تكنولوجيا

تهديدات التخريب البحري تُعيد سباق التسلح تحت الماء

نشر
blinx
مع توالي الحوادث التي تستهدف الكابلات البحرية وخطوط الأنابيب في المتوسط والبلطيق، تتخيل البحرية الأوروبية مستقبلاً قد يُخاض فيه صراع حقيقي تحت سطح الماء.
واحدة من أبرز هذه الحوادث ترويها قصة السفينة Eagle S في يوم 25 ديسمبر 2024، حين تحولت ناقلة نفط إلى محور أزمة، بعدما قطع مرساها كابل Estlink 2 للطاقة الكهربية بين فنلندا وإستونيا، مما أدّى إلى انقطاع الكهرباء عن المنطقة.
وسط تزايد حوادث التخريب التي تطال الكابلات البحرية وخطوط الأنابيب في البحر الأبيض المتوسط، والبلطيق، تتصاعد تحذيرات التقارير من أن الحروب المقبلة قد تُخاض تحت سطح الماء.
في هذا السياق، دعا الرئيس التنفيذي لأكبر شركة لبناء السفن في أوروبا، "فينكانتيري"، الحكومات الأوروبية إلى تعزيز قدراتها الدفاعية تحت سطح البحر، في ظل تنامي التهديدات وتراجع الدور الأميركي.
وقال بيروبرتو فولجييرو لصحيفة فايننشال تايمز: "لطالما امتلأ البحر المتوسط بالغواصات الروسية والأميركية، وحان الوقت لكي يتحمّل الأوروبيون مسؤولية الدفاع تحت الماء".

سباق صناعي وتسليحي جديد

أعلنت شركة "فينكانتيري"، المملوكة جزئياً للدولة الإيطالية، أنها تتوقع أن يتضاعف حجم قسمها المختص بالغواصات والأنظمة البحرية والتقنيات الذاتية خلال العامين المقبلين، ليصل إلى 820 مليون يورو بحلول عام 2027، وهو ما يعادل 8٪ من إيراداتها الحالية.
جاء هذا التوسع في أعقاب الهجوم التخريبي الذي استهدف خط أنابيب "نورد ستريم" عام 2022، مما دفع الحكومات الأوروبية إلى الاستثمار في أنظمة دفاع تحت الماء تشمل طائرات مسيّرة وتقنيات مكافحة الغواصات.

تهديدات التخريب البحري تُعيد سباق التسلح تحت الماء. أ ف ب

وأكد فولجييرو أن "التهديدات التي تستهدف الكابلات البحرية والبنى التحتية الحيوية ستتزايد"، متوقعا ارتفاع الطلب على تقنيات الحماية بشكل كبير.
في الأسبوع الماضي، ارتفع سهم "فينكانتيري" بنسبة 20٪ ليصل إلى 15 يورو، بعد إعلانها عن خطط التوسّع في مجال الدفاع البحري. وكانت الشركة قد أعلنت العام الماضي عن صفقة بقيمة 415 مليون يورو للاستحواذ على وحدة الغواصات التابعة لشركة "ليوناردو"، كما اشترت شركة "ريمازل" المتخصصة في معدات البحار العميقة.

البنى التحتية في مرمى الاستهداف

وفقاً لتقرير صادر عن المركز الأوروبي للسياسات، فإن تكرار الهجمات التخريبية ضد البنى التحتية تحت الماء يستدعي رداً جماعياً ومنسقاً. ويوصي التقرير بأن تعمل دول الاتحاد الأوروبي على تشكيل تحالف دولي لتعزيز الحماية القانونية والتقنية للكابلات وخطوط الأنابيب، وتطوير تفسير أكثر وضوحا لقوانين البحار لضمان سلامة هذه الشبكات.
على مدار العام الماضي، شهد بحر البلطيق سلسلة حوادث مقلقة تشير إلى أضرار متعمدة بالبنى التحتية. ففي أكتوبر 2023، تضرر خط غاز "بالتيكونكتور" الرابط بين فنلندا وإستونيا بسبب سفينة صينية. وفي نوفمبر من العام التالي، قطعت سفينة شحن صينية كابلين للاتصالات يربطان ليتوانيا والسويد، وفنلندا بألمانيا.
لكن الحادث الأبرز وقع يوم عيد الميلاد 2024، حسب صحيفة الغارديان، عندما تسببت ناقلة نفط في قطع كابل كهرباء حيوي بين فنلندا وإستونيا. استجابت فنلندا بقوة، حيث اقتادت السفينة إلى مياهها الإقليمية واحتجزتها وفتحت تحقيقات جنائية.
شكّل هذا الحادث نقطة تحول حيث استضاف الأمين العام للناتو مارك روته قمة لحلفاء البلطيق في يناير 2025، بمشاركة رئيس فنلندا ورئيس وزراء إستونيا، وأطلقوا مهمة "حارس البلطيق" لتعزيز دوريات المراقبة البحرية عبر فرقاطات وطائرات وأسطول من الطائرات البحرية المسيّرة، وفقا ليورو نيوز.
في ظل هذا الوضع، تزداد الحاجة إلى أنظمة مراقبة أكثر تطوراً. يشير تقرير المركز إلى أن بحر البلطيق يشهد مرور أكثر من 4 آلاف سفينة يومياً، ما يصعّب عمليات الرصد التقليدية. لذلك يتجه الناتو إلى تعزيز قدراته عبر روبوتات بحرية وأقمار صناعية ضمن إطار مشروع "الرؤية الرقمية للمحيطات".

ممرات قطبية وتقنيات المستقبل

في ظل الاهتمام الأميركي المتزايد بالممرات القطبية، نقل موقع Defense News عن الرئيس التنفيذي لشركة "فينكانتيري" أن كاسحات الجليد تُعد مثالاً ناجحاً للتقنيات الموجّهة. وأشار إلى تعاون مرتقب مع البحرية الأميركية لتطوير منشآت الصيانة والتوسعة في ولاية ويسكونسن وفلوريدا.
وقال فولجييرو إن "فينكانتيري" يمكن أن تساهم في إحياء الصناعة البحرية الأميركية، وذلك بعد بيان مشترك صدر خلال زيارة رئيسة وزراء إيطاليا إلى واشنطن في أبريل، أكد على دور إيطاليا في "النهضة البحرية" للولايات المتحدة.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة