رغم حالة النجاح التي حققها تطبيق تشات جي بي تي، وما لحقه من تطور للشركة المعنية بمجال الذكاء الاصطناعي، فإن الأمر لم يخل من التوتر بين سام ألتمان والباحث في مجال الذكاء الاصطناعي إيليا سوتسكيفر، أحد مؤسسي الشركة.

إيليا شعر بقلق متزايد من أن تقنية OpenAI يمكن أن تكون خطيرة، وأن ألتمان لا يولي اهتماما كافيا حول هذا الأمر، وفقا لما أوردته مصادر مطلعة لصحيفة نيويورك تايمز.

الأمر لم يتوقف عند ذلك، فقد شعر الباحث المرموق أن دوره في الشركة الكبيرة تراجع، لتتصاعد المواجهة وتصل أوجها يوم الجمعة بفصل ألتمان عبر 4 من أعضاء من أصل 6 يشكلون مجلس الإدارة بقيادة سوتسكيفر.

قرأ سوتسكيفر نصا في الاجتماع يشبه إلى حد كبير ما نشرته الشركة حول الأمر، الذي جاء فيه أن ألتمان "لم يكن صريحا باستمرار في اتصالاته مع مجلس الإدارة، ما عاق قدرته على ممارسة مسؤولياته".

لم يكن غريغ ضمن المدعوين لاجتماع مجلس الإدارة، ذلك لأنه -لاحقا- أخبر بعزله من مجلس الإدارة مع الإبقاء عليه داخل الشركة، وهو ما عبّر عنه بالصدمة، ولاحقا بإعلان استقالته.

ساعات قليلة فصلت بين قرار إدارة أوبن إيه آي، بفصل ألتمان وسعيه لعرض إنشاء شركة جديدة بالتعاون مع رفيقه غريغ بروكمان، فقد قضيا مساء الجمعة في رسم الخطوط العريضة للشركة الجديدة.

لم يتوقف الأمر عند ذلك فقد أعد سام وغريغ قائمة بالموظفين المزمع ضمهم من شركتهم القديمة، لا سيما مع استقالة ما لا يقل عن 3 موظفين بعد الاستغناء عن ألتمان، بحسب نيويورك تايمز وذا إنفورميشن.

بعض المستثمرين في مجال التكنولوجيا سارعوا لإعلان دعم ألتمان، أبرزهم ألفريد لين، أحد المستثمرين في شركة سيكويا كابيتال، المساهمة في أوبن إيه آي وأول شركة ناشئة أنشأها ألتمان نفسه، وهي شركة Loopt، إذ أعرب عبر موقع التواصل الاجتماعي "إكس" عن تطلعه إلى "الشركة التالية التي ستغيّر العالم" بقيادة المُقال.

بينما يناقش ألتمان عودته المحتملة إلى أوبن إيه آي بعد 24 ساعة فقط من الاستغناء عن خدماته، إذ يشترط تحسين هيكل إدارة الشركة، يفكر في المشروع الجديد، إذ يتحدث على جانب آخر مع باحثين موالين له عن كيفية بدء شركة جديدة للذكاء الاصطناعي.

وتشير مصادر إلى أن المستثمرين في الشركة، بما في ذلك أكبر داعم لها مايكروسوفت، يناقشون احتمال الضغط على مجلس الإدارة لإعادة ألتمان إلى منصب الرئيس التنفيذي، خوفا من النزوح الجماعي للمواهب من دونه، بحسب ما أفادت رويترز.

وعلى طريقة صفقات كرة القدم، خطفت شركة "مايكروسوفت" سام ألتمان، إذ أعلن الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا في منشور على منصة إكس، تعيينه، قائلا: "سينضم سام ألتمان وغريغ بروكمان -الرئيس السابق للشركة- وآخرون، إلى مايكروسوفت، لقيادة فريق بحث جديد في مجال الذكاء الاصطناعي المتقدم".

وكانت شركة "ثريف كابيتال" المستثمر الأكبر في "Open AI" قد هددت إلى جانب مايكروسوفت بسحب استثماراتهما من الشركة حال عدم عودة ألتمان وبروكمان، بحسب شبكة "بلومبرغ" الأميركية.

مايكروسوفت أعلنت العام الماضي ضخ 13 مليار دولار أميركي في أوبن إيه آي كدفعة استثمار أولى، مع دمج خاصية "تشات جي بي تي" في العديد من مشروعاتها المستقبلية، قبل أن تتدخل بصورة مباشرة للتحفظ على قرار طرد ألتمان والضغط لعودته، ما يضع مستقبل الشركة في خطر.

وعيّنت شركة "Open AI" ميرا موراتي، صاحبة الـ34 عاما، مديرة تنفيذية مؤقتة خلفا لسام ألتمان، وهي عملت مهندسة في شركة السيارات الشهيرة "تسلا"، ولديها خبرات عميقة في تطوير المنتجات وإدارتها.

وعملت ميرا على "تشات جي بي تي" في إصدارات 3.5 و4 والإصدار الأحدث 4 تربو، وكانت تدير أيضا الفرق التي تعمل على تشغيل التطبيق، وتطبيق "دال إى" الذي يصنع الصور بالذكاء الاصطناعي، وتطبيق "وسبر" الذي يحول الكلام إلى أوامر.