ما يميز هذه الأكياس أنها قابلة لإعادة التدوير، حيث يقوم طاقم المحطة بإعادة تعبئة مياه الشرب فيه لاستخدامه كقارورة ماء يشربون منها.

ولكن هناك مخلفات يصعب التعامل معها على ارتفاع شاهق من الأرض، فما هي المواد التي يعمل رواد الفضاء على إعادة تدويرها وكيف؟

قبل أعوام قليلة فتحت ناسا باب استقبال اقتراحات لإعادة التدوير في الفضاء، وقالت إنها تحتاج تقنيات جديدة تمكنها من إعادة تدوير كميات أكبر من النفايات التي ينتجها رواد الفضاء على متن مركباتهم.

تحتاج مهام استكشاف الفضاء البشرية طويلة الأمد إلى القمر والمريخ إلى حلول لإدارة القمامة والنفايات الأخرى التي يولدها الطاقم.

ويعمل مشروع "الحد من لوجستيات أنظمة الاستكشاف المتقدمة" التابع لوكالة ناسا على تطوير تقنيات لتخفيف المشكلات المتعلقة بالنفايات.

وبحسب الوكالة، فإن أربعة رواد فضاء يولدوا 2500 كيلوغرام من النفايات غير القابلة للتدوير خلال مهمة مدتها عام.

وتشغل النفايات مساحة كبيرة وتشكل خطرًا على سلامة الطاقم من المخاطر البيولوجية والفيزيائية.

حسب موقع وكالة ناسا، توضع مقتنيات رواد الفضاء وطعامهم وشرابهم في علب مخصصة بحيث يعيد الرواد استخدام العلب الفارغة طوال مدة إقامتهم في الفضاء.

أما بالنسبة للفضلات وما لا يمكن الاستفادة منه بشكل مباشر فإن محطة الفضاء الدولية والمركبات الفضائية تحتوي على مفاعل عالي الحرارة يتم وضع النفايات بداخله فتتحول إلى مصدر لمواد وغازات.

تتم العملية من خلال وضع قطع صغيرة من القمامة في المفاعل الذي يقوم بمعالجة هذه القطع، بحيث يقسم النفايات إلى ماء وأوكسجين وغازات أخرى يمكن للطاقم استخدامها، أو على الأقل يقلل هذا المفاعل من حجمها ووزنها في المحطة.

في ٢٠٢١ أعلنت وكالة ناسا عن إضافة قطعة جديدة في المفاعل تحول بول رواد الفضاء إلى ماء يستفيدون منه.

تعتمد طرق التخلص من النفايات التي لا يمكن على معالجة النفايات يدويًا، ويقوم رواد الفضاء بهذه المهمة ويتلقون تدريبات مخصصة لذلك على الأرض قبل أن يسافروا لما بعد الغلاف الجوي.

تتم هذه العملية عن طريق وضع النفايات في أكياس ثم تحميلها على مركبة مخصصة للتخزين على المدى القصير، والتي تقذف النفايات بعد وقت معين نحو الأرض فتسقط النفايات في البحر باحتمال قليل.

أما الاحتمال الأكبر هي أن تحترق في الغلاف الجوي. لكن هذه الطريقة غير نافعة للمهام التي يكون مدارها منخفض باتجاه الأرض.

بحسب وكالة الفضاء الأوروبية تحلق محطة الفضاء الدولية على ارتفاع 400 كم من الأرض بسرعة تتحدى الجاذبية حرفياً بحيث تصل سرعتها ل 28800 كم / ساعة، أي أنها تستغرق ٩٢ دقيقة فقط لتدور دورة كاملة حول الأرض وبذلك يشهد رواد الفضاء الذين يعملون ويعيشون في المحطة 16 شروقًا وغروبًا كل يوم. وحسب ناسا، مشروع محطة الفضاء الدولية مشروع عالمي تشترك فيه ١٥ دولة منها أميركا وبريطانيا وفرنسا وغيرها.