الـAI يحول أوكرانية إلى "روسية تشكر الصين"

حصدت الشخصيات المزيفة مئات الآلاف من المتابعين في الصين، وهو عدد أكبر بكثير من متابعي أولغا على حسابها على يوتيوب.

وقالت أولغا لرويترز: "هذا يبدو حرفيا وكأن وجهي يتحدث لغة الماندرين الصينية وفي الخلفية أرى الكرملين وموسكو وأتحدث عن مدى عظمة روسيا والصين".

وتجد أولغا الأمر "مخيف حقا"، لأنها حرفيا "تقول أشياء لم تقلها".

تمثل قضية أولغا عددا متزايدا من النساء اللواتي تتعرض شخصياتهن للانتحال. وعلى المنصات الصينية، يتحولن إلى روسيات يظهرن حبهن للصين باللغة الصينية بطلاقة ويقلن إنهن يسعين إلى دعم روسيا في الحرب من خلال بيع الواردات من وطنهن.

يقول الخبراء إن هذه المقاطع تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي عن طريق سرقة مقاطع لنساء حقيقيات تم العثور عليها عبر الإنترنت، غالبا دون علمهن.

ويتم استخدام مقاطع الفيديو المزيفة لعرض منتجات مختلفة للبيع "على رجال صينيين غير متزوجين".

وفي حالة أولغا، حصد حساب شخصيتها المزيفة ناتاشا عشرات آلاف الدولارات من خلال بيع منتجات منها الحلوى.

وتحتوي بعض المنشورات على ما يشبه "إخلاء مسؤولية" يفيد بأنه "ربما تم إنشاء هذه الشخصية باستخدام الذكاء الاصطناعي".

بحسب جيم تشاي، الرئيس التنفيذي لشركة XMOV، وهي شركة تعمل على تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتقدمة، إن التكنولوجيا المستخدمة لإنشاء مثل هذه الصور "شائعة جدا لأن الكثير من الناس يستخدمونها في الصين".

ويشرح تشاي أن العملية لإنتاج إنسان AI، كل ما يحتاجه هو مقطع فيديو مدته لا تتجاوز الـ٣٠ دقيقة.

وبإمكانهم تغيير جميع تفاصيل المقطع بدءا بالخلفية وانتهاءً باللغة، "والشيء الوحيد الذي عليك تعديله هو مزامنة الشفاه"، بحسب تشاي.

تسلط قصة أولغا الضوء على مخاطر تطبيقات الـAI التي يحتمل أن تكون غير قانونية أو غير أخلاقية حيث أصبحت الأدوات القوية لإنشاء المحتوى ونشره شائعة في جميع أنحاء العالم.

وتزايدت المخاوف بشأن مساهمة الذكاء الاصطناعي في نشر المعلومات الخاطئة والأخبار المزيفة والمواد المحمية بحقوق الطبع والنشر وسط تزايد شعبية الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي.

وفي يناير، أصدرت الصين مسودة مبادئ توجيهية لتوحيد صناعة الذكاء الاصطناعي، واقترحت تشكيل أكثر من 50 معيارا وطنيا وعلى مستوى الصناعة بحلول عام 2026.

ودخل قانون الذكاء الاصطناعي التابع للاتحاد الأوروبي، والذي يفرض التزامات صارمة بالشفافية على أنظمة الذكاء الاصطناعي عالية المخاطر، حيز التنفيذ هذا الشهر، وهو ما يشكل معيارا عالميا محتملا.

ومع ذلك، يعتقد شين داي، الأستاذ المساعد في كلية الحقوق بجامعة بكين، أننا لا نقدر على التنبؤ بهذه التغيرات "إلا من خلال أدوات قوية بشكل متزايد لإنشاء المعلومات وإنشاء المحتوى ونشر المحتوى".