يقرر البقاء مع باريس.

وفي مايو 2024، حسم مبابي أمره أخيرا وأعلن عبر لقاء رسمي رحيله عن بطل فرنسا دون الكشف عن هويته، لكن الأمر لم يكن سرا على أي متابع، وبعد أسابيع قليلة انضم بشكل نهائي إلى ريال مدريد.

وخلال مستهل رحلته مع "الملكي"، أنهى مبابي لعنة عدم التتويج بالألقاب القارية والدولية على مستوى الأندية، واحتاج 8 مباريات خارجية فقط في ريال مدريد بعيدا عن المنافسات المحلية، ليُتوج بكأس السوبر الأوروبي وكأس القارات للأندية.