"خيم معلوماتية" ومسح بصمات في OpenAI.. "التهديد وصل"
كثّفت شركة أوبن إيه آ (OpenAI) الأميركية من إجراءاتها الأمنية في الأشهر الأخيرة لحماية ملكيتها الفكرية من التجسس الأجنبي، في أعقاب تقارير تحدثت عن محاولات من شركات صينية لسرقة نماذجها الذكية.
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لصحيفة فايننشال تايمز، فإن الشركة التي تُقدّر قيمتها بنحو 300 مليار دولار، فرضت قيودًا صارمة على الوصول إلى المعلومات الحساسة، وشددت إجراءات التوظيف والتحقق الأمني للموظفين.
كما اعتمدت تقنيات جديدة كمسح البصمات للتحكم في الوصول إلى غرف معينة داخل مقارها في سان فرانسيسكو.
وتسارعت هذه التدابير بعد أن أطلقت شركة "ديب سيك" الصينية (DeepSeek) نموجا منافسا في يناير الماضي، قالت "أوبن إيه آي" إنه ناتج عن "نسخ غير مشروع" باستخدام تقنية تُعرف بـ"التقطير" (distillation). ولم تعلّق "ديب سيك" على هذه الاتهامات.
"خيم معلوماتية" وبيئات منعزلة
ووفقا لمصادر داخل الشركة نقلت عنها الصحيفة البريطانية، تبنّت الشركة سياسة "الخيم المعلوماتية"، أي حصر معرفة تفاصيل النماذج الجديدة بعدد محدود من الموظفين، بحيث يُمنع الحديث عن المشاريع الحساسة مثل النموذج o1 (الذي أُطلق عليه اسم ستروبري) إلا بين الأشخاص الذين ينتمون إلى "الخيمة" نفسها.
كما طورت الشركة بيئات منعزلة لحفظ التقنيات الحساسة بعيدًا عن أي شبكة خارجية، واعتمدت سياسة صارمة لمنع الاتصال بالإنترنت افتراضيا ما لم يكن مصرحا به مسبقا.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بالتزامن مع هذه الإجراءات التقنية عينت "أوبن إيه آي" الخبير الأمني دان ستاكي، القادم من شركة "بالانتير" ذات الصلات الوثيقة بالقطاع العسكري الأميركي، ليقود منظومتها الأمنية.
ويعمل إلى جانبه مات نايت، نائب رئيس الشركة لأمن المنتجات، الذي يطور أدوات تعتمد على نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة الهجمات السيبرانية.
كما انضم الجنرال الأميركي المتقاعد بول ناكاسوني إلى مجلس إدارة الشركة العام الماضي، لتعزيز قدراتها الدفاعية في مجال الأمن السيبراني.
ورغم أن الشركة قالت إن الإجراءات لم تأتِ ردا على حادث معين، إلا أن التقارير تشير إلى تنامي القلق في وادي السيليكون بشأن محاولات تجسس متزايدة، خصوصا من الصين، وسط تصاعد التنافس الاستراتيجي بين بكين وواشنطن.