من التجسس إلى التحكم.. "فولت تايفون" قرصنة صينية تقلق الغرب

أكدت شركة "مايكروسوفت" الرائدة في مجال التكنولوجيا، في بيان تحذيري نشره موقعها الرسمي، أن "Volt Typhoon" تم اكتشاف أنشطتها السرية، بصورة رسمية، في منتصف عام 2021.

وقالت إنها تتخذ من الصين مقرا لها، وتستهدف مؤسسات البنية التحتية الحيوية في جزيرة غوام الأميركية وأماكن أخرى في الولايات المتحدة.

وتعتمد "فولت تايفون" نهجا جديدا، إذ تستهدف التجسس، مع الحفاظ على إمكانية الوصول دون أن يتم اكتشافها أو معرفة ضحاياها، لأطول فترة ممكنة، قد تصل لسنوات.

قالت وكالة الأمن القومي الأميركية ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي، إن المجموعة المعروفة باسم "فولت تايفون" اخترقت بهدوء شبكات الطيران والسكك الحديدية والنقل الجماعي والطرق السريعة والبحرية وخطوط الأنابيب ومنظمات المياه والصرف الصحي.

ولم يتم تحديد أي من المنظمات بالاسم، لكن البيان قال إن مسؤولي المخابرات الأميركية لاحظوا أن المتسللين "يحافظون على الوصول، ووضع موطئ قدم داخل بعض بيئات تكنولوجيا المعلومات الضحية لمدة 5 سنوات على الأقل"، بحسب صحيفة "غارديان" البريطانية.

وفي هذا السياق، قالت مايكروسوفت إن المجموعة الصينية تستهدف بصورة عامة قطاعات الاتصالات والتصنيع والمرافق والنقل البري والبناء والنقل البحري وتكنولوجيا المعلومات والتعليم، وإن لدى المجموعة القدرة على تعطيل البنية التحتية الحيوية للاتصالات بين الولايات المتحدة وبعض دول آسيا.

الخطير في الأمر، ما طرحته وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية من احتمال استخدام "فولت تايفون" وصولها إلى الشبكة لتحقيق تأثيرات مدمرة، حال حدوث توترات جيوسياسية محتملة أو صراعات عسكرية.

وتؤكد الوكالة أن هناك تهديدا مباشرا للبنية التحتية الحيوية في كندا من المجموعة التي ترعاها الصين، وإن كانت بشكل أقل من جارتها الأميركية، إذ ستتأثر حال حدوث أي تعطيل في الجانب الأميركي لارتباطهما عبر الحدود.

وقال مسؤول كبير في الوكالة، إريك جولدستين، لـ"رويترز": "نحن قلقون للغاية بشأن النشاط السيبراني الخبيث من جانب المجموعة التي ترعاها الصين والتي تطلق عليها (فولت تايفون)، ونعمل بكل جهد على تقويضها".

بعد أن عطّل المسؤولون الأميركيون شبكة الروبوتات الخاصة بـ"فولت تايفون"، لاحظ الباحثون في شركة "بلاك لوتس لاب"، المتعاقدة مع الحكومة الأميركية، أن المجموعة كانت تغير تكتيكاتها، وتعيد استغلال الأجهزة التي تم اختراقها سابقًا والتي تشمل خوادم وكاميرات مراقبة.

وتمكنت شبكة الروبوتات بالمجموعة من اختراق 32% من أجهزة نت جير برو سايف، البالغ عددها 6 آلاف و613 جهازًا والمتصلة بالإنترنت، التي تعمل على حماية أنظمة البنى التحتية.

وبرر الخبراء استخدام تلك الأجهزة القديمة قائلين: "كمية كبيرة من الأجهزة القديمة تُعد عمومًا منتهية الصلاحية ولم تعد مؤهلة لتلقي تعديلات الحماية، ولكنها تظل متصلة بالإنترنت، لأنها لا تزال تؤدي أداءً جيدًا للمستخدمين، ولكن هذا يجعلها هدفا مثاليا للهجمات المستقبلية".