تكنولوجيا

كرة القدم وAI.. تحولات كبيرة والمدرب المساعد ضحية محتملة

نشر

.

Mussab Gasmalla

خيم الوجوم على جماهير أتالانتا الإيطالي وكل من تابع مباراته أمام إمبولي في أبريل 2019 بالكالشيو، وهي المباراة التي لم يجد لها البعض تفسيريا حتى الآن، بسبب السيناريو الغريب الذي سارت عليه وانتهت بنتيجة مغايرة له تماما.

وفرض أتالانتا سيطرة كاملة على الملعب، وسدد 47 تسديدة على مرمى إمبولي، 17 منها مباشرة نحو المرمى، و7 تسديدات من داخل المنطقة، كل ذلك، مقابل 3 تسديدات فقط من إمبولي، لكن المباراة انتهت بالتعادل السلبي، رغم أنها بحسبة الأهداف المتوقعة يفترض أن تنتهي بسداسية نظيفة لأتالانتا.

وحطمت تلك المباراة الرقم القياسي في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، إذ بات أتالانتا أول نادي يهمين بتلك الصورة والأرقام ويفشل في الفوز بمباراة، وبعد اللقاء علق مدرب أتالانتا غاسبريني بأنها مباراة انتهت بسوء طالع، لكنه بالمقابل، واجه انتقادات عدة.

ومن أبرز الانتقادات الموجهة له هي افتقاده للخطة (ب)، إذ لم يقم بإدخال لاعبين قادرين على استغلال نقاط الضعف في إمبولي، والآن بعد مرور أعوام على المباراة المثيرة، وما خلفته من تساؤلات يبدو أن الذكاء الاصطناعي في طريقه لحلها إلى الأبد.

انفتاح إنكليزي

بحسب "ذا تايمز" البريطانية، فإن غالبية أندية الدوري الإنكليزي الممتاز البريمييرليغ باتت تستعين بأنظمة الذكاء الاصطناعي في عدد من المجالات، أبرزها التدريب، وتحليل الأداء، واكتشاف المواهب.

ويعتبر برينتفورد ومدربه توماس فرانك أحد أكثر المهتمين بالذكاء الاصطناعي، إذ يستخدم خوارزيميات، لتطوير جوانب معينة لدى لاعبين لا يعتبرون من ضمن النخبة، إذ يقوم هذا البرنامج بتحليل أبرز نقاط القوة والضعف لديهم، ليقوم المدرب بمعالجتها، وتحويل اللاعب إلى نجم لا يشق له غبار.

ومن أبرز نتائج هذه التقنية المستويات المبهرة والمستقرة لبرينتفورد في الموسم الأخير بالبريمييرليغ، والذي يعتبر الفريق الوحيد في الدوري الإنكليزي الممتاز هذا الموسم، الذي هزم مانشستر سيتي ومدربه بيب غوارديولا ذهابا وإيابا، فيما احتل الفريق المركز التاسع.

وبدوره، تعاقد ليفربول مع أحد برامج الذكاء الاصطناعي المنتجة من قبل غوغل، وهو غوغل ديب مايند، وذلك من أجل تعزيز سبل تحليل أداء لاعبيه.

أما تشيلسي، فتعاقد مع برنامج أيه إي سكاوت، وهو برنامج ذكاء اصطناعي ينطلق من تعلم الآلة، لتطوير المزيد من الخطط التكتيكية، والتدريبات والبدنية، وذلك على قرار برنامج "تشات جي تي" الرائد حاليا، والذي يكون محتواه عبر التعلم من مستخدميه.

أما مانشستر سيتي فدخل منذ 2013 في شراكة مع غوغل ريسيرتش من أجل تطوير برنامج ذكاء اصطناعي خاص يستعمل تقنية الواقع الافتراضي لتعليم لاعبيه مهارات معينة.

دفعة من الدراما

على الرغم من الإقبال الكبير من أندية الدوري الإنكليزي الممتاز في الآونة الأخيرة على الذكاء الاصطناعي، وأيضا دخول أندية أخرى مثل يوفنتوس وريال مدريد وباريس سان جيرمان، التي تستخدم في أكاديمياتها برامج تدريب عبر نظارات الواقع الافتراضي، فإن استعانة كرة القدم بالذكاء الاصطناعي يبدو ضعيفا نوعا ما.

