حرب ماسك وقاض برازيلي.. أزمة قانون أم خلاف شخصي؟

من الصين لألمانيا وبريطانيا والنرويج وحتى أميركا نفسها، تلاحق القضايا الملياردير الأميركي إيلون ماسك، عبر شركاته المختلفة، لكن هذه المرة كانت القضية تمس شركته الأشهر إكس، بعد أن أمر القضاء بحجب الوصول إليها في البرازيل، أكبر دول أميركا اللاتينية، صباح السبت 31 أغسطس.

ألكسندر دي مورايس، قاضٍ برازيلي بالمحكمة العليا، أمر هيئة تنظيم الاتصالات، الجمعة ٣٠ أغسطس، بإغلاق منصة التواصل الاجتماعي إكس وهو ما أثار غضب ماسك.

الخلافات مع دي مورايس توسعت لدرجة دفعته لإصدار حكم تجميد أصول شركة ستارلينك، للإنترنت الفضائي التابعة لماسك، مما دفع الملياردير الأميركي لوصف القاضي بالـ"دكتاتور الشرير"، قائلا إن "الأحكام غير القانونية"، وتعاقب "بشكل غير لائق" المساهمين الآخرين وكذلك المواطنين البرازيليين.

رد ماسك لم يتوقف عند وصف القاضي بالشرير، وإنما قرر إتاحة الإنترنت الفضائي "مجانا" للمواطنين البرازيليين الذين يمتلكون أجهزة استقبال ستارلينك.

ما سر الخلاف بين ماسك والقضاء البرازيلي؟

يعود الخلاف العلني بين القاضي ألكسندر دي مورايس، وماسك لعدة أشهر، بعد فشل إكس في الامتثال للأوامر القانونية بحظر حسابات معينة متهمة بنشر "أخبار كاذبة" ورسائل كراهية.

منصة إكس، والمعروفة سابقا باسم تويتر، أكدت أن مورايس هدد باعتقال أحد الممثلين القانونيين للشركة في البرازيل إذا لم تمتثل الشركة لطلباته بغلق حسابات معينة.

وفي ردة فعل من الشركة الأميركية، أغلقت منصة ماسك جميع مكاتبها في البرازيل بسبب ما أسمته "الرقابة" من قبل القاضي دي مورايس، ولكن خدمتها ظلت متاحة للمستخدمين في البلاد.

استهداف ماسك بـ"حجب إكس وتجميد ستارلينك"

مورايس أمر بحجب إكس لتتوقف خدماتها عن 27 مليون برازيلي السبت 31 أغسطس.

دي مورايس لم يتوقف عند إكس بل أمر بتجميد الأصول المالية لشركة "ستارلينك" التابعة لماسك، الجمعة، من خلال إصدار أمر بحظر حسابات شبكات شركة الإنترنت الفضائي، والتي توسعت بسرعة في عدد مستخدميها في البرازيل، والتي يستخدمها ربع مليون عميل برازيلي بحسب بلومبرغ.

مبرر القاضي لهذا الحكم كان تخلف ماسك عن دفع غرامات تقدر بحوالي 3.28 مليون دولار، فرضها نفس القاضي سابقا بسبب تجاهلها الأوامر القضائية.

استخدم إكس وادفع 9800 دولار أميركي

بدأت هيئة تنظيم الاتصالات البرازيلية، أناتيل، بإخطار شركات الاتصالات للتأكد من حجب إكس، لكن ملايين البرازيليين الذين يستخدمون المنصة يوميا يحاولون الدخول عبر الشبكات الافتراضية، VPN.

فهل فاتت هذه الثغرة على القاضي؟

لا. إذ هدد مورايس الشركات والأفراد الذين يحاولون الوصول إلى إكس عبر خدمات الـVPN بغرامة ضخمة، تزيد على 9800 دولار أميركي يوميا.

من يتأثر بإغلاق إكس في البرازيل؟

يُستخدم إكس على نطاق واسع في البرازيل وهو وسيلة مهمة للتواصل، وخاصة بالنسبة للسياسيين كوسيلة للتعبير عن آرائهم ومهاجمة منافسيهم، وتوشك البلاد على الدخول في مرحلة الحملة للانتخابات المحلية في أكتوبر والتي ستقرر رؤساء بلديات 5568 بلدة ومدينة.

كيف جاءت ردود الفعل على إغلاق إكس في البرازيل؟

انقسمت ردود الفعل على الخلاف بين مورايس وماسك، البعض أعاد نشر انتقاد ماسك لقرارات القاضي، معتبرا أن الأخير يقوض حرية التعبير في البرازيل، ويتفق البعض الآخر مع وجهة نظر القاضي القائلة بأن ماسك لا ينبغي أن يكون فوق القانون البرازيلي.

وهناك فئة أخرى من أنصار الرئيس اليميني المتشدد السابق، جايير بولسونارو، ترى أن ماسك حليف في معارضتهم لتحقيقات مورايس لما أسماه بـ"الميليشيات الرقمية" التي اتُهمت بنشر "أخبار كاذبة" ورسائل كراهية خلال حكومة بولسونارو التي امتدت من عام 2019 إلى عام 2022.