تكنولوجيا

من الرابح والخاسر في معركة بيع غوغل كروم؟

نشر
blinx

في قاعة المحكمة الفيدرالية بواشنطن، حيث ترتفع أصوات الجدل ويترقب الجميع القرار الحاسم، كانت الولايات المتحدة تسعى وراء قضية هي الأهم في عالم التكنولوجيا. إذ تقدم المدعون الأميركيون، الأربعاء، بمقترح جريء يطالب بإجبار شركة غوغل، العملاقة التي تسيطر على فضاء الإنترنت، على بيع متصفح كروم، الذي يعد بوابة مئات الملايين إلى شبكة الإنترنت.

لم يكن الأمر مجرد بيع متصفح. فالمقترح جاء بأبعاد أعمق: مشاركة غوغل لبيانات المستخدمين ونتائج البحث مع المنافسين، ومنعها من العودة إلى سوق المتصفحات لمدة 5 سنوات.

وعلى طاولة النقاش، طرحت الولايات المتحدة خطة واسعة لإعادة تشكيل معايير المنافسة في السوق الرقمية، تشمل حتى بيع نظام أندرويد، في حال فشلت الحلول الأخرى في كبح الهيمنة.

غوغل، التي تواجه تهديدًا وجوديًا لسيطرتها، لم تقف مكتوفة الأيدي. وردت بحزم، معتبرة أن هذه المقترحات قد تضر بالمستهلكين والشركات الأميركية على حد سواء، وتهدد قدرة الولايات المتحدة التنافسية في مجالات ناشئة مثل الذكاء الاصطناعي. وأعلنت الشركة أنها ستستأنف القرار بكل الوسائل الممكنة.

في خلفية هذه القصة، يقف المستقبل الرقمي العالمي على المحك. فماذا يعني بيع المتصفح كروم؟ وكيف سيؤثر هذا القرار في المليارات من المستخدمين الذين يعتمدون على أدوات غوغل يوميًا؟ وهل يمكن أن تشهد هذه القضية نهاية عصر الهيمنة الرقمية لشركة واحدة؟ الإجابة لم تحسم بعد، لكنها بلا شك بداية لفصل جديد في صراع التكنولوجيا والمنافسة.

ماذا يعني بيع كروم؟

قبل الخوض في الإجابة عن هذا السؤال، من الضروري فهم أن متصفح كروم يعتمد على محرك كروميوم، وهو منصة مفتوحة المصدر أنشأتها غوغل وتتيح لأي جهة، مثل "إيدج" ومتصفح "فيفالدي" و"ذا آرك"، إنشاء متصفحات خاصة بها.

تفيد مجلة فوربس بأن وزارة العدل لا تستطيع إجبار غوغل على بيع محرك كروميوم لأنه مفتوح المصدر وتستفيد كذلك منه الشركات الأخرى مجانًا. ما يمكن بيعه فعليًا هو قاعدة المستخدمين الضخمة التي يمتلكها كروم، والتي تضم مئات الملايين من الأشخاص الذين يعتمدون عليه يوميًا.

وإذا اضطرت غوغل لبيع بيانات المستخدمين، فإن الشركة الأم "ألفابت" قد تواجه خسارة فادحة تصل إلى 147 مليار دولار من عائداتها الإعلانية السنوية، بحسب التقرير المالي الأخير للشركة.

من الرابح من عملية بيع كروم؟

  • بيع متصفح كروم قد يشكل فرصة ذهبية لمنافسي غوغل في مجالي البحث والإعلانات.
  • يمكن أن يتيح الوصول إلى شريحة أوسع من المستخدمين، مما يساعد في خفض التكاليف وتنويع القنوات الإعلانية.
  • الخطوة قد تفتح الباب أمام الشركات الصغيرة والمنافسين الجدد للدخول إلى السوق.
  • غياب هيمنة كروم سيوفر بيئة تنافسية أكثر عدالة للشركات.

كيف سيؤثر بيع كروم في المستخدمين؟

  • قد يواجه مستخدمو الإنترنت تحديات ناتجة عن تباطؤ الابتكار في مجال متصفحات الويب إذا لم توفر الجهة المالكة الجديدة نفس مستوى الدعم المالي والتقني الذي قدمته غوغل.
  • قد تتراجع معايير الخصوصية والأمان التي طورها كروم، مما يزيد من المخاطر على المستخدمين.
  • قد يؤدي فصل كروم عن غوغل إلى تباطؤ في تطوير معايير وتقنيات الويب، مما يؤثر سلبًا في النظام البيئي الرقمي.
  • قد يعاني المطورون والمستخدمون من التأثيرات السلبية الناتجة عن تباطؤ الابتكار وانخفاض جودة المتصفحات.

من يشتري كروم؟

تفيد مجلة فوربس بأن إيجاد مشترٍ لمتصفح كروم ليس بالمهمة السهلة. فرغم أن الحصول على قاعدة مستخدمين تضم مئات الملايين قد يبدو فرصة جذابة، فإن التكلفة المرتفعة جدًا، إذ تقدر بنحو 20 مليار دولار أميركي، ما سيجعل الأمر صعبًا على معظم الشركات.

الشركات القليلة القادرة على شراء كروم قد تواجه صعوبات كبيرة، سواء من حيث التكاليف الباهظة أو القيود التنظيمية. على سبيل المثال، مايكروسوفت وميتا قد تواجهان مشكلات تتعلق بمكافحة الاحتكار، بينما قد تعجز المجموعات الاستثمارية عن تحويل كروم إلى مشروع مربح، وفقا لموقع إنك.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة