رويترز تحقق وماسك يسخر.. الملياردير يحارب بالـ"ميمز"

إذا ما كان ماسك يرغب حقا في مواجهة وكالة رويترز والتعبير عن حنقه عليها، فلا بد من أنه قرر استخدام سلاح "الميمز" الساخرة في تلك المعركة. فعلى حسابه على إكس، شارك ماسك على سبيل المثال ميمز يصور مقابلة عمل متخيلة في وكالة رويترز.

يقول موظف الموارد البشرية للمتقدم للوظيفة: "أخبِرنا قليلا عن نفسك"، يجيب المتقدم: "أنا غبي"، فيرد عليه موظف الموارد البشرية في رويترز: "حسنا، لقد قُبلت".

شارك ماسك منشورا آخر يزعم أن معدل حركة الزيارات على موقع الوكالة البريطانية انخفض بنسبة 50%، مضيفا إلى المنشور إيموجي ساخر يؤدي التحية العسكرية.

إلى جانب السخرية لجأ ماسك أيضا إلى تقريع رويترز بصورة مباشرة، إذ شارك منشورا يُظهر اسم الوكالة بخط عريض مشكل من كلمة "كذب" أو lies عشرات المرات.

رويترز لا تواجه سخرية ماسك بمثلها، ولا حتى باعتراض، إذ إن المؤسسة منشغلة بالاحتفال بأحدث إنجازاتها المهنية، ففي السادس من مايو الجاري، فازت بجائزتي بوليتزر، إحداها كانت عن صورة خبرية من واقع المعاناة في غزة.

أما الثانية فكانت جائزة الصحافة الوطنية، وفازت بها سلسلة تحقيقات أنتجتها الوكالة في الفترة من مارس إلى ديسمبر في عام 2023. التحقيقات المقصودة تناولت تجاوزات في إمبراطورية صناعية يمتلكها إيلون ماسك دون غيره.

صدرت السلسلة المكونة من 6 تحقيقات، تحت عنوان "مجمع ماسك الصناعي"، وكشفت عن العديد من الثغرات في الملف العمالي.

فبينما ترسخ شركته سبيس إكس أقدامها في مجال صناعات الفضاء، يعاني العمال في الشركة العديد من الإصابات، وثقت منها الوكالة البريطانية نحو 600 حالة، بين إصابات في الأطراف، وحالات بتر وإصابات في الرأس والعينين.

وبينما يسعى ماسك أيضا لتحقيق سبق في مجال تصنيع الشرائح الدماغية، كشف تحقيق لرويترز أيضا عن حالات سوء معاملة للحيوانات في شركته نيورالينك، بالإضافة إلى كشف تحقيق آخر عن تستر شركة تسلا للسيارات الكهربائية عن بعض العيوب الصناعية، ما أدى إلى فتح تحقيقات في كل من الولايات المتحدة وأوروبا.

نظريا يبدو أن ماسك لا يُضمر في نفسه غضبا تجاه وكالة رويترز فقط، ولكنه يشعر بالحنق تجاه وسائل الإعلام بصفة عامة.

فخلال مايو الجاري أيد ماسك منشورا، وشاركه على إكس، جاء فيه: "لا تخيفني حقيقة أن وسائل الإعلام تكذب علينا، ولكن حقيقة أن بعض الناس ما يزال يصدقونها".

وفي يناير الماضي استثمر ماسك وقته في تتبع صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، ففي تغريدة شُوهدت أكثر من 26 مليون مرة، قال إن موقع التابلويد الشهير تي إم زي، المهتم بأخبار وفضائح المشاهير، يمتلك معايير مهنية أكثر من الصحيفة الأميركية.

وفي منشور آخر قال ماسك، إن الصحيفة تسعى لزيادة توزيعها بيأس حتى إنها تنشر الأكاذيب على نحو متكرر. كما قال في منشور آخر، إن وول ستريت جورنال ما هي إلا حفنة من المهرجين الذي لا يستحقون الاحترام.

وفي مناسبة أخرى، قال ماسك إن بعض الصحف والمؤسسات الإعلامية، ومن بينها نيويورك تايمز، وول ستريت جورنال، وسي إن إن، وسي إن بي سي، على استعداد لـ"أكل الزجاج" قبل التفوّه بشيء إيجابي حول منصة إكس.