هذا القرار أثار جدلاً بين رئيس تويتر ومغردين بارزين على منصته، حيث غرد الصحفي بموقع بلومبرغ ماثيو ياغليسياس مازحا، أن قرار الحجب والإغلاق قد يكونا مادة دسمة لتقارير "ملفات تويتر".

ورد عليه ماسك قائلا "هل فقدت عقلك ياغليسياس؟ الخيار هو إغلاق موقع تويتر برمته أو الحد من الوصول إلى بعض التغريدات. أي منهما تريد؟"

عادة ما يتفاعل إيلون ماسك مع مستخدمي تويتر بتغريدات مضحكة أو غريبة تجلب انتباه مختلف وسائل الإعلام عبر العالم.

لكن قرارات ماسك الأخيرة أثارت الكثير من الجدل حيث لاحظ مراقبون أنها تتناقض مع مبادئ احترام حرية التعبير التي أعلن عنها قبل شراء منصة.

وكان ماسك قد غرد سابقا على أن "حرية التعبير هي حجر الأساس لديمقراطية فاعلة، وسيظل تويتر هو الساحة الرقمية المفتوحة، حيث ستناقش الأمور الحيوية لمستقبل البشرية".

لكن الموقع حجب حسابات لسياسيين أتراك قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

لم يعلن موقع التويتر عن سبب حجب المحتوى وإغلاق حسابات بعض الحسابات، لكنه وعد بنشر مراسلة الحكومة التركية بعدما تلقى طلبا بالشفافية من أحد المستخدمين المؤيدين للقرار.

واستباقا لذلك، نشر بزنيس إنسايدر تصريحات للباحث والدكتور توغرولكان إلماس، الذي يتخصص في دراسة التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي في جامعة إنديانا ببلومنجتون، يقول فيها إنه كان يراقب الحسابات التي تم تعليقها وهي حسابات استهدفت من قبل، إذ كانت تنشر محتوى يتعلق بالانتخابات التركية أو بالمعارضة السياسية وكذلك بالمنتقدين للزعيم اليميني في البلاد.

يقول إلماس إن رجل الأعمال الكردي محمد ياقوت كان من بين المعارضين المستهدفين.

وكان ياقوت قد صرح أسبوعا قبل بدء الانتخابات أن حكومة أردوغان متورطة في اختفاء صهره، حسب موقع "توركيش مينوت".

بينما تعرضت حسابات للتعليق بسبب الرقابة التي يمارسها موقع تويتر، يرى إلماس أنه لا تزال هناك بعض الحسابات التي تنتحل شخصيات أخرى والتي تعتبر ممنوعة ويتم حذفها تلقائيا اتباعا لسياسة عمل المنصة.

حساب تحت اسم "علي يشيلداغ" من بين هذه الحسابات و يفيد إلماس أنه قد تكون له علاقة بالحزب الحاكم ومساعيه لتشويه صورة المعارضة لدى الأتراك من خلال نشر صور مفبركة لسياسيين معارضين و هم عراة.

ويضيف إلماس "بما أن الحكومة لم تفرض رقابة على هذا الحساب فهو دليل على عملية مزيفة".

ويرى إلماس أن الحسابات الأربعة أو الخمسة المقيدة على موقع تويتر لن يكون لها تأثير على نتيجة الانتخابات لأن المستخدمين المستهدفين لا يزال بإمكانهم نشر محتواهم على موقعي اليوتيوب وفايسبوك كما يمكنهم استخدام الشبكة الخاصة الافتراضية (VPN) لتجنب الحظر الذي يستهدف عنوان بروتوكول الإنترنيت (IP Address).

هناك مزاعم أن قرار إيلون ماسك بفرض هذا الحظر يتماشى مع مصالحه في تركيا نظرا للفرص الاستثمارية التي تعرضها عليه حكومة أردوغان من بينها بطاريات الليثيوم للسيارات الكهربائية وإطلاق الأقمار الصناعية.

ففي عام 2021، دخل أردوغان في شراكة مع ماسك، مؤسس شركتي "تيسلا" و"سبيس إكس" الأميركيتين، بملايين الدولارات لتطوير بطاريات المركبات الكهربائية وتكنولوجيا الفضاء.

بعد سنتين، في 2023، تم إطلاق أول قمر صناعي تركي للمراقبة المحلية والوطنية بمساعدة صاروخ فالكون 9 الذي صنعته شركة سبيس إكس التابعة لماسك.

بينما تظل التفاصيل المالية للصفقة غير معروفة، يفيد موقع Space.com أن رحلة صاروخ واحدة تكلف حوالي 62 مليون دولار أميركي.

لضمان استدامة هذه العلاقة الربحية، يتحرك ماسك اليوم لدعم صديقه أردوغان في الفوز بالانتخابات الرئاسية، من خلال حجب محتوى تويتر المناهض لرجل تركيا القوي. هكذا يفسر العديد من المراقبين قرار ماسك الأخير والمثير للجدل.

لا تعد الانتخابات التركية الوحيدة التي يغلق فيها إيلون ماسك بعض الحسابات، بل سبقه قبل ذلك غلق حسابات لصحفيين يعملون في نيويورك تايمز وواشنطن بوست وشبكة سي إن إن. كما سبق أن أغلق حسابا يتتبع طائرته الخاصة والذي كان يتابعه أكثر من نصف مليون مغرد.