اختراق كمي.. هل تنقذ مايكروسوفت حياة البشر؟

وفقا لتقرير وول ستريت جورنال، أعلنت مايكروسوفت عن تطوير شريحة "ماجورانا 1"، التي تستفيد من حالة جديدة من المادة تُعرف بالموصل الفائق الطوبولوجي.

المادة الجديدة ليست صلبة أو سائلة أو غازية، وتتيح إنتاج لبنات بناء يمكن توسيعها لإنشاء حواسيب كمية أكثر قوة من أي وقت مضى. الشريحة ليست متاحة للبيع حاليا، حيث تُعد جزءا من مشروع بحثي، نشر الباحثون نتائج هذا الابتكار في مجلةNature العلمية المرموقة.

كما أوضح موقع مايكروسوفت، تعتمد الشريحة على كيوبت طوبولوجي محمي بالأجهزة، مما يعزز دقة الحوسبة الكمية من خلال تصحيح الأخطاء الكمية.

التقنية تعتمد على مادة جديدة تُعرف باسم Topoconductor التي تتيح تحقيق التوصيل الفائق الطوبولوجي، وهي حالة جديدة من المادة لم تكن ممكنة سابقا.

تفتح الحوسبة الكمية آفاقا جديدة في اكتشاف الأدوية، وتأمين الأنظمة الرقمية، وتشفير البيانات، وفقا لتقرير وول ستريت جورنال.

يمكن للحواسيب الكمية معالجة الأرقام بطرق مختلفة جذريا عن الحواسيب التقليدية، ما يعزز القدرة على إجراء حسابات معقدة بسرعة فائقة.

أشار موقع مايكروسوفت إلى أن الحوسبة الكمية يمكن أن تحل أصعب المشكلات العلمية مثل المواد ذاتية الشفاء، والزراعة المستدامة، واكتشاف المواد الكيميائية الآمنة، مما يشير إلى الفوائد المحتملة الكبيرة لهذه التقنية على المستوى المجتمعي والعلمي.

تأتي مايكروسوفت في سباق تكنولوجي عالمي ضد شركات كبرى مثل غوغل وIBM فوفقا لوول ستريت جورنال، استثمرت مايكروسوفت بشكل كبير في بناء نظام كمي عملي. وفي الوقت ذاته، أعلنت غوغل في ديسمبر الماضي عن اختراق في الحوسبة الكمية بشريحة Willow، التي تمكنت من إجراء حسابات كانت تتطلب 10 سكستيليون سنة على أقوى الحواسيب الفائقة التقليدية.

على الصعيد الجيوسياسي، أشار موقع مايكروسوفت إلى أن المنافسة تشمل أيضا الصين التي تستثمر 15.2 مليار دولار في الحوسبة الكمية، والاتحاد الأوروبي الذي خصص 7.2 مليارات دولار لهذه التقنية.

رغم التفاؤل الكبير، أشار بعض العلماء في تقرير وول ستريت جورنال إلى شكوكهم في تحقيق مايكروسوفت لهذا الإنجاز.

ويعتبر إثبات سلوك الأنظمة الكمية تحديا صعبا، حيث أعلنت الشركة أنها بنت ٨ كيوبتات طوبولوجية فقط حتى الآن، ولا تزال غير قادرة على إجراء حسابات ثورية.

وأكد موقع مايكروسوفت أن التقنية الحالية تنتج أخطاء كثيرة تجعلها غير عملية بعد، ولكن الشركة تعمل على تقليل نسبة الخطأ من خلال تقنيات تصحيح الأخطاء الكمية. يأمل العلماء أن تتمكن مايكروسوفت من الوصول إلى حاسوب كمي بمليون كيوبت في سنوات وليس عقودا.

فقد حققت مايكروسوفت اختراقا علميا مهما في مجال الحوسبة الكمية باستخدام الكيوبت الطوبولوجي.

ومع ذلك، تظل هناك تحديات تقنية وعلمية كبيرة قد تعوق تحقيق الوعد الكامل لهذه التقنية.