ويعود السبب وراء ذلك إلى التعقيد الكبير الذي يسم كرة القدم، فهي تعد أحد أكثر الألعاب امتلاكا للاعبين المؤدين على مسرحها 22 لاعبا غير البدلاء داخل الملعب في المباراة الواحدة، إلى جانب تعدد البطولات في الدولة الواحدة، وهذا بدوره ينتج كما هائلا من البيانات يصعب التعامل معها.

بدورها، تبدو الألعاب الأخرى سابقة لكرة القدم في توظيف الاذكاء الاصطناعي، والتقنية المتقدمة بشكل عام، وأبرز دليل على ذلك هو استعانتها كرة القدم بتقية الفار في 2018، رغم أن هذه التقنية تستخدم في الكريكت على سبيل المثال منذ 2004.

أما الدافع الأكبر لكرة القدم، بحسب ذا تايمز، فتولد بعد صدور فيلم موني بول في 2011، والذي يدور حول فريق أوكلاند أثلاتيكس الأميركي للبيسول، حيث يحاول المدير العام للفريق بيلي بين تجميع فريق تنافسي عبر استخدام الذكاء الاصطناعي، قبل أن ينجح في ذلك، ويحقق الكثير من النجاحات الملهمة.

الاختراق الكبير يهدد المدربين المساعدين

بالعودة إلى مباراة أتالانتا ضد إمبولي (غريبة الأطوار)، تركزت غالبية الانتقادات على المدرب غاسبريني، وطاقمه المعاون، لجهة فشلهم في قراءة إمبولي كما يجب.

ويتكون الهرم الحالي لإدارة كرة القدم داخل الملعب، تراتبيا من مدرب الفريق، وهو صاحب الكلمة الفصل فيما يدور في الملعب، إلى جانب مدربين مساعدين، مهمتهم تقديم النصائح للمدرب في اللحظات الحرجة من المباراة، إلى جانب محلل الأداء، وهي وظيفة انتشرت مؤخرا، لشخص يتابع أداء اللاعبين داخل الملعب على شاشة كمبيوتر لوحي، من أجل تقديم رؤية مستندة على الأرقام للمدرب ومعاونيه.

ويبدو أنى الذكاء الاصطناعي في طريقه إلى قلب موازيين التركيبة الحالية، إذ يعمل باحثون في غوغل ديب مايند على تطوير تقنية تعرف بـ تقنية المدرب المساعد، على غرار تقنية حكم الفيديو المساعد الفار.

وستكون هذه التقنية فريدة للغاية، إذ ستقوم بتحليل الفريقين داخل الملعب وليس فريق مدرب الفريق الذي يستعملها، لتقدم تقاريرها وتحديثاتها أول بأول للمدرب.

وعلى سبيل المثال، ستركز التقنية على ظهيري الفريق الخصم، قبل أن تخبر المدرب، بأن: (الظهير الأيسر في الفريق الخصم، بدأت سرعته تتباطأ بنسبة 20%، منذ خمسة دقائق تقريبا، ليقوم على إثرها بإقحام جناح أيمين سريع، من أجل استغلال هذه الثغرة.

ويمكن أن تهدد هذه التقنية مستقبل المدرب المساعد في الفرق، ليصبح الهرم مكونا من مدرب ومحلل أداء يشرف على هذه التقنية.

تغيير في طريقة التعاقدات

يعتبر التحدي الآن أمام الذكاء الاصطناعي هو الكم الهائل من البيانات في كرة القدم، وصعوبة "أتمتتها"، حتى يقوم بالتعامل معها.

"نعم هنالك قاعدة ضخمة من البيانات الآن، لكن الذكاء الاصطناعي في طريقه للتعامل معها عبر برامج وتطبيقات محددة"، هكذا علق جيل ليندرز الباحث في شركة إس سي غي سبورتس الهولندية، التي تعمل مع ليدز يونايتد الإنكليزي، لـ"ذا تايمز"

وسينعكس حجم هذه البيانات على نمط وطريقة اكتشاف وتسجيل اللاعبين، والتي تعتمد الآن على إحصاءات للاعب، إلى جانب تزكية من الكشاف الذي يذهب ويراقب الموهبة المرصودة.

أما التغيير الحقيقي فسيكون، هو مقدرة الذكاء الاصطناعي على استكشاف موهبة متوسط الدفاع، من أول 5 تمريرات في مباراة يخوضها، إذ يقوم بمقارنة تلك التمريرات مع آلالاف التمريرات في مواقف مشابهة، مع توفير أبرز النتائج التي ترتبت عليها، سواء كانت إيجابية أو سلبية، قبل أن تمنح تقييما بإمكانية نجاحه من عدمها.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة