ماسك يفتح جبهة جديدة.. "غروكيبيديا" يكتب التاريخ بدل البشر
"الهدف من غروك هو الحقيقة، كل الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة".. بهذه العبارة أطلق الملياردير، إيلون ماسك، مشروعه الجديد الذي يسعى من خلاله إلى تحدي موسوعة ويكيبيديا عبر منصة رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي تُعرف باسم "غروكيبيديا".
يقدّم ماسك هذا المشروع بوصفه وسيلة لإعادة تشكيل فضاء المعرفة الرقمية، مستهدفا ما يصفه بـ"التحيّزات الأيديولوجية" داخل ويكيبيديا، غير أنّ مجلة
ذي أتلانتيك أشارت إلى أن منصة غروكيبيديا نفسها تُظهر ميولا واضحة نحو تبرير مثلا تلميع صورة هتلر، وتبني روايات الكرملين فقط حول حرب أوكرانيا، فضلا عن استخدام مصطلحات مثيرة للجدل تجاه قضايا التمييز العنصري والجندر.
بحسب صحيفة
لوفيغارو الفرنسية، صُمِّمت غروكيبيديا لتكون موسوعة رقمية مولّدة بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، عبر تقنية غروك التي طوّرتها شركة xAI المملوكة لماسك.
وقد أُطلقت النسخة 0.1 من المنصة مساء الإثنين، مع وعد من ماسك بأن النسخة 1.0 ستكون "أفضل بـ١٠ مرات من ويكيبيديا".
وتضمّ المنصة في نسختها الأولى أكثر من 885 ألف مقالة، وهو رقم يقلّ كثيرا عن عدد المقالات على ويكيبيديا التي تتجاوز 7 ملايين، لكنّها تختلف عنها في كون جميع المحتويات منشأة ومراجعة من قبل الذكاء الاصطناعي، لا من طرف محررين بشريين.
آلية تحرير مختلفة.. بلا محررين بشريين
من الفروق الجوهرية بين غروكيبيديا وويكيبيديا هو أنّ المنصة الجديدة لا تسمح للمستخدمين بإجراء أي تعديل مباشر على المقالات.
ووفقا لتصريحات ماسك المنشورة على منصة X، فإنّ المستخدمين سيكونون "قادرين على أن يطلبوا من غروك إضافة أو تعديل أو حذف مقالات، وستقوم المنصة إمّا بتنفيذ الطلب أو شرح سبب الرفض".
كما تحتوي بعض المقالات على إشعارات تفيد بأنّ جزءا من محتواها مقتبس من ويكيبيديا بموجب رخصة Creative Commons، فيما تعهّد ماسك بـ"تسوية هذه المسألة بحلول نهاية العام" بعد انتقادات وجهتها مؤسسة ويكيميديا التي تدير ويكيبيديا، معتبرةً أن غروكيبيديا تعتمد في جزء كبير منها على المادة التي أنشأها متطوعو ويكيبيديا.
مواجهة مفتوحة مع ويكيبيديا
بحسب تقرير موقع
بيزنس إنسايدر، يعكس إطلاق غروكيبيديا امتدادا لصراع قديم بين ماسك ومؤسس ويكيبيديا جيمي ويلز، حيث اتهم ماسك الموقع بالتحيّز "اليساري" ووصفه ساخرا بـ"Wokipedia" ودعا مراراً إلى "وقف تمويله حتى يُعاد التوازن إليه".
كما ذكرت صحيفة لوفيغارو أنّ ماسك يقدّم المشروع ضمن رؤيته الكبرى لبناء بيئة معرفية "منقاة من الدعاية"، ويعتبره خطوة ضرورية لتحقيق هدف xAI بـ"فهم الكون".
غير أنّ الإطلاق الأولي لم يخلُ من الأخطاء التقنية والمضمونية، إذ واجه المستخدمون أعطالا في تصفح المنصة، وسُجّلت أخطاء في بعض المقالات المعروضة.