"وعد أوبتيموس".. هل ينتقل روبوت تسلا من توزيع الفشار إلى الجراحة؟
كشفت شركة تسلا، عن روبوتها الشبيه بالبشر المسمى "أوبتيموس" أمام الجمهور في العاصمة الألمانية برلين، السبت.
وقام الروبوت بتوزيع الفشار في سوق لعيد الميلاد بمركز التسوق "إل بي 12"، المعروف أيضا باسم "مول برلين"، حيث كان يلتقط علب الفشار الصغيرة، ويملأها، ثم يقدمها للزوار، وتشكّل طابور طويل أمام المنصة،
وكما هو الحال في عروض مماثلة أخرى قدمتها تسلا، ظل من غير الواضح إلى أي مدى كان "أوبتيموس" يعمل بشكل ذاتي، أو ما إذا كان خاضعا للتحكم عن بعد جزئيا على الأقل.
وفي الوقت الذي يتوقع فيه أن تتراجع مبيعات سيارات تسلا الكهربائية مرة أخرى هذا العام، أعلن الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك أن مستقبل تسلا يكمن في سيارات الأجرة ذاتية القيادة "الروبوتاكسي"، والروبوتات الشبيهة بالبشر.
كما توقع ماسك أن يفوق عدد الروبوتات عدد البشر في العالم مستقبلا، مشيرا إلى أن السيارات ذاتية القيادة والروبوتات ستُفضي إلى "عالم بلا فقر"، يتمتع فيه الجميع بإمكانية الوصول إلى أفضل رعاية طبية، وأضاف قائلا "سيكون أوبتيموس جرّاحا مذهلا".
وأوضح ماسك أنه يأمل في بدء إنتاج هذه الروبوتات بحلول نهاية العام المقبل.
وبحسب تقارير إعلامية، يتم التحكم ببعض هذه الروبوتات عن بعد خلال مثل هذه العروض. وأثار مقطع فيديو ضجة على الإنترنت مؤخراً، يظهر فيه روبوت "أوبتيموس" وهو يسقط إلى الخلف كلوح مسطح خلال فعالية في مدينة ميامي.
وقبل أن يسقط، يرفع الروبوت ذراعيه الاثنتين إلى رأسه، في حركة توحي بأن الشخص الذي كان يتحكم به عن بعد قد نزع نظارة ثلاثية الأبعاد، ولم تعلق تسلا على ذلك.
تشهد صناعة الروبوتات تحولاً جذرياً مدفوعاً بالطفرة الحالية في الذكاء الاصطناعي، مما أعاد إحياء الطموحات القديمة لبناء آلات ميكانيكية تحاكي الجسد البشري وقدراته.
ومع ذلك، ينقسم الخبراء والمستثمرون حول جدوى هذا التوجه إلى وجهتي نظر متباينتين.
يرى أنصار هذا التوجه، ومن بينهم مستثمرون مثل "مضر علوي"، في حديثه مع وكالة أسوشيتدبرس، منتصف شهر ديسمبر الجاري أن الروبوتات الشبيهة بالبشر ستصبح هي "المعيار السائد" مستقبلاً.
تستند هذه الرؤية إلى أن التقدم التقني الذي جعل النماذج اللغوية مثل ChatGPT بارعة في المحادثة، يمكن تطبيقه لتعليم الروبوتات كيفية إدراك محيطها وأداء مهام معقدة.
وبدلاً من اعتبارها رهاناً خاسراً أو "مملة"، يُنظر إليها الآن كوعاء مادي للذكاء الاصطناعي، قادر على الاندماج في البيئات المخصصة للبشر، سواء في المنازل أو قطاعات الترفيه أو حتى المستودعات اللوجستية، كما تفعل شركات مثل "تسلا" و"ديزني".
في المقابل، يتبنى خبراء مخضرمون في مجال الذكاء الاصطناعي مثل رودني بروكس موقفاً حذراً، مؤكدين أن بناء روبوت يحاكي مهارة اليد البشرية ودقتها لا يزال يواجه تحديات تقنية هائلة لم تُحل بعد.
يرى هؤلاء أن ضخ مليارات الدولارات لن يختصر الطريق نحو "البراعة"، وأن الفجوة بين الروبوتات المسلية وتلك "متعددة الأغراض" التي تعمل كعضو منتج في المجتمع لا تزال واسعة.
كما يبرز التحدي الاقتصادي؛ فبينما تتفوق الروبوتات الصناعية التقليدية في السرعة والدقة بمهام محددة، تظل الروبوتات البشرية كثيفة الاستخدام لرأس المال ومعقدة التصنيع، مما يجعل "الجدول الزمني" لانتشارها الفعلي محل شك كبير.
بين هؤلاء وأولئك، تبرز الصين كلاعب يمتلك زخماً كبيراً بفضل الحوافز الحكومية، بينما تعتمد الولايات المتحدة على ريادتها في برمجيات الذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس.