تكنولوجيا

بوينغ.. إبطاء الإنتاج لتحسين السلامة والجودة لـ737 ماكس

نشر

.

USA-blinx

أكدت شركة بوينغ أن إجراءاتها الفورية بعد حادث 5 يناير الذي تعرضت له إحدى طائرات 737 ماكس، أدى إلى توقف أنشطة الإنتاج والتسليم مؤقتا للشركة الأميركية العملاقة، ولمدة يوم واحد، من أجل التركيز على طرق تحسين السلامة والجودة للطائرة محل الجدل.

وأوضح كولغيت غاتا-أورا، رئيس شركة بوينغ في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا وآسيا الوسطى، خلال مقابلة مع بلينكس قائلاً: "اتخذنا أيضاً قراراً بإبطاء الإنتاج لنلقي نظرة فاحصة على كل جانب من جوانب عملياتنا، واستمعنا إلى موظفينا وتعاملنا بشفافية مع الجهات التنظيمية لدينا، ورحبّنا بالنتائج والتوصيات الصادرة عن مراجعة لجنة ACSAA التابعة لإدارة الطيران الفيدرالية، ودعونا إلى التدقيق من العملاء والخبراء المستقلين".

وتابع مسؤول شركة بوينغ قائلاً إن "أكثر من 70 ألف من أعضاء فريق بوينغ للطائرات التجارية في جميع أنحاء الشركة قاموا منذ شهر يناير بإيقاف أنشطة الإنتاج والتسليم مؤقتاً لمدة يوم واحد للتركيز على طرق تحسين السلامة والجودة للطائرة محل الجدل".

ونبه غاتا-أورا، إلى أن طائرة 737 Max تنقل يومياً حوالي 700 ألف مسافر إلى وجهات حول العالم، مضيفاً: "تُشغّل أكثر من 80 شركة طيران، 1300 طائرة حول العالم، وتحلق بحوالي 5000 رحلة جوية يومية، كما قامت مجموعة طائرات 737 Max بأكثر من 3 ملايين رحلة جوية وأكثر من 7 ملايين ساعة طيران منذ أواخر عام 2020، حتى الآن، كما يتمتع الأسطول بمعدل موثوقية أعلى من 99%".

وشدد في النهاية، على أن شركة بوينغ تواصل وضع السلامة والجودة في قمة أولوياتها، قائلا: "سوف نشارك المعلومات بشفافية مع الجهات التنظيمية والعملاء وأصحاب المصلحة الآخرين".

بوينغ.. حوادث مكررة

صباح يوم 5 يناير 2024، واجهت طائرة بوينغ 737 ماكس 9 والتابعة لشركة "ألاسكا إيرلاينز" حادثة خطيرة أثناء رحلتها من بورتلاند، أوريغون، إلى أونتاريو، كاليفورنيا. أثناء الطيران على ارتفاع حوالي 16,000 قدم.

فقد انفجرت فجأة لوحة تعرف بـ "باب الفتحة" من جسم الطائرة، مما تسبب في ثقب كبير بجانب مقاعد غير مشغولة، أدى هذا إلى فقدان سريع للضغط داخل الطائرة، مما أجبر الطاقم على تنفيذ هبوط اضطراري سريع في مطار بورتلاند الدولي بعد 20 دقيقة من الإقلاع.

ولحسن الحظ، لم يصب أحد بجروح خطيرة، لكن بعض الركاب تعرضوا لإصابات طفيفة وتم علاجهم في الموقع، لكن صاحب الحادث تغطية واسعة، اذ تمكن عدد من المسافرين من تصوير وبث الحادث فور حدوثه، وهو ما تسبب في موجة عارمة من الجدل حول سلامة طائرات بوينغ.

بعد الحادثة، اصدرت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) قراراّ يقضي بفحص فوري لجميع طائرات بوينغ 737 ماكس 9 التي تحتوي على مكونات مشابهة، ما أدى إلى توقف الطائرات مؤقتاً عن الخدمة في العديد من شركات الطيران.

وتعرّض الطراز السابق من بوينغ، ماكس 8، لحادثين مميتين في عامي 2018 و2019 أسفرا عن مقتل ما مجموعه 346 شخصا، حيث أرجعت التحقيقات وقتها الحوادث إلى خلل في نظام "MCAS"، وهو نظام آلي في الطائرة ماكس مصمم لتحقيق الاستقرار في درجة ميل الطائرة، وتجاوز تحكم الطيار يدويا في بعض الظروف.

خسائر متتالية لبوينغ

وأثار وفاة اثنين من المبلغين عن المخالفات في بوينغ الكثير من التساؤلات، وسلطت وسائل إعلام دولية الضوء على تزامن ذلك مع حادث "ألاسكا إيرلاينز" حيث التحقيقات مازالت جارية لتحديد ما إذا كانت هناك أي علاقة بين تقاريرهم عن المخالفات ووفاتهم.

كما أعلنت عدة شركات طيران عن إلغاء طلبيات طائرات بوينغ 737 ماكس و787 دريملاينر، بسبب تأخيرات الإنتاج والتحديات المستمرة المتعلقة بجودة التصنيع.

وأصدرت بوينغ تقريراً يوضح التحديات التي تواجهها الشركة بما في ذلك تأخيرات في الإنتاج وتراجع الطلب على الطائرات الجديدة.

وكشفت الشركة أنها واجهت خسائر بلغت 1,6 مليار دولار عام 2023. لكن الخسائر في تراجع عما كانت عليه في عام 2022، حيث بلغت الخسائر 2,3 مليار دولار، كما ارتفعت إيرادات الشركة 30 % العام الماضي، وتتوقع بوينغ أن تتجاوز مبيعاتها 400 طائرة السنة الجارية، بمعدل 38 شهريا.

إلا أنه ورغم هذه الأرقام، فإن الشركة التي تأسست في 15 يوليو 1916 على يد ويليام بوينغ في مدينة سياتل بواشنطن، والتي حققت إيرادات تقدر بحوالي 66.6 مليار دولار في عام 2023، ويعمل لديها أكثر من 140,000 موظف حول العالم، في 65 دولة، تعيش أخطر أزمة في تاريخها وربما في تاريخ صناعة الطيران المدني منذ مئة عام، بسبب الحوادث الجوية المتكررة، واتهامات بإخفاء معلومات فنية والتلاعب في تقارير تقنية، من شأنها تهديد سلامة الملاحة التجارية العالمية.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة