تكنولوجيا

من هاتفك إلى خوادمها.. ميتا تضع يدها على ألبومك الشخصي

نشر
blinx
في الوقت الذي يزداد فيه الجدل العالمي حول حدود الذكاء الاصطناعي، تتخذ ميتا خطوة جديدة أكثر إثارة للقلق، إذ لم تعد الشركة تكتفي بجمع البيانات التي يشاركها المستخدم طوعاً على فيسبوك وإنستغرام، بل تمد يدها إلى ما هو أعمق داخل هاتفك.
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة فرانس سوار، أطلقت ميتا ميزة جديدة تمكّنها من الوصول إلى الصور والفيديوهات المخزّنة على الهاتف من دون نشرها، ما يمنح خوارزمياتها كماً غير مسبوق من المعلومات الشخصية.

التقنية الجديدة.. نافذة مفتوحة على ألبومك الشخصي

أوضحت تقارير ذا فيرج وتيك كرانش أنّ الميزة الجديدة التي أطلقتها ميتا في أميركا الشمالية تعتمد على "موافقة المستخدم"، لكنّها تمنح الشركة صلاحية مسح الصور ومقاطع الفيديو من ألبوم الكاميرا ورفعها إلى خوادمها السحابية بشكل مستمر.
تقوم أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بميتا بتحليل هذه الملفات لتحديد الصور "الأكثر قابلية للمشاركة" واقتراح تعديلات تلقائية عليها، بما في ذلك المؤثرات والتجميعات والفلاتر الذكية.
وبحسب تصريح الشركة، لا يُستخدم هذا المحتوى لتدريب أنظمتها ما لم يجرِ تحرير الصور أو نشرها باستخدام أدوات ميتا، غير أنّ عملية المسح والتخزين نفسها تمنح الذكاء الاصطناعي فرصة "النظر" إلى بيانات خاصة لم تكن ضمن النطاق العام.

من الخاص إلى العام.. خيط رفيع بين الاستخدام والتحليل

بحسب تقرير صحيفة فرانس سوار، تأتي هذه الخطوة ضمن سياسة أوسع بدأتها ميتا منذ عام 2024 عندما أعلنت نيتها استخدام المحتوى العام للمستخدمين الأوروبيين لتدريب نماذجها، قبل أن تعرقلها هيئات حماية البيانات الأوروبية. إلا أنّ الشركة عادت لاحقاً بمسار بديل يستهدف محتوى الأجهزة الشخصية.
على عكس خدمات مشابهة من غوغل للصور مثلاً، لا تعالج الميزة الجديدة الصور محلياً على الهاتف، بل ترسلها إلى سحابة ميتا، وهو ما يثير مخاوف مضاعفة بشأن الخصوصية، لاسيما أن تاريخ الشركة حافل بقضايا تسريب بيانات وانتهاكات موثقة مثل فضيحة "كامبريدج أناليتيكا" التي طالت 87 مليون حساب.

قلق متزايد.. والباب ما زال مفتوحاً

تؤكد ميتا أن المستخدمين يمكنهم تعطيل الميزة في أي وقت، وأن الصور لن تُستخدم لأغراض إعلانية مباشرة. غير أن محللين يشيرون إلى أن حجم البيانات الذي تجمعه الشركة يضعها في موقع متقدّم جداً في سباق تطوير الذكاء الاصطناعي، ويمنحها معرفة تفصيلية بحياة الأفراد وأنماطهم اليومية.
وتشير الأسئلة التي طرحتها وسائل الإعلام على متحدثي الشركة إلى أنّ حدود استخدام هذه البيانات ما زالت غامضة، خصوصاً ما إذا كانت الشركة قد تلجأ مستقبلاً إلى توسيع استخدامها لتغذية خوارزمياتها على نطاق أوسع.
بينما تسوّق ميتا الميزة الجديدة على أنها طريقة لمساعدة المستخدمين على مشاركة "لحظاتهم المنسية"، يرى خبراء الخصوصية أنّها تمثّل قفزة نوعية في مستوى اختراق البيانات الشخصية.
فبعد أن كان المستخدم يشارك ما يختاره طوعاً، باتت كاميرا هاتفه وألبوم صوره جزءاً من بيئة تدريب الذكاء الاصطناعي، حتى من دون أن ينشر شيئاً.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة