وانفق فيشر مليون دولار أميركي لإنشاء "قلم الفضاء" دون مشاركة ناسا بالاستثمار أو تمويل تطوير القلم، الذي حصل عليه لاحقاً براءة الاختراع "A47 المضاد للجاذبية"، وسرعان ما استخدم القلم في برنامج أبولو للقمر عام ١٩٦٨، بعد تدقيق ناسا، تجنباً لحادثة اشتعال النيران خلال برنامج أبولو ١ بسبب مادة "التفلون" القابلة للاشتعال.

قلم فيشر لا يعتمد على القوة الجاذبية لتدفق الحبر، بل يعتمد على ضغط طرف القلم بواسطة النيتروجين، بضغط يبلغ 35 رطلًا لكل بوصة مربعة، والذي يدفع كرة من مادة كيميائية "كربيد التنغستن" الموجودة في طرف القلم الدائري.

والقلم ليس سائلاً كالأقلام الحبر العادية، بل يحتوى على مادة "جيل" تتحول إلى سائل لا يمكنه التبخر في حال لا يختلط السائل مع الهواء بسبب الضغط النيتروجيني. رغم صنع القلم للتكيف في الفضاء، إلا بإمكان أي شخص شراء القلم بقيمة ٥٠ دولار أميركي عبر موقع أمازون.

طلبت ناسا ٣٤ قلماً ميكانيكي من شركة "Houston’s Tycam Engineering Manufacturing، Inc"، ودفعت ١٢٨.٨٩ دولاراً للقلم الواحد عام ١٩٦٥ بحسب مجلة "علوم العرب". لكن بسبب غلاء سعره وكونه مواد قابلة للاشتعال، لجأت ناسا ووكالة الفضاء السوفيتي لقلم فيشر.

وطلبت ناسا ٤٠٠ قلم فيشر، وبعدها بعام طلب الاتحاد السوفيتي ١٠٠ قلم و ١٠٠٠ طرف الحبر للاستخدام في مهام الفضاء على مركبات "سوسوز" وفقاً لتقرير "Associated Press" عام ١٩٦٨، وحصلا كلاهما على خصم بنسبة ٤٠٪ لشراء الأقلام بالجملة، إذ سعر القلم الواحد ٢.٣٩ دولاراً أميركياً بدلاً من ٣.٨٩ دولار حسب وكالة "United Press International"، حسب تقرير مجلة "Scientific American".

ويبين أن لقلم فيشر استخدامات غريبة أيضاً، إذ استخدم رواد فضاء أبولو ١١ القلم لإصلاح عطل في لوحة الجهاز عام ١٩٦٩، ليس فقط لتدوين الملاحظات.