كمبيوتر خارق في أميركا.. حلم ترامب يتحول إلى حقيقة
في تحوّل استراتيجي كبير، أعلنت شركة إنفيديا، الإثنين، أنها ستبدأ لأول مرة تصنيع شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة داخل الولايات المتحدة، تماشياً مع حملة الرئيس دونالد ترامب لإعادة الصناعات الحيوية إلى الداخل الأميركي. وأكد الرئيس التنفيذي للشركة، جينسن هوانغ، أن مراكز البنية التحتية العالمية للذكاء الاصطناعي "تُبنى في أمريكا لأول مرة"، في إشارة إلى تسريع الجهود للحد من الاعتماد على التصنيع الخارجي.
تقوم إنفيديا حالياً بإنشاء مصانع لأجهزة الكمبيوتر الخارقة في تكساس بالتعاون مع شركتي فوكسكون وويسترون التايوانيّتين، فيما بدأت مصانع TSMC في أريزونا إنتاج وحدات "بلاكويل"، أقوى معالجات الرسوميات لدى الشركة. وتخطط إنفيديا لتصنيع معدات بقيمة تصل إلى 500 مليون دولار محلياً قبل نهاية العقد.
يأتي ذلك وسط تضييق واشنطن على صادرات الرقائق المتقدمة إلى الصين، بهدف الحفاظ على التفوق التكنولوجي الأميركي، خاصة في التطبيقات الحساسة مثل الذكاء الاصطناعي العسكري. ورغم أن الرقائق أُعفيت مؤقتاً من الرسوم الجمركية الجديدة، أعلن ترامب عزمه فرض ضرائب إضافية "قريباً جداً".
من جانبه، أشاد البيت الأبيض بالقرار، معتبرًا أنه يعزز الأمن القومي ويدعم العمال الأميركيين. في المقابل، تسارع كبرى شركات التكنولوجيا إلى توطين استثماراتها داخل الولايات المتحدة، تحسبًا لأي تصعيد في الحرب التجارية مع الصين.
متى يبدأ تصنيع أجهزة الكمبيوتر الخارقة؟
وقالت شركة أشباه الموصلات المتطورة العملاقة إن مصانع لأجهزة الكمبيوتر الخارقة تُبنى حاليا في تكساس بالشراكة مع شركتي فوكسكون وويسترون التايوانيتين، ومن المتوقع أن تتسارع وتيرة التصنيع خلال الأشهر الـ12 إلى 15 المقبلة.
وأضافت الشركة الأميركية التي تتخذ مقرا في كاليفورنيا أن مصانع TSMC، التايوانية أيضا، في أريزونا بدأت في إنتاج Blackwell، وحدات معالجة الرسومات، GPUs، الأكثر تقدما من إنفيديا.
وبرزت إنفيديا بين شركات التكنولوجيا الأميركية في سيليكون فالي منذ الانتشار السريع لبرنامج "تشات جي بي تي" للذكاء الاصطناعي التوليدي في نهاية عام 2022. لكن الشركة تعول في إنتاج الرقائق على تعاقدها مع جهات خارجية، خصوصا في آسيا، وتحديدا في تايوان والصين.
وقال هوانغ "إن إضافة التصنيع الأميركي يساعدنا على تلبية الطلب المتزايد بشكل أفضل على رقائق الذكاء الاصطناعي وأجهزة الكمبيوتر الخارقة، وتعزيز سلسلة التوريد لدينا، وتقوية قدرتنا على الصمود".
ما حجم استثمارات معدات الذكاء الاصطناعي؟
تخطط إنفيديا لتصنيع معدات الذكاء الاصطناعي بقيمة تصل إلى 500 مليون دولار في الولايات المتحدة بحلول نهاية العقد من خلال شراكات مع "تي اس ام سي" و"فوكسكون" و"ويسترون" و"أمكور" و"سبيل".
وقال البيت الأبيض في بيان "إن إعادة هذه الصناعات إلى الوطن أمر جيد للعمال الأميركيين والاقتصاد الأميركي والأمن القومي الأميركي".
متى بدأ ترامب "حرب التكنولوجيا"؟
حظرت الحكومة الأميركية تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي الأكثر تطورا إلى الصين، في محاولة للحفاظ على ريادة البلاد في هذه التكنولوجيا الحيوية، من التطبيقات العسكرية إلى الاستخدامات اليومية.
وأُعفيت أشباه الموصلات من الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها دونالد ترامب، ولكن لفترة محدودة.
وأعلن الرئيس الأميركي الأحد أنه سيعلن "خلال الأسبوع" فرض ضرائب جديدة على الرقائق الإلكترونية المستوردة إلى الولايات المتحدة.
وقال الرئيس الأميركي للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية إنه سيتم فرض الرسوم الجمركية في المستقبل غير البعيد. وعندما سُئل عن قيمة الرسوم، قال "سأعلن عنها خلال الأسبوع المقبل".
من منصات الإنترنت إلى شركات تصنيع الرقائق، تحاول شركات التكنولوجيا العملاقة كسب ود الرئيس الجمهوري من خلال استثمارات في الولايات المتحدة وتدابير سياسية، على أمل تجنب تداعيات حربه التجارية ضد الصين.