5 أسئلة تحسم مصير الصحافيين في عالم الـAI

يجيب ديفيد كاسويل "لا نعرف بعد، لكن الأمور أصبحت أكثر وضوحاً: سيتم إنشاء المزيد من الوسائل الإعلامية التي تعمل بواسطة الآلات، التي تجمع لإنتاج المحتوى بالصوت والفيديو والنص".

وهذا تغيير جوهري في نظام تداول المعلومات، والصحافة على وجه الخصوص، وهو ما يختلف تماما عن النظام القائم حالياً، حسب ما يقول كاسويل.

عن توقعه للفترة المتبقية أمام الصحافيون، يتوقع: "ربما سنتين أو أربع أو سبع سنوات، لكني أعتقد أن التحول سيكون أسرع في ظل المستويات الحالية".

ما قد يؤخر هذا التحول لبعض الوقت قد تكون العقبات القانونية أمام أدوات الذكاء الاصطناعي، بحسب كاسويل، كما أن عادات الاستهلاك للأشخاص والصحافيين تؤدي أيضاً إلى إبطاء العملية. ولكن ليست هناك حاجة لأجهزة جديدة، ولا حاجة للخبرة الفنية أو الكثير من المال لإنتاج المحتوى. كل ما شكّل حواجز في الجيل الأول من الذكاء الاصطناعي لم يعد موجوداً بفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي.

ثمّة فئة من الأدوات تسمح بتدفق للمحتويات عبر الذكاء الاصطناعي، وتُستخدم على سبيل المثال في الدنمارك من جانب مجموعة "جي بي/بوليتيكنس" لزيادة كفاءة المحتوى الصحافي.

وهذا الأمر مفيد للمرحلة اللاحقة في العملية الانتقالية للنموذج النهائي، فمثلا تعمل غوغل على إنشاء أداة جينيسيس، Genesis، والتي يتم اختبارها في الولايات المتحدة حاليا.

تتعلم أداة جينيسيس من خلال ملفات بي دي إف، PDF، والنسخ والتسجيلات الصوتية ومقاطع الفيديو، وتستطيع المساعدة في التحليل والتلخيص والكتابة.

فماذا يكون دور الصحافي بوجود هذه الأداة؟

يعمل فقط في مرحلة تنسيق المحتوى والتحقق منه، وأصبحت مهمته حاليا "إدارة الأداة"، بحسب كاسويل.

في العقد الماضي، كانت صناعة الصحافة مكلفة للغاية، يشرح كاسويل: "كان عليك إنشاء مخزن بيانات، وإبرام اتفاقية مع أمازون أو غوغل كلاود، وتوظيف خبراء ومهندسين، وكان ذلك استثماراً كبيراً، فقط مؤسسات مثل بي بي سي، أو نيويورك تايمز أو هذا النوع من المؤسسات الصحافية الكبرى يمكنها تحمل مثل هذه التكاليف".

لم يعد هذا الحال مع الذكاء الاصطناعي التوليدي، فمن الممكن إدارة تدفق المعلومات من خلال أداة مدفوعة مقابل 20 دولاراً شهرياً، دون الحاجة لكتابة "الأكواد"، كل ما يتطلبه الأمر هو الدافع والحماس والفضول. وبالتالي يمكن للأشخاص غير المتخصصين استخدام هذه الأدوات اليوم.

"الذكاء الاصطناعي موجود منذ خمسينات القرن الماضي. ولكن بالنسبة للتطبيقات العملية، ظهر الذكاء الاصطناعي مع "تشات جي بي تي" في نوفمبر 2022، سوف يستغرق الأمر سنوات عدة قبل أن نفهم ما يمكننا إنشاؤه من محتوى.

لكن يكمن الخطر في قدرة شركات التكنولوجيا والشركات الناشئة على العمل بوتيرة أسرع من طواقم التحرير. توجد بالفعل شركات ناشئة كثيرة ليس لديها عنصر تحريري، يمكنها إنتاج بيانات صحافية وتقارير ومنشورات للشبكات الاجتماعية، حسب ما يقول كاسويل.

بحسب ديفيد كاسويل، فإنه على مدى السنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية، لم تكن هناك رؤية للصحافة في عالم تسيطر عليه الشبكات الاجتماعية، لكن الذكاء الاصطناعي يعطي فرصة لتغيير هذا الوضع.

وكما يقول جيلاني كوب، عميد كلية الصحافة في جامعة كولومبيا، فإن الذكاء الاصطناعي قوة لا يمكن تجاهلها، ويجب على الصحافة أن تنظم نفسها حول الأدوات الجديدة، وليس العكس".