الكشف عن ثغرات خطيرة ونصائح لحماية حسابك

دهيني، 24 عاماً، أوضح أن شركة Revolut لديها ملايين المستخدمين، وعملنا على اكتشاف ثغرة أمنية لديها. في البداية قمنا بتصنيف خطورتها على أنها متوسطة، لكن فور إبلاغ الشركة بها، بادرت الأخيرة لاعتبارها عالية الخطورة، بحسب ما أخبر بلينكس.

من جهته، يقول بدران، 25 عاماً، إن تلك الثغرة كادت تؤثر بشكل غير مباشر على التعاملات المالية، كما أنه من الممكن أن تشكل خطراً على بيانات المستخدمين الخاصة أو الرقمية، وأضاف "إزاء ذلك، تحركت الشركة فوراً وعملت على تطويق الثغرة بالاشتراك معنا".

بحسب دهيني، فإن الشركة تمنع الغوص أكثر في تفاصيل تلك الثغرة، كونها تمنع مشاركة أي معلومات بشأنها لأسباب تتعلق بها.

يتحدث بدران عن نشاطه مع زميله دهيني في اكتشاف ثغرات أمنية لدى شركات عالمية مثل فيسبوك، ولينكد إند، وغوغل وغيرها، ويقول "منذ أكثر من 6 سنوات، بدأنا في تحديد تلك الثغرات، وكنا نبّلغ بها الشركات ضمن برنامج الباحثين الأمنيين".

وأكمل "عندما تتثبت الشركة من وجود الثغرة، إما تقدم مكافآت مادية أو معنوية، ويمكن لأي شخص لديه خبرة في الأمن السيبراني الانخراط في البرنامج وإبلاغ الشركات بالثغرات التي يجري اكتشافها".

في حديثه مع بلينكس، يكشف دهيني أن معظم المتخصصين في الأمن السيبراني حول العالم، يسعون لإرساء نظرية أن الأمن السيبراني لا يرتبط فقط بقرصنة الحسابات الإلكترونية، بهدف الوصول لثغرة وتحصيل الأموال.

ويردف "التوجه الأساسي هو أن تكون هناك مساهمات إيجابية في تعزيز الأمن السيبراني، ومن خلالها يمكن تحصيل الأموال أو المكافآت وليس من خلال السرقة".

وكالة أسوشيتد برس ذكرت في تقرير سابق لها أنه ستكون هناك أكثر من 3.5 مليون وظيفة شاغرة في مجال الأمن السيبراني عام 2025.

بحسب التقرير، فإن عدد تلك الوظائف الشاغرة ارتفع بنسبة 350 % منذ العام 2013، إذ كان حينها يقتصر فقط على مليون وظيفة، علماً أن 750 ألفاً منها موجود في الولايات المتحدة الأميركية.

مجلة "فوربس" الأميركية قالت في تقرير آخر إن الخسائر المالية الناجمة عن الهجمات السيبرانية حول العالم ستصل إلى 10 تريليون دولار في العام 2025، وهو رقم يصفه دهيني بالضخم جداً.

بالنسبة لدهيني، فإنّ لبنان هو من البلدان المتأخرة في مجال الأمن السيبراني.

يشرح: "الاختراقات التي حصلت سواء في وزارة الشؤون الإجتماعية أو في مجلس النواب أو حتى في مطار بيروت، لا تكون إلا وفق واحدةٍ من آليتين أساسيتين وهما: Social Engineering (الهندسة الإجتماعية) أو عبر الـAbusing Security Bugs (استغلال الأخطاء الأمنية).

يوضح دهيني أن الآلية الأولى تكون من خلال التحايل على الموظفين التقنيين داخل المؤسسة عبر طرق عديدة للوصول إلى أنظمة التشغيل التي يقومون بإدارتها، في حين أن الثانية تمكن المقرصن من استغلال ثغرات أمنية بعد البحث عنها للقيام باصطياد الهدف.

كذلك، هناك آلية أخرى متمثلة بالخرق الداخلي، أي أن موظفاً يكون هو المسؤول عن الخرق من خلال خطوات تقنية يقوم بها.

يقول دهيني إنّ ما يساعد لبنان حالياً على جعله بعيداً قدر الإمكان عن الخروقات السيبرانية الكبرى هي أن معظم بياناته ما زالت على الورق، أي أنه لا استثمارات كبرى في مجال تخزين المعلومات والبيانات عبر الإنترنت.

طالما أن بيانات الأشخاص باتت مرتبطة بالإنترنت، فإن الأمن السيبراني بات مطلوباً بدرجة عالية لحمايتها.

لذلك، بات اهتمام الكثيرين بهذا المجال كبير، ولتأسيس معرفة كافية في هذا الإطار، أنشأ دهيني مع إختصاصيين آخرين أكاديمية للأمن السيبراني تدعى semicolon.

يلفت دهيني إلى أن الأكاديمية باتت تضم أكثر من 2000 شخص، ومن خلالها تم الدخول إلى جامعات لبنانية كثيرة للتوعية بأهمية الأمن السيبراني، وإجراء تدريبات في هذا الإطار لمختلف الفئات الشبابية.

يقدم دهيني عبر بلينكس 4 نصائح أساسية في مجال الأمن السيبراني وهي:

1- دراسة أسس هذا المجال والتدرب على كل ما يتعلق به عبر اختصاصيين والابتعاد عن القرصنة غير القانونية.

2- على أي شركة أو جهة حكومية تدريب موظفيها على أساسيات وتقنيات الأمن السيبراني تلافياً لأي خروقات.

3- التقيد دائماً بتحديث الأنظمة ومواكبة أي تغييرات في أسس الحماية.

4- إجراء اختبارات حقيقية للاختراقات عبر متخصصين من أجل كشف الثغرات الأمنية ومعالجتها.