على الرغم من استعانة جميع أندية كرة القدم بالعلم والإحصاء في عملها، فإن ليفربول يعتبر على مدى واسع بأنه أكثر الأندية إيمانا بهذا الجانب في كرة القدم، وهو أمر رسّخه مدير الأبحاث السابق في النادي إيان غراهام.
ويحمل غراهام درجة الدكتوراة في الفيزياء النظرية، وألف كتابا بعنوان "كيف تفوز بالدوري الإنكليزي".
وينسب إلى غراهام الفضل في اختيار المدرب الألماني يورغن كلوب، بعد مدة قصيرة من إخفاقه الذي أدى لرحيله من بروسيا دورتموند، كما ينسب له أيضا استكشاف لاعبين مثل محمد صلاح وساديو ماني، وفيرجيل فان دايك.
ولا يزال "السيستم" الذي وضعه غراهام في النادي قائما، إذ تشعر إدارة ليفربول، حاليا، بالفخر تجاهه، حيث رشحت شعبة البيانات المدرب أرني سلوت، بعد عملية دقيقة وطويلة أمضتها في دراسة ملفه.
ومن أبرز الحقائق التي يؤمن بها غراهام، أن ذروة اللاعب هي في الـ29 من عمره، ويرى أن أعلى راتب يجب أن يحصل عليه لاعب هو في هذه الفترة، قبل أن تتراجع قيمة ما يحصل عليه تدريجيا، وأيضا مدة التعاقد الجديد.
وساهمت أفكاره هذه، بجانب دراسات علمية عن فترة الذروة بكرة القدم، في اعتماد عدد من الأندية استراتيجية التمديد بعقد لمدة عام واحد لكل لاعب يتخطى سن الـ30، ثم النظر إن كان يستحق عاما آخر.
والشهر الماضي، بدا مدرب ليفربول أرني سلوت وكأنه يود تطمين إدارة ناديه بشأن عدم ندمها على منح صلاح عقد لـ3 أعوام، عندما قال بدون مناسبة إن "صلاح قادر على تكرار مسيرة ميسي ورونالدو، باللعب في القمة حتى سن الـ37"، عطفا على ما يظهره من جاهزية بدنية حاليا.
وأثارت مسألة عقد الـ3 أعوام، مناظرة حادة في قنوات "سكاي سبورتس" أخيرا عندما حذر أسطورة أرسنال بول ميرسون بطريقة "فظة" ليفربول من منح صلاح عقد بـ3 أعوام، وقال إن هذا العقد يمنح للاعبين الاستثنائيين مثل رونالدو وميسي، مشيرا إلى أن صلاح مجرد لاعب عادي.