استنفاد البطارية.. أحدث الحلول لتجنب إدمان الهاتف

فانيسا سوتو، 31 عاما، صرحت لموقع دايلي بيست الأميركي أنها تشعر بالراحة عندما تنقطع الإشعارات الصادرة من هاتفها.

ومن جهتها، تحكي نيكي دونلاب،31 عاماً، أنها تترك هاتفها يتوقف عن العمل من مرتين إلى 4 مرات في الأسبوع. وأضافت "أفعل ذلك لأنني أشعر أن هناك قيدًا حول معصمي يتصل بهاتفي. أشعر بالحماس الزائد والإرهاق عندما أعرف أن أشخاصا قد أرسلوا لي رسائل نصية أو اتصلوا بي، وأنهم ينتظرون مني الرد. أشعر بأنني مضطرة للرد بمجرد تلقي الإخطار".

غادة عبد الرحمن، 21 عاما، من البحرين تحدثت مع ديلي بيست عن تعمدها استنفاد بطارية هاتفها، لا سيما عندما تكون بصحبة أفراد أسرتها. تضيف غادة أن في هذه الحالة، يمكن لأفراد أسرتها إخبارها بأي أمر طارئ.

على عكس ذلك، لا تستنفد الشابة المغربية رانيا فضلي بطارية هاتفها، لكنها تفضل إيقاف جميع التنبيهات والاشعارات حتى تقرأ رسائلها في الوقت الذي يناسبها.

تقول رانية لموقع بلينكس إن أصدقاءها يتفاعلون بشكل كبير مع منشوراتها، وهو ما تراه بمثابة "نعمة"، لكنها تعترف في نفس الوقت أنه في بعض الأحيان يصعب عليها التعامل مع الكم الهائل من الإشعارات التي تصلها كل ثانية، وهو ما جعلها تقرر تعديل ضبط هاتفها الذكي.

يوجد بالعالم 3.8 مليار مستخدِم للهواتف الذكية، يعاني 6.3٪ منهم من النوموفوبيا، أو رهاب فقدان الهاتف الذكي.

ويعتبر الرهاب نوعا من الإدمان السلوكي على الهواتف الذكية حيث تتسبب الإشعارات التي تصدر من التطبيقات في إفراز هرمون الدوبامين الذي يعمل كمحفز للشعور بالسعادة.

وتستهدف شركات التكنولوجيا هذا الهرمون بالتحديد لجلب عدد أكبر من المستخدمين، وفقا لما صرح به نائب رئيس قسم نمو المستخدمين في شركة فيسبوك، شاماث باليهابيتيا، خلال محاضرة أمام طلاب جامعة ستانفورد الأميركية.

يحس باليهابيتيا بـ "الذنب" إزاء الطريقة التي يتم بها استغلال مستخدمي الهواتف الذكية وتطبيقات التواصل الاجتماعي لأنها تستهدف نفس الدوائر العصبية التي تستخدمها ماكينات القمار والكوكايين لإبقاء المستخدمين قدر الإمكان.

كشفت دراسة علمية أجراها مجموعة باحثين أميركيين أن القدرات الإدراكية للأفراد تتأثر بمجرد وجود هاتف ذكي على مرأى منهم، مقارنة مع وضعه في الجيب أو الحقيبة أو غرفة أخرى.

وتتأثر القدرة الإدراكية من خلال تقليص سعة الذاكرة العاملة، التي تقوم بحفظ المعلومات واستخدامها في الوقت المناسب، والذكاء المسؤول عن التحليل وحل المشكلات.

دراسة أميركية أخرى قامت بتحليل شامل لدراسات عن تأثير الهواتف الذكية على التعلم أكدت أن استعمال الهواتف الذكية يؤثر على التحصيل العلمي للطلاب في الجامعات ويهوي بمعدلاتهم التراكمية بشكل ملحوظ.

في السنوات الأخيرة، باتت فاتورة الإدمان على الهواتف الذكية أكثر وضوحا إذ أظهرت دراسة أجريت بجامعة هارفرد أن الهواتف تزيد من مستويات القلق والاكتئاب وسوء جودة النوم.

ويضيف موقع مركز الإدمان إلى لائحة الأعراض السلبية الضغط العصبي واضطراب نقص الانتباه واضطرابات نفسية والوحدة وتدهور العلاقات الاجتماعية.